كوبا تعود الى الوعي او الموضة… من السياحة الى الفن والموسيقى. الصورة عن هذا البلد ظلت مطوّقة في اوروبا وفي اميركا صاحبة المال والاعمال ومصادر السياحة. نموذج كوبا: التاريخ والحضارة والمنجزات ظلت مغلقة بسبب الحصار الاقتصادي. وما تذكره اميركا واوروبا من حضارة هذا البلد اللاتيني ظل مستمداً مما جادت به خلفيات افلام قديمة. المناسب هنا ان نذكر ان كوبا نفسها تستخدم تلك النظرة في علاقتها مع العالم الجديد: البداية كانت السياحة، ثم جاءت الموسيقى غزواً او مثالاً على غزارة الفن الكوبي وحيويته، في حين تم استدعاء عدد كبير من الفرق الموسيقية الكبرى الى باريسولندن، ثم تسجيل اسطوانات اقبل الجمهور عليها… فتحولت الانغام الكوبية موضة لا تغفلها الاذاعات او النوادي طويلاً. بعض الفنانين الذين ساهموا في فترة الازدهار في الخمسينات يعودون الى احياء عهد الاوركسترا المتعددة العازفين في اكبر مهرجان للفن الكوبي يقام في لندن في مناسبة الذكرى الاربعينية للثورة الكوبية، ابتداء من هذا الاسبوع والى نهاية الشهر المقبل. فرقة اوركسترا أراغون المشاركة يرجع تأسيسها الى العام 1939، وكانت اشتهرت في حمى موسيقى "تشاتشا" التي انتشرت بين شباب الخمسينات. ومن المشاركين في المهرجان خوسي أليمانيا عازف الترومبيت الذي يقود فرقة تجمع بين المعزوفات التقليدية والانغام الحديثة. وكانت اسطوانتها الجديدة في طليعة الصادرات التي اخترقت حاجز الحصار الاميركي وتجاوزته الى ذوق الجمهور ثم الى شغف الاذاعات مباشرة. ابراهيم فرير ايضاً من الموسيقيين الجادين في كوبا سيعزف لونه الخاص، كما سيقدم مقاطع من اسطوانته الجديدة التي ساهم في اعدادها الموسيقي الاميركي راي كودر. يخصص المهرجان جانباً للنشاطات الادبية، منها ورشة عن الادب الكوبي يشرف عليها الكاتب يوس ميغويل في منتصف الشهر الجاري، ومحاضرة عن اعمال الكاتب والشاعر انطون أرفات في 16 الجاري، وجلسة مع الكاتب والصحافي ليوناردو فيونتيس حول رواياته البوليسية. اما السينما الكوبية فهي حاضرة في تنوع بين الكلاسيكي والحديث: وهناك محاضرات تلقى صباح كل يوم سبت طيلة المهرجان عن الهندسة المعمارية، والفنون الحديثة، والمواضيع التي يتطرق لها الكتاب حالياً، ثم صناعة السينما. بينما تقدم مجموعة من الشباب معرضاً يلخص اتجاهات الفن التشكيلي في كوبا. CUBA PRESENTE, BARBICAN CENTRE.Tel: 0171-638889