التقى رئيس الوزراء الروسي سيرغي ستيباشين الرئيس بوريس يلتسن في منتجع سوتشي حيث يقضي الأخير عطلة وذلك لتذليل عقبات تعترض تشكيل الحكومة الجديدة. وتوقف في طريقه الى سوتشي في القوقاز لاتحواء توتر في جمهورية الشركس وقره تشاي التي نقلت اليها قوات امن فيدرالية لمنع الصدام بين انصار المرشحين لرئاسة الجمهورية. وكان انصار المرشح ستانيسلاف ديريف طعنوا بنتائج الانتخابات التي اسفرت عن فوز القائد السابق للقوات البرية الروسية فلاديمير سيميونوف ونظموا تظاهرات حاشدة في العاصمة تشيركيسك. وبسبب تفاقم التوتر، قررت موسكو ارسال تعزيزات امنية الى الجمهورية وعينات نائب وزير الداخلية الفيدرالي ممثلاً للرئيس يلتسن في الجمهورية. واثر اجتماعه مع كبار المسؤولين في الجمهورية، اعلن رئيسها السابق فلاديمير خوبييف استقالته. كما استقال رئيس الحكومة المحلية اناتولي اوزوف. وذكر ستيباشين ان رئيس البرلمان ايغور ايفانوف سيتولى رئاسة الجمهورية وقتاً وستشكل "قيادة انتقالية" الى حين استتباب الأوضاع وصدور قرار قضائي في شأن نتائج الانتخابات التي قال انها "اظهرت انتهاكات فظة كثيرة". وأكد رئيس الوزراء المكلف ان بوريس يلتسن سيبت في هذه القرارات اثناء لقائهما في سوتشي مساء الاثنين. وعلى الرغم من خطورة الوضع في القوقاز فان المراقبين يجمعون على ان اجتماع يلتسن وستيباشين ومدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين سيتمحور حول تشكيل الحكومة وهيكلتها. وكان الكرملين عين نيكولاي اكسيونينكو الذي يعد من المحسوبين على البليونير بوريس بيريزوفسكي نائباً اول لرئيس الوزراء ورفض استحداث منصب نائب اول آخر. الا ان ستيباشين الذي يشير المراقبون الى رغبته في تحقيق قدر من الاستقلالية، أصرّ في مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر من مساء الأحد على تعيين رئيس لجنة الموازنة في مجلس الدوما الكسندر جوكوف نائباً أول له ومشرفاً على وضع السياسة الاقتصادية والمالية. اشار المعلقون الروس الى ان مثل هذا التعيين سيكون مكسباً لستيباشين ويحقق "تعادلاً" بين مجموعتين عملتا على اطاحة حكومة يفغيني بريماكوف الا انهما اختلفتا على "اقتسام الغنيمة". ويقود الأولى بيريزوفسكي والثانية، مدير الديوان الرئاسي السابق اناتولي تشوبايس. وفي اشارة الى رفضه توزيع الحقائب الوزارية عبر الكرملين مباشرة، قال ستيباشين ان كل تعيين في الحكومة ينبغي ان يكون من خلال رئيس الوزراء وبعلمه. ورفض تعيين "رموز مرفوضة" من البرلمان في الحكومة وذلك في اشارة واضحة الى انه لن يوافق على اسناد حقائب الى رئيس الوزراء السابق ايغور غايدار او اي من عناصر اليمين الراديكالي. وفي هذا السياق، اكد رئيس كتلة "اقاليم روسيا" في البرلمان اوليغ موروزوف الى ان اجماع اليمين واليسار في المجلس النيابي على دعم ستيباشين، يعني ان الهيئة الاشتراعية "اطلقت يده" لتشكيل حكومة وطالب رئيس الدولة باتخاذ خطوة مماثلة وتحاشي "تسييس" الحكومة.