يفضل انصار الهلال السعودي، وهم بالملايين، من القمة الى القاعدة، اطلاق لقب "الزعيم" على فريقهم. بيد ان هذه الزعامة تعرضت لهزة عنيفة لم يسبق لها مثيل في الموسم الجاري، حيث خرج "الازرق" خالي الوفاض من البطولات كافة، وهذا ما لم يحدث له منذ 5 سنوات. الواقع الهلالي اغضب عشاق النادي وأفرز تساؤلات كثيرة وجهتها "الحياة" الى عدد من الشخصيات الرياضية المرموقة في المملكة. ورغم تضارب الآراء حول اسباب الاخفاق، إلا أنها اتفقت على ضرورة التحرك السريع والفوري من اجل انقاذ سمعة الهلال واعادته الى موقعه الطبيعي على الاصعدة المحلية والعربية والقارية. الأمور لا تسير في صالحنا يقول نائب رئىس الهلال فيصل الشهيل: "قدمت استقالتي الى رئىس النادي الامير بندر بن محمد بعد اخفاق الفريق في الوصول الى نهائى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لان الامور لا تسير في صالح الفريق. استقلت لانه كما يقولون خير الاعمال خواتيمها، ونحن نعمل طوال الموسم... ندعم ونساند ولكن في النهاية لا نوفق في احراز بطولات. اعتقد انه حان الوقت لافساح المجال للآخرين، والهلال لديه طاقات ادارية مميزة تستطيع قيادته بشكل جيد، وليس عيباً ان استقيل او يستقيل المجلس فهذه سنة الحياة. ظروف عديدة وعوامل اجهلها ساهمت في الاخفاق، ليس للزياني مدرب الفريق السابق دور فيها وايضاً لوري... الجميع لمسوا اداء الهلال في اياب المربع الذهبي امام الاهلي، قدم عطاء سخياً لكن لا ادري لماذا لم يترجم الى تفوق؟". وتابع الشهيل: "سأظل ادعم النادي على كافة الاصعدة لان الازرق يتميز عن غيره بان رجاله يعملون بروح الجماعة من دون مركزية في القرار، ما يجعلنا نعمل بحرية ومن دون قيود سواء كنا في الادارة او خارجها. ارفض ان احمل احداً بعينه السبب وأوكد في الوقت ذاته ان الهلال سيظل شامخاً بعطاء نجومه ورجاله المخلصين". التفسير الخاطئ من جانبه، رفض مدرب الهلال السابق خليل الزياني التعليق على اسباب الاخفاق، وقال: "قد يفسر كلامي بشكل خاطئ... انا سعيد بالفترة التي قضيتها مع الهلال واتمنى التوفيق لهذا الفريق الذي اكن له كل تقدير واحترام نظراً لما لمسته من تعامل حضاري من قبل منسوبيه. كل ما ارجوه ان يفكر رجال الهلال في المستقبل المشرق وان يطووا صفحة الماضي". لا ضبط ولا ربط واكد رئيس تحرير جريدة "الرياضية" صالح الحمادي ان "الموسم لم يكن موفقاً بالنسبة الى الهلال وافتقد الزعيم الي الضبط والربط والتنظيم الاداري الجيد. نقصته ادارة محترفة تعمل بحزم وتطبق انظمة منضبطة تقضي على الثغرات وتساعد على العمل المثالي. عاني الفريق من تسيب الادارة بشكل واضح افقده مكاسبة واستحقاقاته. الفريق الذي يسعى الى المحافظة على مكاسبه عليه ان يبتعد عن المجاملة وان يتعامل مع الجميع بشكل احترافي يكفل نظاماً يطبق على الجميع ويساهم في توافر الثقه والنجاح". مطلوب استقاله الرئيس وقال مدير تحرير جريدة "الجزيرة" للشؤون الرياضية محمد العبدي: "على رئىس نادي الهلال الامير بندر بن محمد ان يقدم استقالته بسبب جملة الاخطاء التي تم ارتكابها في حق النادي خلال رئاسته... الهلال لم يكن الهلال الذي نعرفه ونعهده، والرئيس ترك الحبل علي الغارب للاعبين فلم يحترموا "الشعار" الذي جعل منهم نجوماً... لم نلمس من قبل مثل هذا التسيب... احترم الامير بندر بن محمد واعتز به كشخصية هلالية لافتة، انما الحقيقة دائما مرة". 