أنهى الرئيس المصري حسني مبارك زيارة سريعة الى سورية بحث خلالها والرئيس حافظ الاسد في القضايا العربية. وجدد الرئيسان خلالها تأكيد "موقفهما القومي" من "البلدين الشقيقين" العراق وليبيا. وكانت محادثاتهما تناولت الوضع في العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط وقضية لوكربي. وحضّ الرئيسان المجتمع الدولي على اعادة النظر في نظام العقوبات الدولية. وتضمنت محادثات القمة السورية - المصرية التي عقدت امس في دمشق اجتماعين مغلق اقتصرا على الرئيسين مبارك والاسد. كما عقد اجتماع موسع حضره ايضاً اعضاء الوفدين. وشارك من الجانب السوري نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ووزيرا الاعلام الدكتور محمد سلمان والخارجية السيد فاروق الشرع، ومن الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية عمرو موسى ووزير الاعلام صفوت الشريف والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز. وأعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية، في ختام الجلسة الاولى، إن المحادثات "شملت مجموعة من القضايا والمسائل الماثلة في المنطقة وعلى الساحة العربية في ضوء التطورات والمستجدات الاخيرة". واوضح كورية ان الطرفين اعطيا "اهتماماً خاصاً للحالة التي وصلت اليها عملية السلام جراء المواقف التي اتخذها الجانب الاسرائىلي وادت الى اصابة العملية بالجمود، واكدا تمسك العرب بالسلام العادل والشامل المؤسس على قرارات الشرعية الدولية يعطي السلام فرصة حقيقية في المنطقة. كما عرض الجانبان من منطلق الحرص القومي موضوع العراق وليبيا وما يتعرض لهما هذان البلدان الشقيقان واكدا موقفهما القومي منهما". واشار الناطق الرئاسي الى ان المحادثات السورية - المصرية تناولت ايضاً "مجموعة من القضايا العربية السياسية والاقتصادية، وعبّرا عن حرصهما على متابعة التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقن لما فيهما مصلحتهما ومصلحة العربية جميعاً. اذ اعربا عن الاهتمام بمتابعة تنمية وتوسيع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات". وابلغت مصادر مصرية "الحياة" ان الجلسة المغلقة تناولت المبادرة المصرية - الفرنسية، واكدت سورية تأييدها لأي خطوة من شأنها حضّ اسرائيل على استئناف عملية السلام على المسار السوري من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات السورية مع حكومة حزب "العمل" السابقة وفق مبدأ الارض مقابل السلام والصيغة التي تم إقرارها في مدريد. واوضحت المصادر ان مبارك والاسد بحثا الوضع في الجنوب اللبناني، ودانا الغارات الاسرائيلية المستمرة على الاراضي اللبنانية. وعلمت "الحياة" ان الرئيس حسني مبارك سيتوجه قريباً الى العاصمة الاردنية عمان ليعود الملك حسين بعد عودته من رحلة العلاج وتهنئته بسلامة العودة والبحث معه في الخطوات التي يمكن اتخاذها لحلحلة المسار الفلسطيني - الاسرائيلي.