وصل رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص عصر امس الى عمّان، في طائرة خاصة، وعزّى العاهل الأردني الملك عبدالله بن حسين وكبار المسؤولين الأردنيين، والملكة نور بوفاة الملك حسين، معبّراً عن "ألم لبنان رئيساً وحكومة وشعباً لغيابه". وكانت مصادر رسمية لبنانية استغربت "حملة الإنتقادات التي وجّهت فجأة" إلى رئيس الجمهورية إميل لحود لعدم مشاركته شخصياً في تشييع الملك حسين، وقالت "ان لبنان قام بواجبه حيال الأردن وأوفد ممثلاً عن الدولة". واعتبرت "ان الرئيس لحود لا يستغل مثل هذه المناسبات الحزينة لتأكيد حضور لبنان العربي". ورافق الحص وفد ضم الوزراء أنور الخليل وميشال موسى وكرم كرم ونجيب ميقاتي والأمين العام لمجلس الوزراء هشام الشعار والأمين العام لوزارة الخارجية السفير ظافر الحسن ومستشارا الحص أحمد طبارة ويحيى محمصاني والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء حسين عبدالخالق والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد، واستقبله في المطار نظيره الأردني فايز الطروانة وعدد من الوزراء. ووصل الرئيس السابق امين الجميّل ترافقه زوجته جويس الى عمّان للتعزية، واستقبلهما في المطار وزير الأشغال والإسكان والنقل ناصر اللوزي. وانتقل الجميّل يرافقه اللوزي الى قصر الرغدان الملكي حيث قدّم تعازيه الى الأسرة الهاشمية، واختلى بعض الوقت الى الملك عبدالله، فيما قدّمت زوجته التعازي الى الملكة نور والأميرة رانيا وسائر الأميرات في قصر الزهران. ويعقد الجميّل اجتماعات في عمّان قبل عودته الى باريس. كذلك قدّم التعزية في عمّان رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي وعقيلته السيدة منى وابنهما رولان وعقيلته والسيدة لينا مروان حمادة، اضافة الى رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي رافقه الوزيران السابقان بهيج طبارة وفؤاد السنيورة والنواب جاك جوخادريان وميشال فرعون وحسين يتيم وبشارة مرهج وهاغوب دمرجيان ونقيب الصحافة محمد البعلبكي، وكان في استقباله رئيس مجلس الأعيان الأردني زيد الرفاعي. وتمنى الحريري للملك عبدالله النجاح في مهامه الجديدة "وتوفيق جميع الأردنيين والعائلة المالكة في الالتفاف حول جلالته لاستمرار مسيرة الاستقرار والأمن والتقدم للأردن". وانتقل الحريري من عمّان الى دمشق والتقى نائب رئيس الجمهورية السورية عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السورية فاروق الشرع وعرض معهما آخر التطورات في ضوء الجمود المسيطر على العملية السلمية. وكان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ونجله الأكبر تيمور زارا الأردن أول من أمس، وقدّما التعازي الى الملك عبدالله. الى ذلك، تسلّم الحص أمس رسالة من نظيره التركي بولند أجاويد، نقلها إليه الموفد الرئاسي التركي إيدان كاراهان، الذي أوضح انها "اقتراح لفتح آفاق جديدة في العلاقة الثنائية وفي كل المجالات"، وأنه لم يتلق رسالة مكتوبة لكن الحص حمّله تحياته إلى أجاويد. وأضاف انه ناقش ورئيس الحكومة "مواضيع ثنائية والوضع الأقليمي"، وانه شرح له موقف تركيا من عملية السلام وعلاقتها بإسرائيل "التي لا تهدف إلى الإساءة إلى أي بلد آخر". وكشف انهما توافقا على "تعزيز التعاون الصناعي وتعزيز الأعمال، وعلى ترجمة هذا التوافق قريباً". وتحدث عن "إتفاقين في مجال تشجيع الإستثمار وتفادي الإزدواج الضريبي، سيوقّعان قريباً ليأخذ التعاون الإقتصادي بين بلدينا أبعاداً جديدة، إضافة إلى التعاون الثقافي على أساس برامج سنوية". وقال "اننا تطرقنا الى مسائل أمنية، ويمكننا الإتكال على الدعم والتعاون اللبنانيين لإزالة السلبيات في علاقتنا وتعزيز النقاط الإيجابية، وأكد ذلك الرئيس الحص". والتقى رئيس الحكومة رئيس كتلة "حزب الله" النيابية السيد ابراهيم امين السيد الذي نقل عنه ان نتائج زيارته للسعودية كانت إيجابية. وأوضح أنه أثار معه إمكان السماح لشركات السفر اللبنانية البرية بنقل الحجّاج إلى مكة المكرّمة، وتأمين المستلزمات اللائقة بالحجّاج اللبنانيين في مطار جدة. ودعاه إلى إلقاء كلمة في احتفال بذكرى اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب.