وصل الى مدينة سرت المقر الحالي للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس وزير الخارجية المصري عمرو موسى ونائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني كلّ على حدة. وأفادت مصادر مطلعة ان الاطراف الثلاثة اجرت محادثات مع القيادة الليبية في شأن جهود معالجة المشكلة السودانية وتحقيق المصالحة. لكن الحكم والمعارضة السودانيين تجنبا الحديث عن لقاءات مباشرة او الاشارة الى ان هدف الزيارة خوض مفاوضات، واكتفى كلا الطرفين بالقول انه سيبحث مع المسؤولين الليبيين في علاقته مع طرابلس. تفاصيل ص 5 وتكتمت القاهرةوطرابلس امس على زيارة موسى المفاجئة التي استمرت ساعات عدة. وعلم ان هدف الزيارة هو التنسيق بين الموقفين المصري والليبي حيال التطورات السودانية، واطلاع الجماهيرية على تطورات العلاقات بين القاهرة والخرطوم بعد لقاء موسى السبت الماضي نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل. وجاءت زيارة موسى عقب اجتماع مجلس الوزراء المصري اول من امس الذي بحث في نتائج زيارة الرئيس حسني مبارك المفاجئة الى سرت الاثنين الماضي ولقائه مع القذافي. وينتظر ان يكون موسى بحث في سرت ايضاً في العلاقات المصرية - الليبية والاعداد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة والترتيب لاجتماع وزيري المال المصري والليبي المقرر في 19 حزيران يونيو المقبل، وقضايا اخرى محل الاهتمام من البلدين. وتزامنت زيارة موسى مع زيارة نائب الرئيس عمر البشير امس وانتقال زعيم المعارضة السودانية الى سرت. وكان الميرغني منح القاهرة تفويضاً لحل المشكلة السودانية. وينتظر ان يختتم علي عثمان والميرغني زيارتيهما الى الجماهيرية غداً السبت. وراج على نطاق واسع في اوساط السودانيين ان لقاء الميرغني وعلي عثمان سيتم في ليبيا خصوصاً في ظل تصريحات مصرية رحبت باللقاءات بين الحكم والمعارضة السودانيين. وعزز هذا الاعتقاد مبادرات سابقة من القذافي لجمع خصوم في ليبيا واعلان البشير منتصف الشهر الغاء لقاء كان مقرراً بين الميرغني وعلي عثمان في القاهرة بسبب تسرب الامر الى الصحافة. وقال نائب الرئيس السوداني لدى وصوله الى سرت امس ان زيارته "مناسبة لتناول القضايا محل الاهتمام المشترك ودعم التعاون السوداني - الليبي". وكان الميرغني اعلن انه لا يعتزم لقاء طرف حكومي سوداني اثناء زيارته التي قال انها تركز على تعزيز التعاون بين الحزب الاتحادي وليبيا. ولوحظ ان الوفد الكبير الذي رافق الميرغني ضم شخصيات قيادية في حزبه عرف عنها تأييد الوفاق الوطني وأبرزها الرئيس السابق احمد الميرغني والوزير السابق ميرغني عبدالرحمن سليمان.