في مقالته "المحاسن والافخاخ وتوسع الديموقراطية: ماذا تفعل بنا العولمة وماذا نفعل بها" في صفحة أفكار 21/5/99 يهرول حازم صاغية متحمساً للعولمة متناولاً كل النواحي التي يمكن ان تخطر في البال، ما عدا الناحية الأكثر أهمية حسب رأيي وهي تأثير العولمة على انسانية الانسان وطبيعته البشرية. فهل يوجد أحد يدرس هذه الناحية أو يكتب عنها؟ أم ان الجميع يهرول عارضاً معلوماته المستجدة عن الانترنت وسرعة المودم وكلفة الاتصال وطرقه وربط سقوط جدار برلين باقتصاد هونغ كونغ بواسطة العولمة وطموحات العارفين والجاهلين. مهما ركز المهرولون على التقنيات والمصطلحات فإن العولمة سوف تبقى في حدود استيعاب العقل البشري وتقبّل الطبيعة البشرية لها، خصوصاً إذا تعارضت بعض عناصر العولمة مع انسانية الانسان وطبيعته، فها هو التاريخ البشري كتاب مفتوح لمن يشاء الاطلاع عليه ولو عن طريق الانترنت فيتأكد ان لا شيء يمكن ان يستمر وينجح اذا تعارض مع طبيعة الانسان - بغض النظر عن نوعية الطبائع الانسانية الجيد منها والسيئ. فهل يوجد أحد من هؤلاء المهرولين باتجاه العولمة تكرّم وأمعن الفكر في هذه المسألة؟ أم أن مهرولي العولمة فوق مستوى البشر ولا وقت لديهم لدراسة الاعتبارات الانسانية "الثانوية"؟ أنا لا أدعي مطلقاً أنني على معرفة بعلاقة الطبيعة البشرية مع العولمة، لكن لفت انتباهي خلو مقال السيد صاغية من أي ذكر لهذا الجانب الانساني أو أي جانب انساني آخر، فكان مقاله الطويل محصوراً بالتقنية والمصطلحات والمردودات المادية للعولمة. فهل يحق لي التساؤل؟