العنصر الجديد من متغيرات كتابة السجن في قصة "اقتلها" ليوسف إدريس هو العنصر الخاص بحضور المتطرف الديني الذي لا يقبل حق الاختلاف، ويستأصل المغاير له من الوجود بدعوى مطاردة الكفر ومعاقبة الملاحدة، ممارساً ما هو أبشع من عقاب السجان الذي ينوب عن الدولة التسلطية، فالسجان يقتصر بعقابه على بعض الحياة التي يحياها السجين، حتى لو جاوز أثر العقاب البعض إلى الكل، أما المتطرف الديني فيشمل بعقابه الحياة الدنيا والآخرة، ما ظل يدّعي الإنابة عن الدين في فعل تعصبه الاعتقادي. ولذلك لا نقرأ في قصة "اقتلها" المواجهة بين المثقف والدولة، ممثلة في أقسى أجهزتها القمعية، وإنما المواجهة بين نوعين من المثقفين، كلاهما مضطهد من الدولة، ومسجون في سجونها، لكن كليهما يحمل تعارضات ما هو خارج السجن إلى ما هو داخل السجن، وذلك بالمعنى الذي تتحول به رمزية السجن إلى مرآة لما يحدث في الواقع الذي ينتسب إليه السجن، أو يشير إليه على جهتي التضمن واللزوم. ويمكن تلخيص علاقات السرد لقصة "اقتلها" في علاقة التضاد التي تصل بين فريقين متعاديين من المعتقلين الذين يجاور بينهما الفضاء المطبق للسجن: الفريق الأول ينتسب إلى الجماعات الدينية المتطرفة، والفريق الثاني ينتسب إلى الجماعات اليسارية، وذلك في سياق من تعارض رموز الدولة الدينية والدولة المدنية. وينفصل الفريقان مكانيا بواسطة جدران السجن، فلكل منهما زنازينه العازلة، وينفصلان كذلك في فناء السجن وقت التريض، يفصل بينهما سور خشبي، لكنه سور لا يمنع من تبادل النظرة أو الكلمة في تزامن الدخول أو الخروج. وتتولد علاقة إنسانية بواسطة هذا التبادل، بين مصطفى المنتسب إلى المجموعة المتطرفة دينيا، وسوزان المنتسبة إلى المجموعة اليسارية. وتقفز العلاقة الوليدة فوق أسوار التضاد الاعتقادي كالزهرة التي توشك أن تنبت في صحراء الجدب، خالقة نوعا من إمكان التواصل بأكثر من معنى. لكن هذا الإمكان سرعان ما ينقطع، حين تصبح الصلة الوليدة ملحوظة من المجموعتين المتعاديتين، فيصدر أمير الجماعة المتطرفة أمره إلى مصطفى الذي لا يملك إلا السمع والطاعة، ومن ثم التنفيذ، فيقتل المرأة التي أضفى حضورها الواعد على حياته معنى لم يكن لها، ويخنق داخله احتمالات الإمكان الوليد التي بترها فعل الأمر: "اقتلها". ولا يمنع تلخيص القصة على هذا النحو المبتسر من ملاحظة تعدد مستوياتها، سواء من منظور علاقة التضاد التي تقابل بين المسجونين جميعاً والسجان، أو منظور العلاقة نفسها في ما تبرزه مجاورة الإخوة المنتسبين إلى رؤيتين متعاديتين للعالم، أو منظور علاقة التراتب القمعي التي تصل بين الأمير وأفراد الجماعة التي ينتسب إليها مصطفى، في مقابل العلاقة المغايرة، الموجودة على سبيل الإضمار، بين سوزان وجماعتها. أما المستوى الأول الذي يجمع بين اليمين واليسار في السجن فتقترن دلالته بتحول السجن إلى صورة مصغرة من الوطن الجمر الذي يعتقل أبناءه بعدالة قمعية لا تعرف التمييز بين اليمين واليسار. وهي عدالة عرفتها السجون الناصرية في التقليد الذي اتبعته السجون الساداتية، خصوصا بعد وأن اصطدم السادات بحلفائه من الجماعات الدينية الذين استعان بهم لضرب فصائل اليسار في مصر. ويكتمل معنى هذا المستوى بالتقابل العدائي بين اليمين الذي تمثله الجماعات المتطرفة اعتقاديا، واليسار الذي لا نعرف له تحديدا في القصة إلا في تضاده مع المجموعات المتطرفة دينيا، الأمر الذي يجعل من التضاد نفسه تقابلا بين دعاة الدولة الدينية القائمة على التعصب ودعاة الدولة المدنية القائمة على التسامح. وغير بعيد عن هذا المستوى العلاقة بين كل من بطلي القصة مصطفى وسوزان والمجموعة