اعترف حلف شمال الأطلسي أمس بأن مقاتلاته أغارت على بلدة كوريشا في كوسوفو، حيث قتل حوالى 90 مدنياً ألبانياً، وشدد على طبيعة الأهداف العسكرية "المشروعة" في البلدة، وعلى أن الحادث لم يكن خطأ. ولم يؤكد أو ينف استخدام الصرب المدنيين الألبان دروعاً بشرية في المنطقة. وأكد الحلف ان الغارات التي أوقعت 150 مدنياً، بين قتيل وجريح، لن تؤثر سلباً في وحدته. وكشف الرئيس الألباني رجب ميداني في حديث الى "الحياة" ان الأحداث ستفرز "قادة جدداً في اقليم كوسوفو الذي سيوضع تحت الحماية الدولية". ولم يستبعد انضمام الاقليم الى البانيا بعد انتهاء فترة الحماية راجع ص 8. وعرض الناطق العسكري باسم الأطلسي الجنرال والتر غيرتشر وقائع الغارات على كوريشا المنكوبة فأوضح ان طائرة استطلاع رصدت الأهداف العسكرية قبل 20 دقيقة من موعد القصف ليل الخميس - الجمعة. وزاد ان المراقبة الجوية أكدت وجود تلك الأهداف فأعطيت الأوامر بالقصف، والقت مقاتلتان أربع قنابل موجهة بالليزر، ثم القت مقاتلة ثالثة ست قنابل على الأهداف المحددة. وكانت "أجهزة الرصد حددت وجود شاحنة نقل عسكرية وعتاد وأكثر من عشر قطع مدفعية في المكان" الذي قصف. واللافت تفادي مصادر الأطلسي الحديث عن احتمال أن يكون الطيارون ارتكبوا خطأ في الغارات على كوريشا. وقال الناطق الرسمي ان الحلف "يؤكد معلومات أجهزة استخباراته المعنية" التي أعطت معلومات عن وجود عسكري صربي في البلدة. ولم يعرض الناطق العسكري شريط الفيديو الذي يصور عملية قصف كوريشا، وقال ان الشريط موجود في وزارة الدفاع الأميركية لتحليله، ولا يستبعد مراقبون ان تكون مصادر "جيش تحرير كوسوفو" زودت أجهزة الحلف معلومات "خاطئة" عن وجود قوات صربية في البلدة. وعن تأثير قتل المدنيين في كوريشا على وحدة التحالف الغربي، قال الناطق باسم الحلف الجنرال بي. جي - كراولي ل"الحياة": "لا اعتقد ان الحادث سيكون له أي تأثير سلبي في وحدة التحالف، خصوصاً إذا عرفنا ان المنطقة شهدت في الأسابيع الماضية نشاطات عسكرية صربية ملحوظة". وأضاف ان "الصرب قصفوا البلدة في شكل متواصل، على مدى الشهرين الماضيين، واستخدموها لاحقاً مركزاً لقيادتهم العسكرية". الى ذلك أكد الرئيس الألباني ل"الحياة" ان بلاده تدعم وحدة الفصائل الكوسوفية، ونبه الى أن تغيراً قد يطرأ على المشهد السياسي في كوسوفو في حال انشاء "سلطة دولية انتقالية" تشرف على تنظيم انتخابات حرة. ورأى ان دور الفصائل الكوسوفية "لن يكون مهماً"، وربما ظهر "قادة كوسوفيون جدد". ولم يستبعد انضمام كوسوفو الى البانيا، بعد فترة الحماية الدولية، وتوقع تفكك الاتحاد اليوغوسلافي.