بدأ وزير التجارة الخارجية الفرنسي جاك دوندو، امس، زيارته الى لبنان بعقد لقاءات اقتصادية وشدد على أهمية التعاون مع المؤسسات الاقتصادية لإقامة المشاريع المشتركة، لافتاً الى الموقع المميز للبنان عربياً. استهل الوزير دوندو جولته بزيارة الوسط التجاري لبيروت ومقر "سوليدير" يرافقه سفير فرنسا في لبنان دانيال جوانو، واطلع على مشروع "تطوير واعادة اعمار وسط بيروت" والمراحل التي قطعها، وقام بجولة ميدانية واطلع على الانجازات على صعيد البنية التحتية وترميم الابنية القديمة والمشاريع التطويرية الجديدة وأعمال الحماية البحرية. وزار مجلس الانماء والاعمار ثم غرفة التجارة والصناعة في بيروت، حيث التقى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية عدنان القصار ورؤساء الهيئات الاقتصادية اللبنانية وممثلين لعدد من المؤسسات الفرنسية العاملة في لبنان. وتحدث القصار عن "التبادل التجاري بين بيروت وباريس، وعن الاستثمارات الفرنسية، في ظلّ مئات المؤسسات الفرنسية العاملة في بيروت فضلاً عن المساهمات الفرنسية في أكثر من 15 مؤسسة". ثم تحدّث دوندو عن الخصخصة في لبنان فقال "انها تعطي موارد مهمة للدولة وعلى هذا المثال تعتبر شركة تيلكوم النموذج الافضل والامثل للخصخصة. والفرنسيون حاضرون لاعطاء النصائح اللازمة". وأشار الى ان "المؤسسات الفرنسية مستعدة لاكمال العمل في تحديث أكبر شبكات الطاقة وخصوصاً في مجال المباني والنقل والاتصالات، وفرنسا قادرة على المساعدة في تطور لبنان عبر الوكالة الفرنسية للتنمية". ونقل استعداد المؤسسات والشركات الفرنسية ورجال الاعمال للاسهام في الاستثمار. ودعا الى "اعادة النظر في النظام الضريبي بين لبنانوفرنسا بما يخدم اقتصاد البلدين ويسهل حركة الاستثمار والاستيراد والتصدير". والتقى دوندو مساء ممثلي الشركات الفرنسية الأساسية التي تتمنى الاستثمار في لبنان وسألهم عن مشاريعهم المرتقبة في لبنان، وأبدى نوعاً من التفاؤل عندما تحدث عن الدين الداخلي ونسبته التي تمثل 110 في المئة من الناتج القومي قائلاً: "ان وضع لبنان ليس دراماتيكياً اذ ان بلجيكا وإيطاليا مثلاً عليهما دين بنسبة متشابهة". وأبدت اوساط اقتصادية فرنسية ل"الحياة" بعض التفاؤل على رغم الجمود الحاصل حالياً وذلك ترقباً للتغيرات في المنطقة نتيجة الانتخابات الاسرائيلية.