تجلت المنافسة بين المصنِّعين الأوروبيين والأميركيين، بوضوح أمس، في بداية "معرض فارنبره - 98" الذي يستمر سبعة أيام، في وقت لفت الأنظار حجم التأثير الايجابي، الذي تركته الأزمة المالية الآسيوية والروسية، على مبيعات الطائرات الاقليمية. وعُرضت في مدرج هامشاير، في فارنبره، التي تبعد 70 كلم عن لندن، التي احتفلت بالذكرى الخمسين لتحول المعرض من حدث بريطاني الى حدث دولي، طائرات عدة ظهرت للمرة الأولى من بينها نموذج مجسم لطائرة "كومانشي" المروحية الخفية التي ينوي البنتاغون شراء 1292 طائرة منها على مدى عشر سنوات بقيمة 18.5 بليون دولار. كما عرضت روسياوالمانيا طائرة "ميغ 29 اس. أم. تي" التي تنوي شركتا "ميغ - مابو" و"روزفوروجني" الروسيتان و"دايملر - بنز ايروسبيس" داسا الألمانية تحديث النماذج الموجودة منها لدى بلدان أوروبا الشرقية، لا سيما بولندا والمجر ورومانيا، بكلفة تقل 25 في المئة عن كلفة شراء مقاتلات جديدة. وبين الطائرات التي برزت "طائرة "سي - 17" العملاقة، التي تصنعها "بوينغ" ماكدونيل دوغلاس وسيصل عددها لدى القوات الأميركية الى 135 طائرة، بكلفة تتجاوز 30 بليون دولار، في السنوات الخمس المقبلة. وكان بدا واضحاً منذ الاسبوع الماضي، لدى زيارة الرئيس جاك شيراك، الى أوكرانيا، ان فرنسا تتجه الى اقامة شراكة مع أوكرانياوروسيا وبدعم من المانيا لبناء طائرة "انطونوف 70" العملاقة وتطويرها متخلية بذلك عن مشروع بناء "الطائرة العريضة المستقبلية" اف. ال. ايه. وفي مقابل احتمال انهيار مشروع "اف. ال. ايه" الذي يكلف ثمانية بلايين دولار أظهرت "بوينغ" أخيراً اهتماماً بالدخول في شراكة مع بريطانيا لتطوير مشروع "اف. ال. ايه" بدلاً من الشركات الأوروبية المنتمية الى الدول الست الأخرى التي سبق أن اقترحت الدخول في المشروع. وأبدت "لوكهيد مارتن"، بدورها، وكما أظهرت جولات اللقاءات التي تجري على هامش معرض "فارنبره - 98"، اهتماماً مماثلاً بالانضمام الى المشروع، بدلاً من "بوينغ" والشركات الفرنسية والالمانية، شرط ألا يتم انتاج طائرة منافسة لفئة "سي 130 جاي" التي تبيعها المجموعة الأميركية. الناقلة من دون ذنب وعرضت "بوينغ" طرازاً يدعى "الناقلة من دون ذنب المخصصة لمسرح العمليات المتقدم" وهو كما يدل اسمه يخلو من الذنب، وقادر على نقل حمولة تبلغ ثلاثة أضعاف حمولة "سي 130 جاي" مع الاقلاع من مسافة 170 متراً. وتدور المنافسة في شكل خاص للفوز بصفته تبلغ 50 طائرة نقل عملاقة تنوي بريطانيا شراءها بقيمة تناهز ثمانية بلايين دولار، ويعتقد أنها ستسمح باقناع دول حلف الأطلسي بشراء النموذج نفسه الذي ستعتمده. وتميز يوم أمس باعلان صفقات عدة للطائرات الاقليمية منها اعلان "بومباردييه" الكندية بيع 27 طائرة مؤكدة اشترتها "اس. ايه. اس" الأميركية ومعها حق خيار شراء سبع طائرات أخرى بقيمة تناهز 750 مليون دولار، في حين اعلنت شركة "امبرايير" مجموعات صفقات لطائراتها من طرازي "آر. جي 135" و"آر. جي 145" التي عرضت في فارنبرا للمرة الأولى والتي تدخل الخدمة في تموز يوليو المقبل. أما شركة "ايه. تي. ار" وهي مشروع مشترك بين "آلينيا" الايطاليا و"ايروسباسيال" الفرنسية فاعلنت ابرام صفقة مع "طيران عُمان" بقيمة 90 مليون دولار تشمل طائرتين مؤكدتين وأربع طائرات خيار شراء من طراز "ايه. تي. آر 500-42" على أن يبدأ التسليم في كانون الأول ديسمبر المقبل. وأعلنت "بوينغ" صفقة بقيمة تناهز 1.8 بليون دولار مع "انترناشيونال ليس فاينانس". وذكرت انها تنوي استثمار 14 بليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة على مشاريعها داخل أوروبا حيث يعمل 90 ألف موظف في برامج تصنيع وتعاقدات تنفذها 500 شركة أوروبية تتولى توريد قطع الغيار والتجهيزات ل "بوينغ". وقال نائب رئيس "مجموعة بوينغ التجارية للطائرات" بروس دينيس، في مؤتمر صحافي، ان شركته كانت تتوقع في حزيران يونيو الماضي ان يبلغ حجم الطلبات الملغاة من قبل شركات النقل الآسيوية 150 طائرة للرحلات الطويلة "إلا أن هذه الالغاءات لم تحدث في معظمها" مشيراً الى أن "هناك ديناميكية تشهدها السوق الآسيوية". أما "ايرباص"، التي ينتظر أن تعلن صفقتين اليوم قد تشمل احداهما "طيران الامارات"، فقد اعلنت أمس على لسان رئيسها التنفيذي نويل فورجار انها تنوي الشروع في بناء طائرة ضيقة الجسم من طراز "318" ينتظر أن يبدأ انتاجها سنة 2002، وهي طائرة مخصصة لمنافسة طائرة "بوينغ 717" الجديدة. وقال فورجار ان هناك مفاوضات تجري مع الصينيين، بعد الاعلان الاسبوع الماضي عن انهيار مشروع مشترك لبناء طائرة تبلغ سعتها 100 بين "ايرباص" و"آلينيا" الايطالية وشركة "سنغافورة للتكنولوجيا" والحكومة الصينية، وان هناك احتمالات لقيام مشروع بديل مستقبلاً يتم فيه نقل تكنولوجيا وخبرات تقنية للصينيين لانتاج بعض المكونات. وأعلنت شركة "كامان" الأميركية أمس انها ستنهي آخر السنة الجارية عملية تسليم آخر طائرتين من أصل عشرة طائرات مروحية من طراز "سوبر سيسبرايت اس. اتش 2 جي" أوصت عليها مصر لتزويد سلاحها البحري قدرات متقدمة في مجال مكافحة الغواصات ومطاردتها. وأضافت انه تم تدريب 40 عاملاً وفنياً، في حين يجري تدريب 20 طياراً مصرياً على قيادة هذه الطائرات، التي ستتمركز في قاعدة برج العرب الجوية قرب الاسكندرية.