اصاب القصف الاطلسي سجنا في شمال غربي كوسوفو ، ما أسفر عن سقوط 19 قتيلاً بين السجناء والعاملين في السجن واصابة عشرة آخرين بجروح. وعلى رغم هذا الخطأ الجديد، تعهد الحلف المضي في غاراته الى ان تذعن بلغراد لشروط المجتمع الدولي، فيما سادت مخاوف من ان المقرات الديبلوماسية في بلغراد، لم تعد هي الاخرى آمنة من الغارات. واشنطن، بلغراد - "الحياة"، أ ف ب - اعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في واشنطن امس الجمعة ان ضربات الحلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا لن تتوقف ما لم تحقق بلغراد تقدما في اتجاه التوصل الى اتفاق للنزاع في كوسوفو. وفي حديث الى محطة التلفزيون الاميركية "اي بي سي"، قال كوك: "ستتوقف الضربات عندما تحقق بلغراد تقدما ونتوصل الى اتفاق ديبلوماسي" حول تسوية مشكلة كوسوفو. واضاف: "لا احد يطلب من الحلف الاطلسي ان يتخلى او ان يوقف ضرباته من دون مقابل من بلغراد". واعتبر وزير الخارجية البريطاني ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش سيكون المستفيد الوحيد في حال اوقفت عمليات القصف من دون أي اتفاق. وقال ان "الشخص الوحيد الذي قد يستفيد من ذلك سيكون ميلوشيفيتش الذي سيستغل هذه الفرصة ليعيد جمع قواته ويعززها ويجهزها من جديد وهذا ما سيطيل امد النزاع بدلا من تقصيره". واعتبر كوك ان القوات اليوغوسلافية ستهزم قبل نهاية هذا الصيف وقال: "لا ارى كيف يمكن للجيش اليوغوسلافي ان يصمد حتى آب اغسطس او ايلول سبتمبر وهو يتدهور بهذه الوتيرة". وختم ان جميع اعضاء الحلف "يقفون بحزم وراء هذه الاهداف الرئيسية: سنخرج الصرب من كوسوفو وسندخل اليه الحلف الاطلسي وسنعيد اللاجئين، ولا أحد من الحلفاء مستعد للتنازل" عن هذه الاهداف. وفي بروكسيل، اكد االناطق باسم الاطلسي جيمي شيا امس ان قصف الحلف لن يتوقف الا عندما يوافق الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على الشروط الخمسة التي وضعها الحلفاء. وتنص الشروط التي وضعتها القوى الغربية في الايام الاولى للنزاع على وقف قمع البان كوسوفو وانسحاب القوات اليوغوسلافية من الاقليم وعودة اللاجئين ونشر قوة دولية واقامة تسوية سياسية تستند الى مشروع اتفاق رامبوييه. وواصل الاطلسي غاراته في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة واستهدف مستودعات ذخيرة ومنشآت لتخزين المحروقات في يوغوسلافيا، لكن الاحوال الجوية السيئة شكلت عائقا امام تحقيق اهدافها. وقامت طائرات الحلف ب 300 طلعة تقريبا لكن اربعين منها استطاعت قصف الاهداف في حين تولت 17 اخرى قصف انظمة الدفاع الجوي وذلك بسبب الغيوم المنخفضة فوق كوسوفو. السجن وأعلن مركز الاعلام الصربي في كوسوفو ان القصف الاطلسي استهدف سجنا في ايستوك شمال غربي كوسوفو امس، "ما اسفر عن سقوط ما لا يقل عن 19 قتيلا بين السجناء والعاملين في السجن كما اصيب عشرة آخرون بجروح". وقال مدير السجن الكسندر راكوتشيفيتش ان مساعده نجم الدين كاليكانين وهو من البان كوسوفو، قتل في القصف. واضاف راكوتشيفيتش ان غالبية السجناء الالف هم من جيش تحرير كوسوفو. وأفاد شهود ان 15 قذيفة سقطت بين الساعة 30،6 و30،8 بتوقيت غرينيتش على السجن الذي يضم ابنية عدة. ولحقت اضرار بمبان عدة من السجن كما شوهدت ست حفر كبيرة في حرمه. واعلنت وكالة "تانيوغ"اليوغوسلافية للانباء ان السجن تعرض للقصف مجدداً مرات عدة بعد الظهر. وكان الاطلسي قصف السجن للمرة الاولى الاربعاء الماضي ما اسفر عن سقوط قتيلين بين السجناء. المقرات الديبلوماسية وفي مواجهة هذه "الاخطاء" التي يبدو تفاديها صعباً، باتت مقرات الديبلوماسيين الاجانب في بلغراد التي تتركز في احياء مناطق تضم اهدافا يعتبرها الاطلسي استراتيجية، اكثر عرضة لتاثيرات عمليات القصف. واصيب مساء اول من امس مقرا سكن سفيري الهند وسويسرا الواقعان في شارع اندريه نيكوليتشا في حي السنجق، خلال غارة للأطلسي استهدفت خزانا للوقود. وأدت الغارة الى تحطم زجاج المنزل لكن لم يصب احد بجروح. ويقع منزل السفير الهندي بمحاذاة مسكن السفير السويسري الذي اصيب في القصف ايضاً. وأعلن في برن ان الولاياتالمتحدة قدمت اعتذاراً رسمياً الى السلطات السويسرية. وإذا كانت السفارات موزعة في وسط بلغراد فان مساكن السفراء تتركز في ثلاثة احياء هي سينياك وتوبتشيدر وديدينيي. وتضم هذه الاحياء ثكنات عسكرية واهدافا استراتيجية اخرى. ويقع في ديدينيي منزل للرئيس اليوغوسلافي دمر تماما في هجوم جوي للحلف في 22 نيسان ابريل الماضي. وقال مصدر ديبلوماسي ان منزل السفير النروجي الذي يقع في الحي نفسه اصيب بأضرار في هذه الغارة. وخلال الاسابيع الاخيرة اصيب عدد كبير من المباني الديبلوماسية العائدة لايطاليا وباكستان واسرائيل والمجر واسبانيا بأضرار في قصف الحلف. وكانت سفارة الصين التي تقع في احياء بلغراد الجديدة دمرت بصواريخ للحلف اطلقت عرضا. وقتل ثلاثة صحافيين صينيين كانوا داخل المبنى في القصف وجرح خمسة اشخاص آخرين.