المرجعية التي يستند إليها كل منهما، حيث المسكوت عنه من علاقة البطلة باليسار الذي تنتسب إليه، في القصة، يقابل المنطوق به في العلاقة بين البطل واليمين الذي ينتسب إليه. العلاقة الأولى التسامح فيها موجود على سبيل الإضمار، والتسليم بحرية السلوك مأخوذ مأخذ التسليم الذي ليس في حاجة إلى النطق به. والعلاقة الثانية هي مقلوب الأولى ونقيضها، سواء من حيث علاقة الأدنى الفرد بالأعلى الشيخ أو الأمير حيث الطاعة المطلقة التي لا تشوبها معصية الشك أو التردد أو السؤال، والاتباع المطلق الذي لا يعرف، قط، معنى أن توضع الأقوال أو الأفكار موضع المساءلة، فالنقل عن الشيخ هو الأصل في هذه العلاقة، والإذعان لتنفيذ ما يأمر به - مهما كان الأمر - هو السبيل إلى الجنة التي لا يدخلها سوى الطائعين. ويفضي كل مستوى من المستويات السابقة إلى نظيره، في نوع من تجاوب الدلالات ومبادلة العلامات، وذلك على النحو الذي يفرض نتيجة عدم التحقق في علاقة الرجل مصطفى بالمرأة سوزان، أو علاقة المرأة سوزان بالرجل مصطفى. فالمدار المغلق على كل المستويات السياسية والاعتقادية لا يبقى إلا على مبدأ الواقع القمعي الذي يبتر مبدأ الرغبة وينفيه من الحضور. ومنطقي أن تبهت تناقضات العلاقة بين السجان والمسجونين لتبرز تناقضات العلاقة بين المسجونين الذين يومئ تنافرهم إلى تزايد هوة الصدع الكبير الذي حدث في العالم الخارجي للسجن الذي أصبح مرآة رمزية لواقعه. وبالمنطق الفني نفسه، تتباعد صلة المرأة سوزان بجماعتها إلى علاقات الغياب، لتنفرد بعلاقات الحضور صلة الرجل مصطفى بجماعته التي تنبني بناء هرميا صارما، تتجلى بطريركيته في الاستجابة إلى الأوامر واجبة النفاذ، الصادرة من الأعلى إلى الأدنى، حيث الطاعة قرينة الإيمان، والتصديق قرين اليقين، والسؤال معصية، والتردد إثم، والتنفيذ سبيل إلى الجنة التي وعد بها أمير التطرف أتباعه المخدوعين. ومن هذا المنظور متعدد المستويات، يتم التركيز على الجلاد الجديد مصطفى الذي يحل محل الجلاد السجان القديم، ويتحول الجلاد الجديد إلى ضحية لفعل قمعه في الآلية القمعية نفسها، لكن من حيث هو مقموع بواسطة آلية الاتباع التي تصله بمن يأخذ عنه، أو يتلقى منه الأمر بالوجود أو العدم في الحياة الدنيا التي هي سبيل إلى الحياة الآخرة. وحين يستجيب هذا المقموع إلى قامعه الذي لا يقبل منه سوى الطاعة، في آلية الاتباع التي تفضي إلى العنف، فإن النتيجة هي انقلاب فعل القمع على فاعله. ولذلك يمارس مصطفى السجين العنف العارى للقمع على السجينة التي أحبها، فيقتل نفسه معنويا في الوقت الذي يقتل من يحب ماديا. وتُروى القصة بواسطة ضمير الغائب الذي ينوب عن ضمير المتكلم، متباعداً عنه بما يؤدي إلى كشفه، مع الإبقاء على المراوغة التي تضع الراوي والبطل في سياق من التوتر السردي الذي يدني بطرفيه في اللحظات الحاسمة من السرد. وهي اللحظات التي يستبدل مساقها الدافع الجديد إلى القمع بالدافع القديم، واضعا المتطرف المتعصب اعتقاديا موضع الجلاد القديم، مشيرا بذلك إلى تبدل أوجه القمع. وآية ذلك أننا حين نستمع إلى فعلي الأمر المتجاورين -"اقتلها وتوكل"- اللذين يصدرهما أمير الجماعة، مؤكدا التراتب القمعي للعلاقة بين الأعلى والأدنى في آليات القمع الجديدة، فإننا نلتفت إلى طبيعة المجاورة التي تبرر فعل القتل بتأويل بشري بالدين، وتؤكد التأويل البشري للدين بفعل القتل. والهدف في الحالين هو استبدال شعارات التعصب الاعتقادى للجماعات المتطرفة بشعارات الدولة التسلطية المدنية، والإبقاء على آليات القمع نفسها بعد تغيير مسمياتها. ولذلك لا ينوب فاعل القتل عن الدولة في هذا السياق