تركزت غالبية غارات حلف شمال الأطلسي الليلة قبل الماضية وأمس السبت على مواقع كانت قصفت سابقاً، فيما واصل السكان في بلغراد والمدن الأخرى التجمع لحماية المنشآت الحيوية. وأكدت بلغراد موقفها الرافض مطالب الدول الغربية. ورد وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش على نداء من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لتلبية المطالب الأطلسية في شأن كوسوفو بأن بلغراد "هي الضحية ولا يحق لأحد املاء أي شروط عليها". وذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة أمس في بلغراد أن المهمة التي قام بها الرئيس القبرصي بالنيابة سبيروس كيبريانو "وفرت نصراً إعلامياً كبيراً ليوغوسلافيا، لأن تصريحاته دعت بوضوح إلى وقف الهجمات الجوية الأطلسية". وأضافت ان كيبريانو أشار إلى أن استمرار الغارات الأطلسية خلال مهمته "هو السبب في فشل تأمين اطلاق سراح الجنود الأميركيين الثلاثة الأسرى". وتناولت الصحيفة الجولة التي قام بها الرئيس القبرصي بالنيابة في المواقع السكنية التي دمرتها الصواريخ الأطلسية، تحت عنوان "سوف تتغلب سياسة السلام والتكافؤ والازدهار والحرية على أساليب الغزاة". وقالت "إن كيبريانو أعرب عن تضامنه مع الشعب اليوغوسلافي في هذه الأيام الصعبة ودان الأعمال الاجرامية العدوانية". وسقطت أمس خمسة صواريخ على بلغراد وضواحيها واستهدفت وزارة الداخلية الصربية وسط المدينة والمنشآت النفطية في مدينة سميديريفو 50 كيلومتراً شرق بلغراد، وكان كلا الموقعين قصف في أوقات سابقة. وتعرض المجمع الصناعي للأسلحة والسيارات في مدينة كرغوييفاتس 130 كيلومتراً جنوب بلغراد لضربات جديدة، وذكر تلفزيون بلغراد "ان أكثر من 100 عامل كانوا في المجمع اصيبوا بجروح". ودمرت الصواريخ مركز الاتصالات العام في مدينة بريشتينا عاصمة كوسوفو ما أدى إلى توقف ايصال البث التلفزيوني من صربيا إلى المحطات التلفزيونية في كوسوفو. وأصابت إحدى القذائف مباني سكنية قريبة من محطة ارسال تلفزيون بريشتينا وتسببت في إصابات عدة بين المدنيين. وواصل آلاف المواطنين في بلغراد وأنحاء يوغوسلافيا التجمع قرب الجسور الرئيسية والمنشآت الحيوية "مشكلين دروعاً بشرية لحمايتها من الاعتداءات الأميركية". ونقل تلفزيون بلغراد عن قادة عسكريين يوغوسلاف ان القصف الأطلسي "على رغم كثافته وعنفه لم يدمر أكثر من 20 في المئة من القدرة العسكرية اليوغوسلافية". وجاء في بيان نشر أمس عن القيادة العامة للقوات المسلحة اليوغوسلافية "ان المعتدين في واشنطن وبروكسيل ولندن لم يكونوا يتوقعون هذه المقاومة الشديدة من القوات اليوغوسلافية التي جعلت طائراتهم تتكبد خسائر فادحة سيتم الاعلان عنها في الوقت المناسب". وأشار التلفزيون إلى أن نائبي رئيسي الحكومتين الاتحادية نيكولا شائينوفيتس والصربية راتكو ماركوفيتش، يواصلان المفاوضات في بريشتينا، منذ ثلاثة أيام، مع الزعيم الألباني إبراهيم روغوفا وقادة المجموعات العرقية في كوسوفو، وأنها قطعت أشواطاً مهمة في التوصل إلى اتفاق يرمي إلى "وقف القصف الأطلسي واستتباب الاستقرار في الاقليم وإعادة النازحين إلى ديارهم ووضع ترتيبات إدارة ذاتية تناسب حقوق وواجبات كل سكان الاقليم من ألبان وغيرهم من دون تدخل أجنبي".