لم تخرج زيارة سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني بساعاتها المعدودة ولقائه الملك عبدالله الثاني ورئيس الحكومة الاردني سمير الرفاعي عن النمط البروتوكلي لكن الزيارة الاولى للرئيس بعد تشكليه الحكومة حملت عناوين بارزة اهمها التعاون والتنسيق ازاء ملفات تتعلق بمصالح مشتركة تجمع البلدين. والمملكة الاردنية والجمهورية اللبنانية تحتضنان عددا من اللاجئين الفلسطينيين المتناثرين ولكن النصيب الاكبر والاوفر حظا كان للاردن لاحتضان العدد الاكبر. والقاسم المشترك في النظرة السياسية ازاء هذا الملف رفض كلا البلدين توطين اللاجئين خصوصا لبنان الذي يرفض هذا الخيار نهائيا. ومن نقاط قوة زيارة الحريري الى الارد بحسب محلل سياسي بارز توقيت الزيارة لاسيما ان لبنان عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي مما يتطلب تنسيقا مشتركا بين البلدين ازاء قضايا المنطقة لان مواقف الدولتين تمتاز بالاعتدال والوسيطة والرؤية المشتركة ازاء القضايا الاقليمية منها مكافحة الارهاب، والقضية الاهم شغل الاردن الشاغل وهي حل القضية المركزية وهي قضية الفلسطينية ورفض التوطين ودعم حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وتعد زيارة الحريري الاولى للاردن بعد نجاحه بتأليف حكومة وفاق وطني لبناني بعد جهود وشهور طويلة تضم كل الافرقاء. وبحسب وكالة الانباء الرسمية بتراء فان الملك عبدالله الثاني اكد على وقوف الأردن إلى جانب لبنان ودعمه المستمر لأمنه واستقراره وسيادته مؤكدا حرص المملكة على تطوير العلاقة مع لبنان في جميع المجالات. وتضمن اللقاء محادثات الملك عبدالله الثاني ورئيس وزراء لبنان الذي حضره رئيس الوزراء الاردني سمير الرفاعي، وتخلله مأدبة غداء أقامها الملك تكريما للحريري والوفد المرافق، التاكيد على تفعيل اليات التعاون بين البلدين ووضع الأسس المؤسساتية لتطوير هذه الآليات بما ينعكس إيجابا على مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وقال الملك عبدالله الثاني \"اننا نثق بقدرة الحكومة اللبنانية برئاسة الشيخ سعد الحريري على تعزيز الوفاق الوطني ووحدة الشعب اللبناني وضمان المستقبل الأفضل له وترسيخ مسيرة البناء والإنجاز\". كما بحث الملك عبدالله الثاني والرئيس الحريري تطورات الأوضاع الإقليمية لاسيما الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وكذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي اللبنانية والسورية واستعادة جميع الحقوق العربية وفقا للمرجعيات المعتمدة، وخصوصا مبادرة السلام العربية. من جانبه، شكر الرئيس الحريري الملك عبدالله الثاني على وقوف الأردن الدائم إلى جانب لبنان وأمنه واستقراره. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار الملك عبدالله الثاني أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة والسفير الأردني في بيروت زياد المجالي والسفير اللبناني في عمان شربل عون وأعضاء الوفد المرافق . يشار الى الاردن ولبنان وقعا العديد من الاتفاقيات هدفها تعزيز التعاون وخدمة الشعبين في البلدين في عدة مجالات ابرزها التعليم والتعليم العالي واخرى في مجال تبادل المعلومات حول الاستثمار والعلاقات الاقتصادية والاستثمار والتدريب المهني . كما ان الاحصاءات الرسمية الاردنية تكشف ان السياح الاردنيين يتصدرون قائمة متقدمة في زيارة لبنان ويعود ذلك وفق المراقبين الى التسهيلات الممنوحة في التأشيرات والاجراءات والتسهيلات المقدمة من الحكومة اللبنانية . وتشير المعلومات الى ان الطلبة الاردنيين في الجامعات اللبنانية يصنفون من الجنسية الثانية بعد اللبنانيين اذ يقدر عددهم ب 750 طالبا معظهم يدرسون في الجامعة الاميركية في بيروت.