بدأ حوالي نصف مليون شخص يمثلون كل ما تبقى من الألبان في كوسوفو المغادرة الى الدول المجاورة، فيما توفر المزيد من المعلومات عن عمليات قتل واسعة ومقابر جماعية في أنحاء الاقليم. وأبلغ نازحون وصلوا الى مقدونيا "الحياة" امس الخميس ان العنف الصربي وصل ذروته "لاخلاء الاقليم بصورة كاملة من سكانه الألبان". وأوضحوا ان طوابير النازحين تتحرك حالياً في انحاء الأقليم باتجاه البانياومقدونيا "بعدما أرغمهم الصرب على ترك ديارهم وأنهم شاهدوا خلال رحلتهم جثثاً كثيرة على جوانب الطرق التي مروا بها". وأضافوا ان عناصر الشرطة والميليشيات الصربية تعرضت لقوافل النازحين "وفصلت الرجال واقتادتهم الى جهات مجهولة" كما لم تتورع عن قتل الأطفال والمسنين واغتصاب النساء. الى ذلك، أفادت مصادر مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في البانيا ان "القوات الصربية اخطرت نصف مليون الباني بوجوب الرحيل عن كوسوفو وان كثيرين منهم يهيمون على وجوههم. ووصل أكثر من 15 ألف منهم الى المناطق الحدودية مع ألبانياومقدونيا". وأشارت المصادر الى ان النازحين تعرضوا الى مجازر في أماكن مختلفة من الاقليم". ومن جانبها أبلغت المفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ساداكو اوغاثا مجلس الأمن ان البانيا "تتحمل العبء الأكبر لواحدة من أكبر موجات اللاجئين في اوروبا في القرن العشرين مع اجبار 700 الف نسمة من الألبان على ترك ديارهم". وأوضحت ان هؤلاء النازحين "لا يمكن ان يعودوا مستقبلاً الى منازلهم من دون حماية مسلحة". وأفاد نازحون من قرية ستوديمي في بلدية فوتشيترن شمال غرب بريشتينا في وسط الأقليم وصلوا الى البانيا ان القوات الصربية افرغت قريتهم والمناطق المحيطة بها من سكانها الألبان "وان 7500 منهم عبروا حدود الاقليم الى الدول المجاورة". وأبلغ مصدر في وكالة "كوسوفا برس" التابعة لجيش تحرير كوسوفو "الحياة" ان "الارهابيين الصرب قتلوا في قرية تيرنافاتس في بلدية سكينديراي 24 مدنيا فصلوهم عن قافلة النازحين ومثلوا بجثثهم أمام مشهد من أسرهم". وأضاف "ان الأرهابيين اعدموا ايضاً 16 مدنياً بينهم امرأة ورضيع عمره 3 أشهر في قرية جيغوتس في بلدية غنيلاني". ومن جهة اخرى، ذكر تلفزيون العاصمة الالبانية تيرانا انه "تم اكتشاف عدد من المقابر الجماعية في اقليم كوسوفو تحوي جثث ضحايا القوات الصربية ومعظمهم من صغار السن". وقال ان "ثوار جيش تحرير كوسوفو عثروا على أكثر من 50 جثة لألبان قتلوا في الأسبوعين الماضيين وما زال 24 منهم غير معروفي الهوية ولم يدفنوا بسبب عدم وجود عدد كبير من القوات الصربية في المناطق التي عثر عليهم فيها". وأشار التلفزيون الى انه "كان أصغر الضحايا طفلا عمره 12 عاماً قتل على طريق قرية ريزالي وأكبرهم عمره 76 عاما" وأضاف ان الشرطة الصربية "دفنت الأحد الماضي في جبانة قرية زيست 70 جثة". وعلى صعيد آخر انقطعت السبل امس الخميس بأكثر من 4 آلاف من لاجئي البان كوسوفو في مناطق الاقليم مع مقدونيا بعدما اغلقت الأخيرة حدودها أمامهم. وقال ناطق باسم الحكومة المقدونية ان بلاده "لا يمكنها ان تستضيف المزيد من اللاجئين بعدما بلغ عددهم في اراضيها نحو 225 ألف شخص من البان كوسوفو". وأضاف انه "تجري محادثات في شأن ان يدخل الى مقدونيا من اللاجئين الجدد بقدر ما يغادر اراضيها من الموجودين فيها حالياً". وفي ستراسبورغ أ ف ب، طالب البرلمان الاوروبي امس بمحاكمة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش فورا امام محكمة الجزاء الدولية بتهمة "التهجير الجماعي" لمئات الالاف من ابناء كوسوفو. وصادق النواب الاوروبيون في ستراسبورغ على قرار ينص على ان "التهجير الجماعي لمئات الآلاف من ابناء كوسوفو يشكل اساسا كافيا لتوجيه تهمة فورية الى قمة السلطات السياسية والعسكرية في بلغراد وعلى رأسها سلوبودان ميلوشيفيتش".