توقعت مصادر موثوق بها مزيداً من التصعيد بين العراقوايران في إطار ما وصفته ب"تصفية حسابات" بين البلدين، محورها تنظيمات المعارضة العراقية التي تنشط في ايران والمعارضة الايرانية في العراق، خصوصاً منظمة "مجاهدين خلق" التي تقيم قواعد عسكرية في هذا البلد. وشددت على ان طهران "ستوجه على الأرجح مزيداً من الضربات الى المنظمة، ثأراً لاغتيالها نائب رئيس الاركان الايراني اللواء علي صياد شيرازي". وحملت بغداد امس بعنف على "النظام الايراني" متهمة إياه بإطلاق ثلاثة صواريخ من طراز "سكود" على قاعدة أشرف التي تضم قوات ل"مجاهدين خلق" في محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة العراقية. وجاء قصف القاعدة ليل الخميس بعد ساعات على دفن سبعة من قادة المنظمة قتلوا بانفجار شاحنة مفخخة الاربعاء، في موقع يبعد 15 كيلومتراً عن بغداد. وتسببت في الانفجار عبوة وزنها مئتا كيلوغرام. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن ناطق رسمي امس قوله ان "ارتكاب النظام الايراني مثل هذه الاعمال العدائية يصعّد التوتر ويهدد المحاولات المخلصة التي يبذلها العراق لإقامة علاقات تستند الى حسن الجوار". وزاد ان القصف الصاروخي يأتي بعد "اعمال اجرامية وارهابية نفذها عملاء للنظام الايراني" في العراق، وآخرها تفجير الشاحنة المفخخة الذي اكدت بغداد انه ادى الى اصابات بين المدنيين العراقيين، ومقتل سبعة من قادة "مجاهدين خلق". وهدد الناطق بالرد على القصف، محذراً من ان "حكام طهران يتوهمون بحسابات خاطئة وأوهام طائشة، ان ارتكاب الاعتداءات المتكررة على العراق لن يقابل برد فعل، طبقاً لحق السيادة والرد بالمثل". وأفادت المنظمة ان "دوي انفجارات هائلة" سُمع بعد القصف الصاروخي، وتردد ان ستة قرويين عراقيين جرحوا. ونسبت وكالة "رويترز" الى فريد سليمان الناطق باسم المنظمة قوله ان صاروخاً رابعاً أُطلق من مدينة كرمنشاه في غرب ايران وانفجر في الجو. وفيما حضت بغداد مجلس الامن على منع "الاعتداءات الايرانية"، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "الضربات الانتقامية الايرانية ثأراً لاغتيال شيرازي في طهران ستتواصل على الأرجح، وفي اطار تصفية حسابات بين بغدادوطهران". وكشفت ان ايران تحمّل العراق مسؤولية اغتيال مجموعة من "عناصر الحرس الثوري" داخل اراضيها، وربطت الحادث باعلان السلطات العراقية للمرة الاولى قمع اضطرابات في البصرة. وما زالت مسألة ايواء معارضين احد الملفات التي تعرقل التطبيع بين بغدادوطهران، علماً ان ل "مجاهدين خلق" قواعد عدة في العراق وتمتلك في هذا البلد ما يوصف ب"جيش مزوّد كل عتاده". واشارت المصادر الى "هواجس" لدى بغداد تساهم في التصعيد بين البلدين، موضحة ان نظام الرئيس صدام حسين "يخشى النيّات الايرانية الحقيقية حيال قانون تحرير العراق الذي تبنته واشنطن من اجل اطاحة صدام، ويشك في ظل المحاولات الاميركية للانفتاح على حكومة الرئيس محمد خاتمي، من ان تتحول طهران الى حصان طراودة لتنفيذ القانون". ونقلت اوساط عراقية عن شخصيات معارضة زارت طهران قبل ايام قليلة ان "الحرس الثوري والاجهزة الامنية العليا في ايران تريد رحيل صدام ولا تبدي اي تعاطف معه، لكنها ليست مستعدة بعد لوضع كل ثقلها في كفّة مشروع التغيير".