اكد الرئيس بيل كلينتون انه لم يعد يستبعد خيارات اخرى غير الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا، ملمحا بذلك مجددا الى خيار التدخل البري في كوسوفو الذي اكدت بريطانيا امس ان على الاطلسي التفكير به ولو مع احتمال ان يواجه جنوده مقاومة من جانب الصرب. وفي المقابل، تحفظت ايطاليا عن فكرة نشر قوات برية، مؤكدة ان التفاوض للتوصل الى تسوية في صورة قرار للامم المتحدة هو السبيل لانهاء الحرب في يوغوسلافيا. بروكسيل ، لندن، واشنطن، كاتانيا صقلية - أ ف ب، رويترز - اعلن الاطلسي امس الاحد ان الاحوال الجوية الجيدة السبت وصباح الاحد اتاحت لطائراته قصف تسع مدرعات يوغوسلافية على الاقل وعشر مرابض مدفعية، اضافة الى دبابات واليات عسكرية اخرى في كوسوفو. واورد في حصيلة عمليات الساعات ال 24 الاخيرة انه خلال اليوم الستين للغارات على يوغوسلافيا امس، قام الاطلسي بقصف ثلاث طائرات يوغوسلافية على الارض لم يحدد نوعها وراجمتي صواريخ ارض-جو من طراز "اس اي-6". وافاد الناطق باسم الحلف جيمي شيا ان العمليات كانت "مكثفة جدا"، مشيرا الى ان طائرات الحلف قامت ب 652 طلعة جوية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وبين هذه الطلعات كان هناك 222 ضربة و 79 هجوما ضد الدفاعات الجوية اليوغوسلافية. وقال ان طائرات الحلف نفذت منذ بدء العمليات الجوية ضد يوغوسلافيا في 24 اذار مارس الماضي، اكثر من 25 الف طلعة جوية ونجحت في تدمير ثلث الاسلحة الثقيلة للجيش اليوغوسلافي واكثر من 100 طائرة لسلاح الجو التابع له. واضاف ان الطائرات التي خسرها اليوغوسلاف تمثل نصف "طائراتهم المقاتلة في الخطوط الامامية". واوضح ان 75 في المئة من المواقع الثابتة للصواريخ ارض جو تم تعطيلها. وختم ان الحلف يعتبر انه دمر ما مجموعه 550 "قطعة عسكرية مهمة" منذ بدء الضربات . وقصفت طائرات الحلف اهدافا في العاصمة الصربية ومحطة كهربائية في اوبرينوفاتش 30 كيلومترا جنوب غربي بلغراد ومخزن تابع للشرطة الصربية في بلغراد بالاضافة الى عدد من مواقع تخزين المحروقات والذخائر. واقر الناطق بان الحلف فقد عددا من طائرات الاستطلاع بدون طيار خلال الايام الماضية. كلينتون وفي رسالة نشرتها امس صحيفة "نيويورك تايمز" ، اكد الرئيس الاميركي ان استراتيجية الضربات الجوية برهنت فعاليتها، مشيرا الى انها تحظى بدعم واسع في الحلف وتبقى افضل سياسة للاحتفاظ بعلاقة ايجابية مع روسيا. لكنه لم يعد يستبعد "خيارات عسكرية اخرى" اذا اقتضت الضرورة. واضاف ان الضربات ستستمر حتى تذعن بلغراد للشروط التي وضعها الاطلسي وهي: عودة اللاجئين وانسحاب القوات الصربية وانتشار قوة امنية دولية في كوسوفو. وقال ان هذه القوة ستكون اساسا مكونة من حلف شمال الاطلسي ولكنها ستضم ايضا قوات روسية. ونشرت هذه الرسالة بعد اعلان واشنطن اول امس الجمعة ان الادارة الاميركية تؤيد ارسال خمسين الف جندي من الحلف الاطلسي الى حدود كوسوفو كقوة سلام. وفي مقال اخر نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الاطلسي ان الحلف سيقرر في الاسابيع المقبلة هل يريد ارسال قوات برية ام لا. واوضح احد المسؤولين انه "في غضون الاسابيع الثلاثة او الاربعة المقبلة يجب التوصل الى تقدم في عملية السلام على الصعيد السياسي واذا لم يكن الامر كذلك فينبغي اعتماد الخيار الصعب بارسال قوات برية". لندن واعتبر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك امس ان على الحلف الاطلسي التفكير بتدخل بري في كوسوفو على الرغم من احتمال ان يواجه جنوده نوعا من المقاومة من جانب الجيش اليوغوسلافي. وقال في مقابلة مع تلفزيون "بي بي سي" ان الحلف يجب ان يتصرف بشكل "يسمح لنا بنشر قوات في جو مؤات او غير مؤات". واضاف كوك الذي تبدو بلاده من اشد المناصرين لنشر قوات برية بهدف انهاء النزاع في كوسوفو : "مثلما قال الرئيس كلينتون لم يتم استبعاد اي خيار. علينا ان نكون مستعدين للاستفادة من نجاح الحملة الجوية عندما يحين الوقت ... علينا ان نكون مستعدين لاعادة اللاجئين الى منازلهم حالما يقول لنا العسكريون ان الوقت ملائم وان الوضع آمن". ورفض كوك ايضا ان تنحصر مهام قوة الامن الدولية التي يمكن ان تنشر في كوسوفو بكونها وحدة حفظ سلام. وقال: "ستكون اكثر من مجرد قوة لحفظ السلام" مشيرا الى ان الامر "لن يتعلق بجنود تابعين للامم المتحدة مجهزين باسلحة خفيفة لكن بقوة عسكرية كبيرة قادرة على ضمان امن فعلي لسكان كوسوفو". روما غير ان وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني شدد امس على ان التفاوض للتوصل الى تسوية في صورة قرار للامم المتحدة هو السبيل لانهاء الحرب في يوغوسلافيا وليس نشر قوات برية0 واضاف ديني للصحافيين في مهرجان سياسي في مدينة كاتانيا بصقلية: "يجب الا نفكر في تدخل القوات البرية بل علينا العمل للتوصل لحل للصراع من خلال التفاوض". ورأى ان ذلك يحب ان يأتي "من خلال تبني مجلس الامن قرارا يشمل الاسس التي اكدها اولا حلف الاطلسي ثم الاتحاد الاوروبي والآن مجموعة الدول الثماني". وتحدث ديني عن ضرورة الحوار السياسي "من دون مواصلة تلك الحرب ومن دون الاستمرار لفترة طويلة في هذه الهجمات التي لا تضر المنشأت العسكرية وحدها بل تضر ايضا المنشأت المدنية والناس".