عزز نشاط مكثف شهدته مدينة سرت الليبية يومي أمس وأول من أمس الجهود الرامية الى تحقيق مصالحة سودانية. وعقد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ثلاث لقاءات مهمة مع كل من نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ووزير الخارجية المصري عمرو موسى ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" رئيس الحزب الاتحادي السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني. إجتمع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في سرت أمس مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بعد يوم واحد من لقائه وزير الخارجية المصري عمرو موسى ثم رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" رئيس الحزب الاتحادي السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني. ووصف الاعلام الليبي لقاء القذافي مع الميرغني بأنه "جزء من الجهود الليبية لتحقيق المصالحة بين الحكومة السودانية وأحزاب المعارضة لحل المشكلة بين الطرفين سلما وتجنيب السودان هاوية الحرب". في غضون ذلك، أيدت القاهرةوطرابلس تسريع خطى المصالحة السودانية بهدف الحفاظ على وحدة السودان وسلامته الاقليمية وهما هدفان تتفق عليهما ليبيا ومصر. وبث التلفزيون الليبي أمس أن القذافي اجتمع مع علي عثمان وأنه كان اجتمع مع موسى الميرغني ليل الخميس. وأعلن مكتب الميرغني في بيان تلقته "الحياة" أمس أن رئيس الحزب الاتحادي ورئيس مجلس رأس الدولة السوداني السابق أحمد الميرغني إجتمعا مع القذافي نهار الخميس "وتناول اللقاء قضية أهل السودان والظروف التي يمر فيها السودان بشرح مستفيض". واوضح أن القذافي "أكد اهتمامه بالشأن السوداني وتمنياته في أن تستقر الاحوال في السودان وتستقيم، لأن في استقرار السودان استقرار لدول المنطقة". واشار البيان الى أن وفد الميرغني وصل الى طرابلس الثلثاء على متن طائرة ليبية خاصة تلبية لدعوة من القذافي. وذكر أن وفد الحزب الاتحادي عقد لقاء مع حركة "اللجان الثورية" الليبية في مدينة طرابلس. وأفاد أن "لقاءات وفد الحزب الاتحادي مع الاشقاء في الجماهيرية ستستمر"، من دون أن يحدد موعدا لانتهاء الزيارة. ورافق الميرغني الى جانب الرئيس السابق أحمد الميرغني قياديون في الحزب بينهم ميرغني عبدالرحمن سليمان وفاروق أحمد آدم وفتح الرحمن شيلا. وكان وزير الخارجية المصري عاد أمس الى القاهرة بعد زيارة قصيرة الى سرت التقى خلالها الزعيم الليبي. وقال موسى لدى عودته الى القاهرة إنه يحمل رسالة جوابية من القذافي الى الرئيس حسني مبارك ردا على رسالة من مبارك حملها الى سرت. وأوضح أن اجتماعه مع الزعيم الليبي الذي استمر نحو ساعتين "تناول القضايا العربية والاوضاع الافريقية وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين". وسألت "الحياة" موسى عما إذا كانت المحادثات تناولت قضية المصالحة السودانية فرد قائلا "بالطبع". وفضل موسى عدم الخوض في تفاصيل زيارته غير المقررة سابقا الى ليبيا مكتفيا بالقول أن الزيارة جاءت لمتابعة المواضيع التي تم بحثها خلال زيارة مبارك الى سرت يوم الاثنين الماضي. ورافق موسى خلال الزيارة مساعده للشؤون العربية سيد أبوزيد وأثنان من معاونيه.