في تطور مفاجئ ألغى رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السيد محمد عثمان الميرغني زيارته المقررة اليوم الى طرابلس لعدم رغبته في أن يكون موجوداً في ليبيا مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير او اي من المسؤولين السودانيين بعد علمه أن طرابلس تعد للقاء يجمعه مع وفد الحكومة السودانية الى اجتماعات قمة دول الساحل والصحراء التي يحضرها الرئيس عمر البشير وتختتم اليوم في ليبيا. وأرجأ رئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي زيارته الى ليبيا الى يوم الأحد المقبل وأنه سيغادر على متن طائرة مصرية ستدشن الخط الجوي بين البلدين. وقال مصدر مسؤول في الحزب الاتحادي الديموقراطي الذي يترأسه الميرغني "إننا نشجع المبادرة الليبية التي تحظى بدعم مصري لانهاء الخلافات السودانية، لكن التعجيل بالمفاوضات المباشرة مسألة خطرة في ظل عدم وجود كل اعضاء التجمع الوطني". وتابع: "نعلم أن ليبيا لديها تحفظات على بعض فصائل التجمع واقترحنا على المسؤولين أن يحضر وفد ليبي من طرابلس الاجتماع المقبل لهيئة القيادة للمعارضة السودانية المقرر في القاهرة قريباً". وقال: "من غير المقبول اجراء مفاوضات مباشرة من دون الإلمام بمواقف المعارضة وطلباتها" وأن المسألة "ليست جلسة عرب يتم حسم الخلاف فيها، فالنظام السوداني اخطأ في حق شعبه منذ العام 1989، والاصلاح يستلزم موافقته على انتخابات مبكرة وعقد مؤتمر قومي دستوري واتخاذ خطوات تثبت حسن النيات في توجهه الى الديموقراطية". وأوضح ان عدم مشاركة الميرغني في اجتماعات طرابلس "يمكن أن يغضب الاخوة الليبيين لكننا نأمل ان يتفهموا مواقفنا، وزيارة الميرغني مؤجلة وسيتم تحديد موعد جديد لها بالتنسيق مع اشقائنا الليبيين. المسألة السودانية معقدة ولا يمكن حلها باجتماع مشترك". واضاف إن سبب إرجاء زيارة الميرغني يعود ايضاً الى عدم رغبته في حدوث وقيعة مع رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ورغبته في الحفاظ على وحدة السودان والروابط القائمة مع الحركة. وقال إن "إحساس قرنق بأن الشمال سيتصالح من دونه سيعجل بفصل جنوب السودان". اما رئيس حزب الامة فالتقى سفراء كينيا وارتيريا واوغندا اعضاء لجنة وساطة "الهيئة الحكومية للتنمية" ومكافحة الجفاف ايغاد وأطلعهم على التطورات السودانية وضرورة توسيع اطار الهيئة، وأبلغهم ان من غير المقبول ان يتم حسم مصير السودان من خلال "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والجبهة الاسلامية الحاكمة في السودان. وعلمت "الحياة" ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيجري محادثات منفصلة مع الرئيس السوداني في ضوء المواقف التي تلقتها المعارضة السودانية خلال زيارته الى مصر في الشهر الماضي.