تراجع إمكان عقد قمة خماسية للدول المعنية بعملية السلام "الطوق" بانتظار تشكيل رئيس وزراء إسرائيل الجديد أيهود باراك لحكومته، وأنهى العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين أمس زيارة الى القاهرة، عقد خلالها جلستي محادثات والرئيس حسني مبارك، فيما عقد مجلس الوزراء المصري المصغر اجتماعاً أمس لتقويم نتائج الاتصالات المصرية لصوغ موقف عربي موحد حيال عملية السلام، واستمع الى تقرير وزير الخارجية عمرو موسى عن زيارتيه الى سورية وليبيا. وفي أعقاب محادثات الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله بن الحسين، في مقر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة، حسم وزير الخارجية المصري مسألة عقد القمة الخماسية مصر وسورية والأردن وفلسطين ولبنان قائلاً انه "لا توجد دعوة لعقد هذه القمة، لكن هناك مشاورات بين هذه الدول لتنسيق مواقفها حيال عملية السلام". ولفت موسى، في تصريحات صحافية، الى أن عقد القمة في التوقيت الحالي "ليس له داعٍ قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية ومعرفة برامجها" وشدد على "ضرورة توافر الظروف الملائمة" لعقد القمة، مشيراً الى أن ما تردد عن القمم العربية هو "مجرد اقتراحات، وسنعقد القمة عندما تقضي المصلحة، ولا يمكن أن نضبط الأمور إلا بعد معرفة حقيقة الموقف الإسرائيلي". وغادر العاهل الأردني القاهرة أمس متجهاً الى الجزائر محطته المقبلة في جولته العربية، بعد جلستي محادثات عقدهما والرئيس مبارك، تناولتا التنسيق المصري - الأردني حيال عملية السلام، ونتائج محادثات الملك عبدالله في واشنطن وجولته الأوروبية وتقويم عملية السلام والسيناريوات المطروحة بعد تولي أيهود باراك مقاليد السلطة في إسرائيل، ونتائج زيارة موسى الى سورية ولقائه الرئيس حافظ الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع. واتفق مبارك وعبدالله على ضرورة استمرار عملية السلام على المسار الفلسطيني، وتحريك المسارين السوري واللبناني، ورفضا محاولات إسرائيل فرض سياسة "اللعب على المسارات"، كما أكدا استمرار المشاورات بين البلدين والعمل على تدعيم العلاقات الثنائية بينهما. ووصف موسى محادثات مبارك وعبدالله بأنها كانت "مهمة" تناولت عملية السلام والوضع العربي والتنسيق الخماسي وفرص استئناف عملية السلام، لافتاً الى اتفاق الزعيمين على "ضرورة دعم الفلسطينيين في استعادة حقوقهم بما في ذلك إقامة دولتهم المستقلة". وعما إذا كانت الخلافات السورية - الفلسطينية سبباً لإرجاء القمة الخماسية، قال: "السوريون والفلسطينيون ليسوا على خصام، وكل منهم له مسار تفاوضي منفصل عن الآخر"، لكنه دعا الى "وضع استراتيجية للسلام الشامل تربط بين كل المسارات". وفيما تراجعت حالة الترحيب المصري التي سادت اثر فوز أيهود باراك في الانتخابات، قال موسى تعقيباً على لاءات باراك: "العامل المشجع الوحيد هو تغيير رئيس حكومة إسرائيل من شخص يقول لا على طول الطريق نتانياهو الى شخص يمكن أن يقول نعم"، لافتاً الى أن تصريحات باراك أثارت علامات استفهام في العواصم العربية.