يتوقع ان يتعزز مركز منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك السنة المقبلة، اذ سيرتفع الطلب على نفطها الى اعلى مستوى له منذ اكثر من 20 عاماً نتيجة عودة الانتعاش الى الاقتصادات الآسيوية وتباطؤ المعروض النفطي من خارج المنظمة. وقال محللون نفطيون غربيون ان الطلب على انتاج "اوبك" سيرتفع بنحو 1.2 مليون برميل يومياً في السنة 2000 الى 28.8 مليون برميل يومياً، فيما سينمو الطلب خارجها بنحو 300 الف برميل يومياً فقط. وذكر مهدي فارزي من دار الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن ان هذا التحسن يعني ان "الطلب على نفط اوبك السنة المقبلة سيصل الى اعلى مستوى له منذ عام 1979 عندما بلغ 30.6 مليون برميل يومياً". واضاف ان "هذا سيؤدي بطبيعة الحال الى ارتفاع حصة المنظمة الى ما يقارب 42 في المئة وبالتالي سيتعزز مركزها ونفوذها في السوق... كما سترتفع نسبة استغلال الطاقة الانتاجية الى 84.5 في المئة من 81.9 في المئة السنة الجارية". واظهرت دراسة لدار الوساطة ان حصة "اوبك" في السوق بلغت نحو 41.7 في المئة عام 1998 ويتوقع ان تنخفض الى 40.2 في المئة السنة الجارية بسبب الخفوضات الاخيرة، قبل ان تعاود ارتفاعها السنة المقبلة الى نحو 41.8 في المئة وهي اعلى نسبة منذ عام 1980 عندما بلغت نحو 43.9 في المئة. وقال ستيوارت بريد من دار الوساطة "سالومون سميث بارني" ان تباطؤ العرض النفطي من خارج "اوبك" يرجع الى الانخفاض الحاد باسعار النفط عام 1998 وبداية السنة الجارية بسبب الفائض في السوق. وذكر ان هذا المعروض "يمكن ان يرتفع بحدة في حال وصول اسعار النفط الى 18-20 دولاراً للبرميل لان ذلك يشجع الشركات الدولية على ضخ استثمارات اضافية في حقول جديدة في المناطق التي ترتفع فيها كلفة الانتاج". وسجل سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تموز يوليو 15.21 دولار للبرميل في نهاية التعامل يوم الجمعة الماضي مقابل 15.37 في اواخر التعامل في اليوم السابق. وتوقعت تقديرات مستقلة انخفاض الامدادات النفطية من الدول خارج "اوبك" بنحو 500 الف برميل يومياً السنة الجارية الى 42.6 مليون برميل يومياً، في حين يتوقع ان ترتفع بنحو 300 الف برميل يومياً الى 42.9 مليون برميل يومياً سنة 2000، وهي زيادة متواضعة مقارنة بالاعوام السابقة عندما وصلت اسعار النفط الى مستويات مرتفعة راوحت بين 18 و20 دولاراً للبرميل. وقال ليو درولاس من مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن ان "ذلك يظهر ان مستوى الاسعار الحالي هو في مصلحة اوبك في الامد المتوسط". وحذر خبراء من ان يستغل بعض الدول الاعضاء في "اوبك" تحسن الاسعار والطلب، والعودة الى رفع انتاجهم ما قد يؤدي الى انهيار جديد في سوق النفط. وقال خبير: "لا يزال هناك فائض في السوق وزواله يتطلب فترة ليست قصيرة... واعتقد ان على اوبك ان تلتزم اتفاق الخفض الأخير بدرجة أكبر للتأكد من ازالة الفائض قبل التفكير بامكانية رفع سقف الانتاج السنة المقبلة". واشارت "درسدنر كلينوورت بنسون" الى ان الاسباب الرئيسية لانتعاش الطلب على نفط "اوبك" السنة المقبلة هي عودة النمو الى اقتصادات الدول الآسيوية وتسارع النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. وقالت ان الاستهلاك بدأ ينمو بسرعة في الاشهر الماضية ويتوقع ان تصل الزيادة في الولاياتالمتحدة الى اكثر من 425 الف برميل يومياً سنة 1999. وفي الدول الآسيوية، سجل الطلب على النفط نمواً حاداً في الربع الاول من السنة الجارية، اذ بلغ نحو 11.5 في المئة في كوريا الجنوبية في حين حقق انتعاشاً مماثلا في ماليزيا واندونيسيا وتايلاند وسنغافورة. وتوقعت الدراسة ان يرتفع اجمالي الطلب في دول جنوب شرقي آسيا باستثناء اليابان بنسبة اثنين في المئة اي بنحو 380 الف برميل يومياً السنة الجارية و 2.7 في المئة السنة المقبلة بمقدار 530 الف برميل يومياً، بعد انخفاضه بنحو 400 الف برميل يومياً وبنسبة اثنين في المئة عام 1998 بسبب الازمة الاقتصادية.