الجديد، وإنما ينوب عن الجماعة الموازية لسلطة الدولة، والمناقضة لمجتمعها المدني، ممثلة في أميرها الذي يوكل إلى أتباعه مهمة استئصال من يرى في حضوره خطرا على الجماعة. وكالعادة، يلجأ يوسف إدريس إلى التركيز على وعي شخصية بعينها، هي شخصية المتطرف الديني مصطفى، ويعالج هذه الشخصية معالجة تستبطن مشاعرها، وتنطق المسكوت عنه من خطابها، في ما يشبه دراسة الحالة بالمعنى النفسي الذي تستحيل به الكتابة إلى مرآة لتحولات وعي الشخصية المكتوب عنها، وذلك في لحظة متوترة من الزمن النفسي الذي يستعيد ترابطاته الشعورية. ومن البداية إلى النهاية، ونستمع إلى صوت البطل الداخلي وإلى صوت الراوي الخارجي منفصلين حينا، متصلين في أغلب الأحيان، لكن لا نفارق بحال من الأحوال طبقات وعي المتطرف التي تتفجر بما تنطوي عليه مبينة عن تكوينه النوعي، واستجاباته العاطفية إلى الأنثى، في موازاة استجاباته العقلية إلى أوامر شيخه. ونرى وعي المتطرف موزعا ما بين هذه الاستجابة وتلك داخليا. لا يخلو من نزوع إنساني وتوتر مقيم، ينتج عن تضاد نفسي يقسمه بين نقيضين يتنازعانه: الحياة البهيجة التي يجذبه إليها حضور سوزان، والموت المقبض الذي يشده إليه خطاب الشيخ. أعني ذلك الخطاب الذي يدفع مصطفى إلى أن يهمس لنفسه: "الناس لا بد مجانين لتمسكهم بحياة هي خرقة بالية... مليئة بالأوحال والأقذار، لا تصلح حتى لتلميع حذاء". ويؤجج هذا التضاد النفسي التوتر الذي لا يستقر معه الوعي إلا على ما هو متجذر فيه اتباعا، لكن دون أن يغادره الإحساس بأن المرء حين يكون في السجن - يقول مصطفى لنا نحن القراء المضمرين في النص - لا يستعذب أبدا أي صبر، ويغدو في انتظار اللحظة التالية، حتى لو لم تحمل أي خبر أو حدث. والإحباط الذي تقمع به أحلام السجين في كتابة السجن، عادة، هو نفسه الذي يتكرر في "اقتلها". لكن تضاف إليه خصوصية القامع الجديد. وهو الشيخ الذي ينفث سمه الزعاف في أذني مصطفى، محرضاً إياه على قتل المرأة بكلمات تخييلية تدفع إلى الفعل الذي لا روية فيه، كلمات تقول: "توكل يا ولدي على المولى فلقد قتلت فيك كل ما كان فيك... وهي بسبيلها لتأخذ كل ما تبقى لنا فيك لتقتلنا هذه المرة كلنا. إنها عدوة. عدوتك وعدوتنا. ولا حياة لك أو لدعوتنا إلا في مقتلها". وتكتمل المخايلة بالإيهام بالمعصية التي اقترنت بحلول أثر المرأة الشيطان في مصطفى الذي أصبح دمه حلالا، وحياته مباحة للقتل، ما ظل ملوثا بغواية الشيطان التي لا نجاة منها إلا بالقضاء على جمال المرأة الذي هو مصدر الفتنة وجمال العدو وقوته في آن. ولا تفارق المخايلة في هذا الموقف منطق "إما... أو". أعني "إما" حياة مصطفى "أو" حياة الشيطانة التي أغوته. وقمعية هذا المنطق لا تفارق قمعية الموقف الذي يتحدث فيه الشيخ المفرد باسم الجمع، وينوب عن الدين كله، مقيما اتحاداً تخييليا بين ما يريده هو والعقيدة في ذاتها، لا لشيء إلا ليستقر في روع المريد المقموع أن أمر الشيخ هو أمر الدين الذي لا يعصاه إلا كافر، وإرادته هي إرادة العقيدة التي لا تقبل المناقشة أو التردد. والنتيجة هي تحوّل المخايلة الكلامية إلى ممارسة للعنف بواسطة الكلمات، وانقلاب الكلمات إلى يدين تمتدان إلى رقبة المرأة الشيطان لتخنقها، وتنتزع وعود حضورها الذي ينتهي بالوداعة نفسها التي ظلت تسم وجهها طوال السرد. ولا يتركنا يوسف إدريس نخرج من وعي المقموع الذي تحول إلى قامع، بواسطة التطرف الاعتقادي، إلا بعد أن يُسَرِّبَ في السرد، بواسطة الراوي، المفارقة التي تجعلنا ندرك تحول القاتل إلى أداة في أيدي القتلة الحقيقيين، أولئك الذين خططوا لجريمة القتل ليشغلوا الانتباه عن هرب سبعة من