انصرفت الحكومة الروسية امس الى معالجة الوضع المهدد بالانفجار في جمهورية قره تشاي - شركسيا في شمال القوقاز، بعد انتخابات رئاسية أجريت هناك وأدت الى مواجهة بين أنصار الخاسر ستانيسلاف ديريف رئيس بلدية عاصمة الجمهورية تشركسك والفائز الجنرال فلاديمير سيميونوف وهو القائد السابق للقوات البرية الروسية. واجتمع رئيس الوزراء المكلف سيرغي ستيباشين الى الرجلين ووقع الثلاثة بياناً يدعو سكان الجمهورية الى "الحفاظ على السلام والوفاق". وعيّن الرئيس بوريس يلتسن احد نواب وزير الداخلية ممثلاً شخصياً له في المنطقة ل"تطبيع الوضع المتوتر"، وتقرر ارسال تعزيزات من موسكو الى الجمهورية. وكانت اعمال شغب وتفجيرات رافقت الحملة الانتخابية في الجمهورية التي يسكنها 600 ألف نسمة هم خليط من الشركس والاباظيين والقره شايين والروس، وتتصارع قياداتهم على اقتسام مناطق النفوذ الاقتصادية. وينتمي سيميونوف الى شعب قره شاي الناطق بلغة قريبة الى التركية، فيما ينتسب منافسه ديريف الى القومية الشركسية. وإثر اعلان هزيمة الأخير خرج زهاء 20 ألفاً من الشركس والروس الى عاصمة الاقليم محتجين على ما اعتبروه تزويراً للانتخابات، واتهموا سيميونوف بإعداد خطة لسلخ الجمهورية عن روسيا، مقتفياً خطر جنرال سوفياتي آخر في القوقاز هو جوهر دودايف. وطالبت الفاعليات الروسية والشركسية بضم مناطق إقامتها الى مقاطعة ستافروبول الروسية المتاخمة للاقليم، تفادياً للوقوع تحت سيطرة القره شاي. وحذر الجنرال الكسندر ليبيد من "تكرار السيناريو الشيشاني" في جمهورية قره شاي - شركسيا.