9 شهور من دون رواتب! وكشف مدير تحرير جريدة "الرياض" للشؤون الرياضية احمد المصيبيح اسباب خروج الهلال خالي الوفاض فقال: "اعتقد ان الاسباب ترتكز على اربعة محاور: ضعف قرارات الادارة التي لم تستطع فرض عقوبات على اللاعبين الذين اخطأوا بحق الفريق، اضافة الى انها لم تقف وقفة حازمة مع الزياني الذي تساهل مع اللاعبين فساهم بذلك في اسقاط نفسه، ثم اللاعبون المستهترون الذين لم يزدهم مشوارهم الطويل في الملاعب سوى المزيد من التهاون وعدم المبالاة مثل يوسف الثنيان الملقب ب"النمر"، ومجاملة اللاعبين القدامى ورفض تغيير جلد الفريق رغم حاجته الماسة للتغيير". واضاف المصيبيح: "هناك اكثر من 6 لاعبين نشاهدهم ضمن صفوف الفريق منذ زمن طويل... لا يوجد الاداري الذي يفكر بجدية في المرحلة المستقبلية... وأخيراً يجب تغيير اعضاء المجلس والاستعاضة بشخصيات فاعلة ونافذه ومتواجدة في الرياض. وبكل صراحة على رئىس النادي الامير بندر بن محمد ان يتخذ قراراً ايجابياً يتسم بالصراحة مع النفس. وتساءل: كيف تريدون ان يتآلف اللاعبون وهم لم يتسلموا رواتبهم لأكثر من 9 شهور في ناد كبير كالهلال؟". الادارة لا تفهم وأكد مدير تحرير مجله "اليمامة" للشؤون الرياضية سعود العتيبي "ان السبب يكمن في ان مجلس الادارة لا يفهم فى الشؤون الادارية، لا بد من وجود كوادر متخصصة تمارس صلاحياتها المطلقة من دون تدخل حتى تتحقق الاهداف المنشودة، ولابد ان تملك الاجهزة العاملة في النادي رؤية فنية حتى يتميزوا عن الآخرين". ترقيص وتأسيس وكان لمدير تحرير جريدة "المسائية" سعد المهدي وجهة النظر التالية: "عقلية الهلاليين تختلف عن عقليات مسيّري الاندية الاخرى، فهم لا يتعاملون بواقعية مع ما يدور من حولهم... تجدهم يركزون على امور هامشية ويغفلون اموراً ذات ابعاد اهم. الترقيص مرفوض، والكرة البرازيلية من وجهة نظري اكل عليها الدهر وشرب وصارت الاوروبية هي الاكثر فعالية حالياً. عبدالله شريدة عقلية سليمة يقاتل في الميدان ولا يحبذ الفلسفة والاستعراض كاقرانه في الهلال لانه ليس من تأسيس هلالي! الهلال كان فائزاً في الرياض بهدف ويلعب وهو فائز، وفي جدة ايضاً تقدم بهدف لكنه لم يحسن استغلال عوامل عدة توافرت له وخسر، علينا ايضاً الا نضخم القضية ف"الازرق" شأنه شأن الاندية الاخرى اي يخسر ويفوز... والمهم الاستفادة من الاخطاء". الرواتب لا تعني احباطاً لاعب الهلال حسين المسعري قال: "الحزن خيم على الهلاليين جميعاً لان انهاء الموسم من دون بطولة ليس من عادتهم. لا اريد ان انتقد شخصية بعينها، لكن يجب الا نعقد الامور ونلقى التهم على بعضنا لانها لن تساهم سوى في عزوف المحبين عن النادي. وهو امر لا نأمله... ليس سراً ان الاحباط يخيم علينا بسبب خروجنا بخفي حنين... عدم استلام الرواتب ليس سبباً اساسياً لاننا نحب النادي ونقدر الظروف" . ساذهب الى الشرقية واعرب مدافع الهلال عبدالله شريدة عن اسفه لما تعرض له فريقه هذا الموسم، مؤكداً انه لايجيد الكلام والتعبير. واشار الى انه سيذهب الى المنطقة الشرقية لزيارة الاهل والاحباب والتفكير في المستقبل. السفر اضاع الفريق واكد الكاتب السعودي عبدالرحمن السماري ان سفر اللاعبين بداعي العلاج، وهو في الاساس هروب من النادي للاستجمام، احد الاسباب المهمة في الاخفاق. واضاف ان اخطاء الادارة وعدم حزمها مع اللاعبين ساهم كثيراً في السقوط... الهلال يستحق الفوز بالبطولات نظراً لاداء المجموعة ككل". وقلل السماري من اهمية بطولة الصداقة الدولية الثانية التي احرزها الهلال في بداية الاعداد مؤكداً انها جاءت بالصدفة، مستشهداً برأي مدرب الفريق آنذاك السعودي عبدالعزيز العودة الذي قال انها جاءت على قدميها الى الفريق من دون تخطيط.