افاد لاجئون وصلوا إلى مقدونيا ان الافا تائهون في كوسوفو في ظل معارك عنيفة قرب الحدود بين الاقليم والأراضي الألبانية ويتعرضون لخطر استخدامهم دروعا بشرية، فيما اكدت واشنطن ان جيش تحرير كوسوفو سينجح في تحويل الاقليم الى "مستنقع" للرئيس اليوغوسلافي. أفاد بيان صدر ل وزارة الداخلية المقدونية ان "حوالى ألف لاجئ من ألبان كوسوفو عبروا الحدود من نقطة بلاتسا" امس الاحد. وأشار البيان إلى أنه تم السماح لهم بالعبور "بعدما بلغ عدد اللاجئين الذين نقلتهم منظمات الاغاثة الدولية من مقدونيا إلى دول أخرى حوالى 51 ألف لاجئ". وأفاد اللاجئون الذين عبروا أمس أنهم كانوا في قافلة ضمت أكثر من عشرة آلاف ألباني "ظلوا يهيمون على وجوههم في أنحاء الاقليم منذ حوالى عشرين يوماً من أجل ايجاد منفذ آمن إلى الدول المجاورة". وأشاروا إلى أن بقية أفراد القافلة "ما زالوا داخل كوسوفو ويعيشون ظروفاً حياتية صعبة جداً حيث يقيمون في العراء ويواجهون مشكلة الحصول على المواد الغذائية". وأعلنت منظمات الاغاثة الدولية أنها تجد صعوبة كبيرة في اقناع اللاجئين في شمال البانيا بنقلهم إلى مناطق أخرى "بسبب المعارك الدائرة بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان". ونقلت اذاعة تيرانا عن منظمات الاغاثة ان رفض اللاجئين الرحيل سيعود إلى رغبتهم في البقاء قرب الاقليم، لأنهم يأملون في العودة إلى ديارهم في وقت قريب". وأكدت الاذاعة ان مقاتلي جيش تحرير كوسوفو "يخوضون مواجهات عنيفة مع القوات الصربية في كل المناطق الجنوبية الغربية للأقليم، خصوصاً في بلديتي بريزرين وجاكوفيتسا". وذكرت الاذاعة ان الرئيس الألباني رجب ميداني دعا خلال لقائه مع وفد برلماني فرنسي إلى "التوصل إلى حل انتقالي لأزمة كوسوفو عبر وصاية دولية للأقليم". وفي الوقت نفسه، اعتبر الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف ان حصول كوسوفو على الاستقلال "يشكل خطراً يهدد استقرار مقدونيا وغيرها من دول منطقة البلقان". الوضع في كوسوفو وبث التلفزيون الالباني مساء اول من امس ان القوات الصربية قتلت 12 شابا في احدى قرى كوسوفو ردا على قتل جندي يوغوسلافي. واضاف ان الشبان الذين تراوحت اعمارهم بين 12 و16 عاما اعدموا في قرية ازبتشي قرب بلدة سربتشا. كذلك قتلت القوات الصربية ثلاث نساء ألبانيات في منطقة لور كلينا المجاورة. ونقلت جثثهن الى مكان قريب يتعرض لغارات الاطلسي "من اجل خلق انطباع بان قذائف الحلف هي التي اصابتهن"، حسبما ذكر التلفزيون. إلى ذلك، اكد مسؤولون في جيش تحرير كوسوفو ان القوات الصربية تستخدم آلاف المدنيين "كدروع بشرية" في مواجهة غارات الاطلسي التي تركزت خلال الساعات ال24 الماضية على جنوب شرقي الاقليم وجنوبه. ونقل مسؤولو جيش التحرير عن لاجئين في كوسوفو ان "الفي مدني يستخدمون حاليا دروعا بشرية في منطقة تشيرمان" جنوب غربي واكد ان "600 الباني استخدموا في اوراهوفاتش جنوب غربي دروعا بشرية خلال ثلاثة ايام وثلاث ليال متتالية للدفاع عن المدرعات الصربية من غارات الحلف الاطلسي" دون ان يحدد متى تم ذلك. ورجح ان "تقع حالات اخرى في كوريسا" جنوب مشيرا الى قصف الحلف الاطلسي الذي خلف هناك 87 قتيلا، حسب وكالة الانباء اليوغوسلافية "تانيوغ". وكانت الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي أكدا ان الهجوم استهدف "موقعا عسكريا مشروعا" بالقرب من قرية كوريسا وتطرقا الى احتمال وجود "دروع بشرية". وفي الوقت نفسه، قال ناطق عسكري في بلغراد إن القوات الصربية تواصل انسحابها الجزئي من كوسوفو إلا أنها ستكيف هذا الانسحاب مع تكثيف غارات الاطلسي. واشنطن وفي واشنطن، أعرب وزير الدفاع الأميركي وليم كوهين أمس عن اعتقاده ان جيش تحرير كوسوفو هو الآن أقوى مما كان عليه في الماضي، بعكس ادعاءات الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بأنه قضى عليه. وقال كوهين في مقابلة على شبكة "سي بي اس" التلفزيونية ان أفراد هذا الجيش انتقلوا الى الجبال ولديهم المال والدعم وبعض السلاح من دول أخرى "وسيصبحون أقوى" مع الوقت. ونفى ان تكون الولاياتالمتحدة تسلح جيش التحرير الكوسوفي. وتوقع كوهين ان تؤدي الضربات الجوية الأطلسية الى إضعاف الجيش الصربي في كوسوفو وتوقع أيضاً أن يتسلح جيش التحرير بسلاح ثقيل وأن يصبح مدرباً وسيظهر مقاتلوه أنهم "سيصبحون مستنقع ميلوشيفيتش وفيتنامه". وكرر القول ومعه رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون، ان الحملة الجوية الأطلسية ستستمر حتى تتحقق أهدافها مهما أخذت من وقت. ولم يستبعد كوهين أن يكون النظام في بلغراد يستخدم اللاجئين الكوسوفيين كدروع بشرية. ووصف الضجة التي أثارها النظام بعد حادث ضرب طائرات الحلف اللاجئين بأنه "بكاء تماسيح".