تولي الأسواق الدولية اهتماماً خاصاً بمعرض "لو بورجيه" الجوي الذي افتتح رسمياً أمس وسط توقعات بأن يتجاوز حجم الصفقات المعلنة خلال أيام الحدث الدولي، الذي يستمر حتى الأحد المقبل، 10 بلايين دولار. وتكمن أهمية "لو بورجيه" في كونه أول منتدى عالمي يتاح للقاء العاملين في حقلي الطيران والصناعات العسكرية لرصد المتغيرات التي أحدثتها الحرب الأخيرة في البلقان التي أبرزت أهمية الطائرة والتقنيات الفضائية الموجهة كعنصر أساسي لكسب الحروب، علاوة على إبرازها أوجه القصور في أسلحة الجو الغربية، لا سيما لدى الجيوش الاوروبية. وكما جرت العادة، في مثل هذه المعارض، يواصل الثنائي "بوينغ" و"ايرباص" حربهما الاعلامية المألوفة من خلال إبراز قدرة كل منهما على الاعلان عن أكبر قدر من الصفقات والعقود. وينتظر ان تعلن "بوينغ" صفقات تتجاوز قيمتها ثمانية بلايين دولار من بينها صفقة لبيع 100 طائرة أحادية الممر يرجح ان تكون من طراز "200-717" الجديدة أو طراز "737" بقيمة تناهز خمسة بلايين دولار، في حين ستعلن "ايرباص" صفقات قد تصل إلى خمسة بلايين دولار بينها صفقة بقيمة تقارب ثلاثة بلايين دولار تشمل بيع نحو 50 طائرة من طرازها الجديد "إي - 318" وطراز "إي - 320". وتشارك عشرات الطائرات في العروض الجوية على مدار أيام المعرض. ويتنافس العاملون في هذا القطاع على إبراز مدى نجاحهم في تأمين بيع أجسام الطائرات ومكوناتها ومحركاتها من خلال اعلان توقيعهم صفقات جديدة واستمرار النمو في السوق الدولية. وتعرض "بوينغ" منتجات عدة من بينها طائرة "آر. إي. اتش - 66 كومانش" المروحية التي أوصى عليها سلاح الجو الأميركي، وطائرة "بيل ام. في - 22 بي اوسبري" ذات المراوح القابلة للطيران عامودياً التي بدأ سلاح البحرية الأميركي تسلم أولى الطائرات منها من أصل صفقة تضم 360 طائرة. كما ستعرض أنظمة الملاحة والمراقبة الفضائية وأنظمة الاطلاق الصاروخية ومشروع طائرة "إكس - 32" المقاتلة المتعددة المهام. وتعتبر طائرة "200-717"، التي ستقدم في "لو بورجيه" أول عروضها الجوية الدولية الرهان الكبير لدى "بوينغ" التي ترغب من خلالها في الدخول إلى حلبة المنافسة مع مصنّعي الطائرات الاقليمية سعة 100 مقعد، وهو مجال جديد للمصنّع الأميركي العملاق. وقال نائب رئيس "بوينغ" للشؤون الهندسية والتقنية جيرالد ماك ل"الحياة" إن هذه الطائرة قوية للغاية وفيها عناصر تقنية متطورة وتمثل حلاً وسطاً بين طائرتي "إي 318" وبوينغ 737"، مشيراً إلى انها تستحوذ على حصة مهمة من السوق وان حجم الطلبيات المذكورة لهذا الطراز بلغ 115 طائرة حتى الآن. وقال رئيس شركة "بي. ام. دبليو رولز رويس ايرو إنجينز" للمحركات كلاوس نتينجر ل"الحياة" إن شركته التي انتجت أول محرك طيران نفاث في المانيا قبل ثلاثة أعوام تنوي التقدم إلى مناقصة سيتم تسلم مظاريفها خلال المعرض الجاري وتتعلق ببناء "الطائرة العريضة المستقبلية" إف. ال، إي وهي طائرة عملاقة للشحن الجوي أبدت ثمانية جيوش أوروبية اهتماماً ببنائها وشرائها لاحقاً. وكانت حرب البلقان كشفت وجود عجز فادح في قدرة الجيوش الأوروبية، التي ترغب في بناء قوة تدخل سريع نهاية السنة المقبلة، على تأمين وصول امداداتها إلى ميدان المعركة بسرعة بالغة، نظراً إلى عدم كفاءة طائرات "ترانسال" و"سي 130" التي تملكها لتنفيذ هذه المهمة. ويعتبر مشروع طائرة "اف. ال. اي" أكبر مشروع من نوعه في أوروبا بعد مشروع طائرة "المقاتلة الأوروبية". وذكر نينجر ان شركته ستوقع مذكرة تفاهم في المعرض مع كونسورتيوم عسكري أوروبي خاص لهذا الغرض، إلا أن مواصفات المحرك ستحدد في فترة لاحقة من السنة. وذكر عاملون في صناعة الطيران ل"الحياة" ان شركتي "امبراير" البرازيلية و"بومباردييه" الكندية المصنعتين للطائرات الاقليمية ستعلن عن صفقات جديدة في المعرض. وقالوا إن المنافسة بين "بوينغ" و"ايرباص" خلال المعرض ستتعزز بسبب طائرة "اف. ال، اي" لأن "ايرباص" تعرض حالياً نموذجها "اي 319" و"اي 310" كأساس لمشروع لتزويد الجيوش الغربية طائرات وقود وطائرات عسكرية، وهو عقد من شأنه، لو حسم، أن يسمح ل"ايرباص" بإبرام صفقة تتجاوز 20 بليون دولار، بما يعزز قدرتها على منافسة "بوينغ" التي لا تتخصص فقط في الانتاج المدني.