كبار المتطرفين، أثناء انشغال الجميع بعملية القتل التي يقوم بها مصطفى الذي تحول إلى قنبلة موقوتة، يفجرها قامعوه الذين اغتالوا إنسانيته قبل أن يصدروا إليه أمر القتل باسم الدين. ولست في حاجة إلى تكرار أن يوسف إدريس لم يكتب شيئا عن القمع الديني في كتابة السجن سوى "اقتلها" التي تظل تجربة وحيدة، فريدة، غير مسبوقة أو مكرورة في كتابته. ولو نظرنا إلى القصة نفسها، من هذا المنظور، لاحظنا على الفور أن الدافع الخارجي إلى كتابتها يرتبط بالدافع الداخلي الذي تخلق في سياق اجتماعي سياسي من تصاعد الحضور القمعي لمجموعات التطرف الديني في العالم التاريخي الذي تتولد منه وعنه الكتابة رمزيا. وهو العالم الذي أخذ يشهد الأثر التدميري لهذه الجماعات في مصر ابتداء من سنة 1974، أي مع مسلسل العنف الذي بدأ مع جماعة الكلية الفنية العسكرية شباب محمد سنة 1974، ثم التكفير والهجرة سنة 1977، وجماعة الجهاد التي أعيد بناؤها التنظيمي سنة 1979، قبل أن تقوم بتنفيذ عملية اغتيال السادات في السادس من تشرين الأول أكتوبر سنة 1981. وهي العملية التي كشفت عن الأثر التدميري الذي تركه قادة التطرف في عقول الشباب الذين أحبطتهم الهزائم المتوالية، وألوان الفساد الاجتماعي والسياسي المتزايدة، فضلا عن الفراغ الثقافي الذي تُركوا عليه في غياب أجهزة فاعلة لنشر ثقافة المجتمع المدني وقيمه. وكانت النتيجة ظهور شباب من صنف "مصطفى" الذي تدور حوله تجربة "اقتلها" الفريدة، والذي حاول يوسف إدريس أن يغوص في مكونات وعيه، في تتابع وتداخل الحالات المفضية إلى ممارسة العنف العاري للقتل، وذلك ليتعرف هذه المكونات في صلتها بآليات التراتب القمعي الذي تنبني عليه العلاقة بين الأمير والأتباع في الجماعات الدينية. ولم تكن كتابة يوسف إدريس تشغل انتباهها قبل ذلك بحضور مثل هذا الشاب، لسبب بسيط هو أن صنف هذا الشاب لم يكن قد أصبح ذا حضور تدميري شامل في المجتمع. ولذلك، كانت كتابة يوسف إدريس، قبل ذلك، تشير إلى دعاة الدولة الدينية على سبيل الإشارة العابرة التي يقولها لنا الراوي في"العسكري الأسود"، على سبيل المثال، في كلمات من قبيل: "فيما بيننا أيضا نتبادل التهم، التعصب يرد عليه بالإلحاد، والفاشية يرد عليها بالشيوعية"، أو يشير بها المسجون السياسي في "مسحوق الهمس" إلى "منطقة الإخوان والمحبوسين احتياطياً وتحت التحقيق". ولكن بعد أن أصبح حضور أمثال "مصطفى" خطرا حقيقيا يهدد المجتمع المدني، وعلامة دالة على المجموعات الموازية للدولة المدنية والمعادية لها، كان على عدسة الكتابة أن تستدير إلى الفاعل الجديد للقمع باسم الدين، وتلتقط ملامحه الداخلية في علاقته بأميره الذي يصدر له فعل الأمر بالقتل الذي يجاوز المفرد إلى الجمع، ولكن في سياق الكتابة نفسها، واستجابة لآلياتها التي استقرت عليها في قص يوسف إدريس. وكان يوسف إدريس في ذلك سابقا لغيره من الكتاب المصريين الذين لم يتعرض واحد منهم أو واحدة - في ما أعلم- لشخصية المتطرف دينيا سوى نجيب محفوظ الذي تقف رواياته موقف الصدارة في تصديها لهذه الظاهرة الجديدة. ولكن يبقى ليوسف إدريس صفة السبق إلى الكتابة من ناحية، ومحاولة النفاذ إلى طبقات وعي المتطرف من ناحية ثانية. أما نجيب محفوظ فقد عرض لحضور المتطرف من الخارج، وعلى السنة الكبار من الآباء والأجداد الذين روعهم انحراف أبنائهم وأحفادهم. وكانت البداية مع مجموعة "التنظيم السري" 1984 التي تبعتها "يوم قتل الزعيم" 1985 ثم "صباح الورد" 1987 وغيرها من المجموعات التي جاءت في السياق التاريخي الذي اقترن باغتيال السادات وتصاعد العنف التدميري لجماعات الإرهاب من أعداء الدولة المدنية.