أكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية الدكتور محمد الصدر ان "العلاقات الايرانية - السعودية دخلت مرحلة جديدة" وان المناخ الذي يسود العلاقات بين البلدين "سيمهد الأرضية لمزيد من التعاون بينهما". وشدد على أهمية "أن تُمهد الأرضية" لابداء الأميركيين "حسن نياتهم، فإذا صدقت نثق بهم". واعتبر أن نهج الحكومة اللبنانية في عهد الرئيس اميل لحود "هو نهج الحكومة الإيرانية في ظل الرئيس محمد خاتمي، أي التزام القانون". قال الدكتور محمد الصدر في لقاء مع مراسلي وسائل الاعلام اللبنانية الذين كانوا يغطون افتتاح الخط الجديد لشركة "طيران الشرق الاوسط" بين بيروت وطهران، ان جولة الرئيس محمد خاتمي التي شملت سورية والسعودية وقطر "كانت ايجابية، وكل زيارة كانت لها اهميتها الخاصة". ونوّه بالحفاوة البالغة التي استقبل بها خاتمي في دمشق، وقال: "اللقاءات كانت جيدة مع المسؤولين السوريين والمحادثات كانت ايجابية، وتناولت القضايا الاقليمية والثنائية". وزاد: "علاقاتنا مع سورية بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران كانت علاقات جيدة، وبفضل هذه الجولة تم تأكيد متانة العلاقات الودية بين البلدين، وأدت الزيارة الى مزيد من التعاون في كل المجالات. وبالاضافة الى الاتفاق السياسي بين الطرفين، رفع حجم العلاقات الاقتصادية في شكل يتماشى مع العلاقات السياسية الجيدة، وعلاقتنا بفضل هذه الجولة أصبحت علاقات استراتيجية في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية". وعن زيارة خاتمي السعودية، قال الصدر إنها "كانت تختلف قليلاً عن زيارة سورية، إذ أنه لم تتم أي زيارة سابقة على هذا المستوى الى المملكة، ويمكن القول ان هذه الزيارة تمت في اطار الاستراتيجية التي تنتهجها حكومة خاتمي، وتقوم على اساس ازالة التوتر وبناء الثقة بين إىران ودول مجلس التعاون الخليجي. الحمد لله تحقق هذا الهدف، وأبرز انجازات زيارة خاتمي للمملكة كان بناء الثقة المتبادلة، لأننا نعتقد ان اعداءنا الذين يعارضون متانة هذه العلاقات دائماً كانوا يشيعون دعاية سلبية عن ان إيران هي عدو للدول العربية، ويحاولون دائماً ان يزرعوا الخوف في هذه الدول من إيران. نحن تمكنا بفضل هذه الجولة من أن نجهض المؤامرة الدعائية التي انفرد بها اعداؤنا خلال السنوات المنصرمة". ولفت الصدر الى ان "زيارة قطر على رغم قصرها كانت ناجحة جداً وأدت الى اتفاق بين الجانبين في المجالين السياسي والاقتصادي"، مشيراً الى ان "عدم زيارة خاتمي دولاً اخرى خليجية مرده كثافة الجدول الزمني". وأوضح أن الزيارات كانت من ضمن البرنامج الأولي للجولة، وأن الأمر استدعى انتقاله الى الكويت وسلطنة عُمان ناقلاً رسالة من خاتمي تتضمن وعداً بزيارة قريبة. وأكد أن "لبنان سيدرج في الجولة المقبلة لخاتمي". وقال رداً على سؤال إن "النهج الذي تنتهجه الحكومة اللبنانية بعد انتخاب الرئىس إميل لحود هو نهج الحكومة الايرانية في ظل خاتمي، أي التزام القانون، ولذلك نظرتنا تجاه الحكومة اللبنانية هي نظرة ايجابية". وتابع الصدر ان "جنوبلبنان والمقاومة ضد الصهاينة كانا حاضرين في كل محادثات خاتمي"، مقللاً من أهمية التغيير الذي حصل في إسرائىل نتيجة الانتخابات. وأضاف: "ستلاحظون انه لن يطرأ تغيير جدي على عملية السلام، لأننا نعتقد ان جوهر حزب ليكود لا يختلف تماماً عن حزب العمل، وكلا الحزبين يبحث عن تدمير المصالح الفلسطينية والحصول على المزيد من التنازلات، وأقوى دليل هو تصريحات ايهود باراك عن تأييد بناء المستوطنات ومواصلة بنائها، وهو التصريح نفسه الذي كان بنيامين نتانياهو ادلى به عن القدس. وفي ما يتعلق بالمفاوضات السورية - الاسرائيلية، صرح أحد مستشاري باراك بأن لا شيء محدداً بالنسبة إلى مواصلة النهج ذاته". وزاد: "ربما يدرج باراك على جدول عمله موضوع الانسحاب من جنوبلبنان، لكن هذا البند كان مدرجاً أيضاً على برنامج نتانياهو، وهناك ما يتعلق بالمقاومة اللبنانية لكن هذا الأمر لا يخص باراك او نتانياهو انما يخص المقاومة. ونعتقد أن عملية السلام على المسار الفلسطيني ستواجه مشكلة ومأزقاً آخر، لأن الاشياء التي تم الاتفاق عليها لا يمكن العمل بها والمشكلات الأساسية ستبقى قائمة خصوصاً المتعلقة بالمستوطنات واللاجئىن ومصير القدس". وعن احتمال الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان قال: "هناك كثيرون يعتقدون ان اسرائيل تبحث عن خطة لحل قضية لبنان بمعزل عن سورية، وفي الواقع اسرائيل تريد ان تقوم بالانسحاب الكامل من الجنوب من دون حل مشكلة الجولان، وهذه استراتيجية عظمى لإسرائيل ولكن عليكم ألا تستعجلوا هذا الموضوع، دعوا اسرائيل تنسحب من جنوبلبنان ونفكر في الامر في حينه". وعن احتمالات الانفتاح الايراني على الولاياتالمتحدة وما اذا كانت هناك قنوات غير مباشرة، قال الصدر: "الأميركيون يرسلون إلينا دائماً رسائل عديدة، ويطلبون منا استئناف العلاقات سواء عن طريق الحوار او المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، علناً أو سراً، وفي غالبية الاحيان نرى ان الأميركيين يدلون بالتصريحات الايجابية عن إيران سواء في السر او العلن وربما سمعتم عنها. وبما اننا نعرفهم جيداً، لا يمكننا ان نثق بهم بصورة مبكراً، نحن لاحظنا السيطرة الأميركية في إيران وكيف عملوا هنا، لذلك لا يمكننا أن نثق بهذه التصريحات اللبقة، خصوصاً ان الخطوات العملية التي يتخذونها تختلف تماماً عن اقوالهم. ففي الوقت الذي نرى تصريحات ورسائل ايجابية، نجد ان الخطوات العملية التي تتخذها الولاياتالمتحدة تتمثل بدعاية سلبية. وهم يركزون على الأمور ذات البعد الاقتصادي وهي أمور ضدنا، حتى انهم ينشطون المعارضة لنا في الأوساط الدولية، فمن البديهي اذاً الا نثق بهذا التعارض بين القول والعمل. وطالما ليست هناك ثقة بهم، لا يمكن تقبل رسائلهم وأحاديثهم. يجب في البداية ان تمهد الارضية لإبداء حسن نياتهم، فإذا صدقت نثق بهم".