تميزت (اليوم) ممثلة في (الميدان الرياضي) عن سائر المطبوعات الاخرى بالانفراد بخبر اقالة فهد المصيبيح من منصبه كمدير للفريق الاول لكرة القدم بنادي الهلال واكد (الميدان) في عدده الصادر امس الاول الثلاثاء ان قرار اقالة المصيبيح سيصدر امس الاربعاء وهو ما حدث بالفعل في ساعة متأخرة من مساء (الاربعاء) حيث اصدر نادي الهلال قرارا بتعيين منصور الاحمد بادارة شئون الفريق الكروي (مؤقتا) حتى تعين الادارة الجديدة مديرا للفريق. و(الميدان) تناول الخبر بامانة صحفية شديدة وبدون اي تحامل على المصيبيح ولكنه بحث السبق والانفراد رغبة منه في مواصلة الركض لاسعاد قارئه الذي تعود على التميز فيما يطالعه من اخبار وتقارير وحوارات وتحاليل نقدية وزوايا. وتطرق (الميدان) خلال تناوله الخبر الى الانتقادات الواسعة التي لقيها المصيبيح من اعضاء هيئة الشرف في الآونة الاخيرة بعد تفشي خلافات بين المصيبيح واكثر من لاعب واتهام اللاعبين له بالديكتاتورية في قراراته وعدم التعامل معهم بمرونة ازاء اي ظروف طارئة. ولكن هذا لا ينتقص من شأن المصيبيح كاداري كفء حقق نجاحات كبيرة مع الهلال خلال فترة وجوده في منصبه. نجومية المصيبيح داخل المستطيل الأخضر فهد المصيبيح كلاعب له تاريخه الكبير سواء مع ناديه الهلال او المنتخب، حيث شارك مع المنتخب السعودي في حقبة الثمانينات من القرن الماضي مع المجموعة الذهبية التي أرست الانجازات الاولى للكرة السعودية، وشارك المصيبيح في ثلاثة انجازات خضراء، الاولى تحقيق كأس آسيا عام 84م، وكان هو صاحب الركلة الترجيحية الاخيرة في مرمى ايران، ومنها فاز المنتخب السعودي بالكأس. وشارك المصيبيح ايضا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لاولمبياد لوس انجلوس 84م، وايضا في نهائيات كأس آسيا عام 88م بالدوحة. وهذه الانجازات الثلاثة حاضرة في تاريخ المصيبيح. بطولات وانجازات زرقاء وحقق المصيبيح مع الهلال العديد من البطولات المحلية والخارجية وعرف المصيبيح كنجم فوق العادة مع الهلال مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وامتاز بالمهارة والانضباط واللياقة البدنية العالية، ولم يتفق حتى الآن النقاد على موهبته هل هي بالفطرة ام مصنوعة من التدريبات والممارسة والانضباط. ولكن كان جميع المدربين سواء في الهلال او المنتخب يتفقون عليه كلاعب مهاري وصانع العاب من الدرجة الاولى. وساهم مع الهلال في تحقيق العديد من الانجازات المحلية مثل بطولة الدروي وبطولة الكأس، وشارك مطلع التسعينات في بطولة كأس آسيا للاندية بالدوحة. وحقق مع الفريق ايضا بطولة الاندية الخليجية التي اقيمت بالرياض. مفهوم الاحتراف وطبق المصيبيح مفهوم الاحتراف على نفسه كلاعب قبل ان يطبق الاحتراف او يقر في الاندية السعودية، حيث عرفت عن المصيبيح اللاعب الانضباطية في التدريبات وايضا الالتزام بالمواعيد، والنوم المبكر، والسير على تغذية صحية، والمحافظة على لياقته البدنية، حيث كان من اكثر اللاعبين اجتهادا وجدية في التدريبات اليومية، وكان يطبق التعليمات الفنية والادارية بحذافيرها، وكان راقيا مع الجميع، حيث انه لم يختلف لامع ادارة ولا مع لاعبين ولا مع جمهور ولا مع اعلام عندما كان لاعبا، كما انه ورغم نجوميته الكبيرة ظل محافظا على ظهوره الاعلامي الا في المناسبات الكبيرة. وقال عنه خليل الزياني مدرب المنتخب السعودي عام 84م (فهد نجم كبير يتمتع بأخلاق عالية مع الجميع يعرف واجباته تماما ويحب التقيد بالنظام، وهو نجم خلوق واقول هذا الكلام من خلال علاقتي كمدرب وهو كلاعب). ويتضح مما سبق ان المصيبيح اللاعب كان يطبق على نفسه بنودا احترافية حتى وان كانت في تلك الحقبة لم يعرف الاحتراف في الاندية السعودية، ولكن كمفهوم عملي هو استخدم هذا المفهوم وطبقه على نفسه وكان كلما يذكر اسم المصيبيح كلاعب تذكر الجميع انضباطه والتزامه وايضا جديته في التدريبات وتطبيقه التعليمات. تطبيق مبادئه في الاحتراف واذا كان اللاعب فهد المصيبيح بتلك النظامية والانضباطية كلاعب, فلاغرابة في ان يطبق تلك المبادئ كاداري عندما تم اختياره من قبل الامير بندر بن محمد ابان رئاسته للنادي, حيث عمل المصيبيح قبل ذلك في السلك الاداري لدرجتي الناشئين والشباب. ولكن لماذا لم تظهر انتقادات على المصيبيح الاداري ابان رئاسة الامير بندر بن محمد؟ الاجابة لان الرئيس السابق الامير بندر بن محمد كان في الواجهة وملتحما مع اللاعبين وكثير الحضور في التدريبات اليومية والاجتماعات, لذلك لم يستطع أحد تحميل المصيبيح وحده أي اخفاق, لان هناك من يسانده من الادارة وفي مقدمتهم رئيس النادي الامير بندر بن محمد. ولكن كيف ظهرت الانتقادات في عهد ادارة الامير سعود بن تركي للمصبيح؟ الاجابة ببساطة لان هناك من يحمله كل صغيرة وكبيرة كونه في الواجهة... ومع كل اخفاق يزداد حجم الانتقاد عليه. وكان المصيبيح قد حقق ابان عمله كاداري العديد من الانجازات المحلية والخارجية, وايضا في عهد الادارتين, ادارة الامير بندر بن محمد, وادارة الامير سعود بن تركي, مما يعني انه حقق الكثير من الانجازات كاداري كما حققها كلاعب. انتصار العاطفة على النظام ويرى البعض ان إقالة فهد المصيبيح انتصار للعاطفة على النظام واللوائح, لان من يتبع اللوائح والانظمة في محيط رياضي لم يكتمل نضجه يصبح غير مرغوب فيه, ومن يسر حسب الاهواء فهو الشخص الاداري المرغوب فيه.. ولكن البعض الاخر يرى ان المصيبيح اتبع القانون ولم يعمل بروح القانون الذي يجب ان يتعامل به في بعض الحالات. هذا ماحدث في الاجتماع الاخير في الاجتماع الاخير الذي ضم المصيبيح بالعقيلي والمسعد عضوي الادارة المكلفة استخدم المصيبيح نبرة حادة, ورفض ان يستقيل لمجرد ان هناك نية لاقالته, وقال بصوت مرتفع ومسموع (لن أستقيل ولا أخاف الاقالة). ومع ذلك كان المصيبيح حريصا جدا على وحدة الصف في الهلال, ورفض الاعتراف في الصحافة ان هناك ضغوطا شرفية لتقديم استقالته, رغم ان الحقيقة تؤكد ذلك. وتؤكد أيضا ان المصيبيح صمد في وجه بعض الهلاليين لمصلحة الفريق في وجهة نظره. الضبط هل هو كابوس للاعبين ؟ وبإقالة المصيبيح يرى البعض ا ن هناك تراجعا لميزان الضبط والحزم وتطبيق الانظمة واللوائح ليس فقط في الهلال, وانما في الاندية الاخرى.. اما لماذا؟ فلأن هناك بعض الاداريين سيخاف من تطبيق الانظمة واللوائح لسبب بسيط هو ان أي خلاف بينه وبين أي لاعب سيقف الاعلام مع اللاعب ضد الاداري كما حدث في ملف المصيبيح, حيث يؤكد البعض ان اقالة المصيبيح جاءت بالدرجة الاولى تحت تأثير اعلامي, وليست تحت عملية تقييمية لعمل المصيبيح كاداري. والسؤال هل تسبب إقالة المصيبيح شرخا في المفاهيم الاحترافية لدى بعض الاداريين, بحيث تجعلهم يطنشون بعض الامور حتى لاتثار البلبلة عبر الصحف. هذا السؤال يبحث عن اجابة شافية. اتفقوا عليه كلاعب.. واختلفوا عليه كاداري المصيبيح هو ثالث نجم رياضي محبوب ومعشوق من قبل الجماهير كلاعب, ولكن عندما يتحول هذا النجم بعد اعتزاله لأي موقع كروي اداري أو مدرب أو مسؤول, فانه يتحول الى شخص آخر لدى الجماهير.. أليس أمين دابوا معشوق الجماهير الاهلاوية عندما أصبح مدربا حيث هتفت الجماهير الاهلاوية ضده. ومثله ماجد عبدالله عندما استلم مهمة الاشراف الاداري على فريق القدم, وحاليا فهد المصيبيح. ومايحدث لهؤلاء النجوم قد غير أو يدفع بأي نجم آخر بعد الاعتزال خدمة ناديه في أي موقع. أبرز نجوم الثمانينيات تميزت فترة الثمانينيات الميلادية بتألق ثلاثي الوسط فهد المصيبيح وصالح خليفة ويوسف خميس وكان هؤلاء اللاعبون نجوما من الطراز الرفيع وأصحاب مواهب فذة لم يجد الزمان بمثلها الى الآن. وعن موهبة المصيبيح يقول النجم الدولي المعتزل صالح خليفة الذي عايش المصيبيح في مناسبات كثيرة: المصيبيح أحد أبرز نجوم الوسط في تاريخ الكرة السعودية وله انجازات ضخمة مع الهلال والمنتخب وكان يتميز بالموهبة الكبيرة والاخلاق الحميدة ولمساته الفنية كانت تميزه عن الكثير من نظرائه في الفرق الاخرى. ولعبت مع المصيبيح عدة مباريات دولية وكان نموذجا للزميل المتعاون المحنك القادر على قلب موازين أي مباراة وكانت تميزه أيضا براعته الشديدة في ايجاد الفرص للمهاجمين من كرات تبدو للمشاهدين انها ميتة ولكن بحرفنة شديدة يسلمها الى المهاجم ويضعه وجها لوجه مع الحارس وهو مايسهل من مهمة المهاجم الذي يسجل بيسر. وعندما تولى ادارة فريق الكرة بالهلال واصل تألقه وحقق الفريق خلال فترة اشرافه العديد من الكؤوس ولكن اقالته الاخيرة بناء على ماقرأت بسبب خلافات فلا أعرف عنها أي شيء.