لزمت بغداد حتى مساء امس الصمت حيال انفجار ضخم استهدف عناصر من منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة التي تقيم قواعد عسكرية في العراق. وأكدت المنظمة ان ستة من عناصرها قتلوا بانفجار شاحنة صغيرة مفخخة على بعد 15 كيلومتراً شمال بغداد، وأن 36 شخصاً جرحوا بينهم 15 عراقياً. وأفاد بيان للمنظمة ان عبوة وزنها مئتا كيلوغرام وضعت في الشاحنة وفجرت عن بعد، لدى مرور باص ينقل عناصر من "مجاهدين خلق" الى قاعدة أشرف 100 كيلومتر شمال بغداد. واتهم السفارة الايرانية في العاصمة العراقية و"ارهابيين ارسلوا من طهران" بتدبير الانفجار الذي يعد الأضخم من نوعه ضد عناصر المنظمة منذ العام 1986. ورأت مصادر عراقية مطلعة في عمان ان "التهاون العراقي في حماية المنظمة رسالة تتضمن دعوة الى رحيل مقاتلي مجاهدين خلق من العراق"، علماً ان بغداد تصر على ابعاد ايران معارضين عراقيين كواحد من شروط تطبيع العلاقات بين البلدين. ولوحظ ان بغداد سمحت للمراسلين الأجانب بتفقد موقع الانفجار على رغم التزامها الصمت، وشهد هؤلاء حفرة عمقها متران وقطرها ثلاثة أمتار، وتطايرت بقايا الشاحنة المفخخة الى مسافة 80 متراً نتيجة شدة الانفجار الذي ادى الى تحطيم نوافذ المنازل ضمن دائرة قطرها 400 متر. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أطباء في مستشفى حمادي شهاب القريب من مكان الحادث ان معظم الاصابات كان في الرأس والوجه، وان اثنين من الجرحى حالهما خطرة، فيما نقل آخرون الى مستشفى ابن الهيثم التخصصي. وبحسب بيان ل"مجاهدين خلق" تصادف مرور باص ينقل مواطنين عراقيين لحظة الانفجار فجرح 15 منهم وتضرر عدد من السيارات قرب مستشفى حمادي شهاب. ونقل البيان عن مسعود رجوي رئيس "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" قوله ان "مجاهدين خلق" تحتفظ ب"حق الرد"، مطالباً بغداد باغلاق السفارة الايرانية التي وصفها ب"وكر التجسس". واعتبرت مصادر رسمية عراقية في عمان ان تفجير الشاحنة المفخخة "يكشف عدم صدق نية طهران في تطبيع العلاقات" مع بغداد، علماً ان السلطات الايرانية كانت توعدت "مجاهدين خلق" برد قاسٍ بعدما تبنت المنظمة اغتيال نائب رئيس الأركان الايراني علي شيرازي. وكانت مصادر رسمية عراقية كشفت الشهر الماضي اعتقال ثلاثة عراقيين "فارين من العدالة" اتهمتهم بالعمل مع الاستخبارات الايرانية لتفجير موقع للمنظمة قرب منطقة "الحصوة" شمال غربي بغداد.