بغداد، القاهرة، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - اتهم البنتاغون الرئيس صدام حسين بنشر دفاعات جوية وصواريخ في مناطق سكانية عراقية. وأعلن الناطق باسم البنتاغون كينيث بيكون في وقت متقدم ليل الاثنين ان الطائرات الأميركية أوقفت هجوماً على موقع رادار قرب مدينة الموصل شمال العراق، بعدما أدركت ان الموقع في منطقة مدنية. لكن طائرة من طراز "اف - 16" هاجمت الموقع واطلقت عليه صاروخاً من طراز "هارم" المضاد للرادارات. وقال بيكون: "لا اعتقد اننا نعرف الآن ماذا أصاب الصاروخ". وحاول ان يقدم تفسيراً لتكتيكات الرئيس العراقي، مشيراً الى أنه "يتحدى الحظر الجوي بعض الوقت، فنضربه يوماً بعد آخر رداً على تحدياته، ويتراجع بعدها ويتوارى لفترة ولا يفعل شيئاً، ثم يعاود الظهور ويقوم بسلسلة جديدة من أعمال التحدي، مستخدماً تكتيكات مختلفة بعض الشيء أحياناً". وزاد: "ربما يكون أحد تكتيكاته الحالية ان يضع أنظمة دفاعه الجوي في أحياء مدنية، معتقداً أنه يستطيع أن يتحدانا ويفلت من العقاب". واعتبر بيكون ان مثل هذا التكتيك ينطوي على مخاطر ليس بالنسبة الى صدام وحده بل للسكان العراقيين ايضاً. لكن القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة انجيرليك في تركيا، المكلفة فرض الحظر الجوي في الشمال، أكدت في بيان أصدرته أول من أمس ان "كل الاحتياطات ستتخذ" لتجنب اصابات في صفوف المدنيين العراقيين. وأوضحت ان صاروخين أرض - جو عراقيين أطلقا على الطائرات الأميركية في المواجهة الأخيرة من موقع "في بلدة مدنية" وان الطائرات الأميركية "لم تستهدف هذا الموقع بقنابلها نظراً الى احتمال اصابة مدنيين". وكانت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية نقلت عن ناطق عسكري في بغداد أول من أمس ان موقعاً مدنياً في منطقة نينوى 400 كيلومتر شمال العاصمة تعرض لهجوم مما أدى الى مقتل مدنيين وجرح 12 آخرين. وأعلنت الوكالة ان الرئيس صدام حسين رأس اجتماعاً مع قادة سلاح الجو والدفاع الجوي وعدد من كبار الضباط، من دون أن توضح طبيعة ما دار في اللقاء. الى ذلك دعت بغدادالقاهرة الى بذل جهود لرفع الحظر الدولي عن العراق. وقال وزير العدل العراقي شبيب المالكي في بيان لدى وصوله الى مطار العاصمة المصرية ليل الاثنين ان بلاده "تتوقع ان تمارس مصر، بما لها من ثقل اقليمي ودولي، دوراً لانهاء المأساة التي يعانيها الشعب العراقي". ونشرت الوكالة العراقية أمس نص رسالة بعث بها وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، تطالب بعدم اقتطاع ثلث العائدات النفطية العراقية المخصص لدفع تعويضات حرب الخليج، بموجب اتفاق "النفط للغذاء" القرار 986. وجاء في الرسالة ان "نسبة 30 في المئة التي تقتطع من التعويضات هي نسبة مجحفة".