تسبب تباين في مواقف الحزبين الاشتراكيين "التجمع" و"الناصري" من ترشيح الرئيس حسني مبارك لولاية رئاسة جديدة، في جدل على صفحات صحيفتي الحزبين، ينذر بأزمة هي الأولى من نوعها بين الحليفين التقليديين. وكانت صحيفة "العربي" الناطقة باسم "الناصري" أفردت في صفحتها الأولى الاثنين الماضي وعلى مساحة كبيرة، خبر استقالة الأمين العام المساعد ل"التجمع" السيد عبدالغفار شكر من مناصبه القيادية، بعد اتهام قيادة حزبه باستصدار قرار في شأن ملف الرئاسة مختلف مع تقارير المحافظات. وزادت أن قرار الحزب الامتناع عن التصويت أدى الى احتجاجات في بعض المحافظات. وأعطى نشر الخبر في صحيفة "العربي" دلالات سياسية محدودة على خلفية انفراد "الناصري" عن حليفه "التجمع" برفض التصويت لمصلحة مبارك، حيث اتفق الحزبان قبل 6 سنوات وأثناء استفتاء في 1993 على رفض تأييد تجديد ترشيح الرئيس لدورة جديدة. وعلى رغم تأكيد مصادر قيادية في "الناصري" أن نشر الخبر جاء في إطار العمل الصحافي وليس الموقف السياسي، إلا أن ذلك لم يمنع صحيفة "الأهالي" الناطقة باسم "التجمع" من نشر خبر مماثل أمس تحت عنوان "بعد مكالمة رئيس الحكومة... عزل مدير تحرير صحيفة العربي جمال فهمي". وأشارت "الأهالي" في صدر عددها أن قرار عزل مدير تحرير العدد الاسبوعي لصحيفة "العربي" صدر في أعقاب عتاب شديد من رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري للأمين العام للحزب الناصري السيد ضياء الدين داود على انتقادات ساخرة ضده الجنزوري نشرتها الصحيفة. وذكرت ان "الجنزوري حذر داود من قدرته على "تأديب فهمي"، وزادت "عقب المكالمة استمرت الضغوط الحكومية والحزبية بتنحية مدير التحرير خشية إغلاق الصحيفة، حتى استجاب داود"، متوقعة أن يثير القرار أزمة داخل "الناصري". واستخلص مراقبون حزبيون أن نشر "الأهالي" عزل مدير تحرير "العربي" جاء في إطار الرد على تبني الأخيرة إعلان استقالة الأمين المساعد ل"التجمع"، وإشارة غير مباشرة الى خضوع "الناصري" لضغوط سياسية حكومية على قراره الداخلي. "التطبيع الخفي مع اسرائيل" وفي إشارة الى الرغبة في فتح كل الملفات، تصدت "الأهالي" أمس، وللمرة الأولى، للرد على مقالات وأعمدة نشرتها الحليفة "العربي" على مدار اسابيع مضت، تتهم "التجمع" بالتخاذل، وقادته ب"التطبيع الخفي مع إسرائيل". وكتبت ان "بعض صغار الصغار من الكتاب يشنون حملة عداء همجية على حزب التجمع وقادته، في صحف يفترض أن هذا ليس موقفها، لكننا تعمدنا عدم الرد ترفعاً عن التدني لمثل هذا الدرك". واللافت أن قادة الحزبين امتنعا عن الزج باسمائهم في هذه المعركة، اذ اكتفى الطرفان بنشر أخبار أو تعليقات أو أعمدة رأي، توحي بالخلاف بينهما، لكنهما في الوقت ذاته ينزعان عنه صفة الرسمية، وهو ما أعطى انطباعاً بالرغبة في تجنب تفجير العلاقة المتوترة.