سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان : تصعيد ومواجهات .. والمقاومة تتوعد بالرد على استهداف المدنيين : 3 قتلى وجريح بعد غارة وقصف في الجنوب "حزب الله" يتهم إسرائيل بقتل 4 مدنيين على طريق جزين
لم تمضِ ساعات على انتهاء لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل اجتماعها التي حمّلت فيه إسرائيل خرق التفاهم حتى أقدمت الأخيرة على خرق جديد تمثّل باستهداف طائراتها الحربية منزلاً في بلدة مجدل سلم في القطاع الغربي ما أدى إلى مقتل مدنيين وجرح ثالث، فيما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة يقودها عنصر من "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، ما أدى إلى مقتله وزوجته وابنه وامرأتين من أقاربهما، ومقتل أخرى في بلدة حولا الحدودية. أغارت طائرات حربية إسرائيلية عند العاشرة والنصف من قبل ظهر أمس على منزل المواطن يونس عبداللطيف ياسين، داخل بلدة مجدل سلم في القطاع الغربي، مؤلف من طابقين ما أدى إلى تدميره بالكامل ومقتل شخصين كانا في داخله هما عباس بعلبكي من دير الزهراني وحسين زين من كفرفيلا وجرح آخرين هما علي ياسين والطفلة سارة زهوة حفيدة مختار البلدة. وأفاد الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان تيمور غوكسيل ان القوات الدولية أرسلت فرقة انقاذ من الكتيبة الآرلندية العاملة في المنطقة الى مجدل سلم بعد وقوع الغارة مباشرة، وتمكنت من انتشال جثة مواطن وأشلاء من جثة اخرى من بين الركام. وأفادت مصادر امنية ان بعلبكي وزين ينتميان الى "المقاومة المؤمنة". وعصراً، شنّت طائرات حربية إسرائيلية ثلاث غارات استهدفت الأولى عند الرابعة وعشر دقائق مرجة حانين الواقعة بين منطقتي الشوف وجزين، والثانية جسر بسري ساحل الشوف شرق صيدا، والثالثة بعد خمس دقائق على محيط المنطقة المستهدفة. وكانت مناطق عدة في القطاع الغربي شهدت مواجهات عنيفة ليل اول من امس وفجراً بين رجال المقاومة من جهة وقوات الإحتلال الاسرائيلي من جهة ثانية، تركزت عند محاور مركبا وحولا والطيبة داخل "الشريط الحدودي" المحتل، وقبريخا وشقرا ومجدل سلم وتولين خارجه. وتحدث ضابط دولي عن ست ساعات من المواجهات العسكرية في المنطقة سقطت خلالها عشرات القذائف وترافقت مع طلعات للطائرات الحربية وصودف ان سقطت قذيفتان على مسافة قريبة من دورية لفريق الإرتباط التابع للجنة الهدنة في محيط بلدة مركبا من دون ان يسفر ذلك عن وقوع اصابات. وذكرت اذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "الجنوبي" ان القصف الذي تعرضت له حولا قضاء مرجعيون أدى الى مقتل المواطنة إنتصار فوعاني 33 عاماً وإصابة أربعة اشخاص آخرين بجروح طفيفة بشظايا الزجاج. من جهتها، تحدثت المقاومة الاسلامية عن سلسلة عمليات تركزت على دوريات ومواقع اسرائيلية في كل من العبّاد ومرتفع الصبّاح ومحيط موقع حولا. وقالت ان وحدات منها تصدت لطائرات مروحية كانت تقوم بأعمال التمشيط لمجاري أودية في المناطق المحررة. وكانت المدفعية الإسرائيلية قصفت أطراف وادي القيسية والصوانة ومجدل سلم وخربة سلم من مواقعها داخل الشريط المحتل، وتزامن القصف مع تحليق طائرة استطلاع من دون طيار في سماء المنطقة. عبوة جزين إلى ذلك، أعلن مصدر في "الجنوبي" ان "خمسة مدنيين لبنانيين لقوا مصرعهم في انفجار شحنة ناسفة لدى مرور سيارة "بي.أم. دبليو" خاصة على طريق الحمصية في منطقة جزين كان يقودها نمر جبرايل 30 عاماً وثلاث نساء من اقاربه هن: كارلا وكاترين جبرايل وفيوليت بواردي والطفل سمير جبرايل 18 شهراً". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر امنية في الجنوب ان جبرايل من عناصر "الجنوبي" وكان يقود سيارته ومعه زوجته وابنه وامرأتين من اقاربهما. وقد لقوا مصرعهم جميعاً. وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الإنفجار، أكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان اجرام العدو بحق المدنيين لن يمر من دون عقاب". وقال "ان جريمة استهداف المدنيين على طريق جزين هي محاولة اسرائيلية مفضوحة لزرع البلبلة بين أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة ولتحويل الأنظار عن مأزق العدو وعملائه اللحديين وخصوصاً في منطقة جزين". وأضاف "إذ تكشف هذه الجريمة مدى استخفاف العدو بأرواح أهلنا فإننا نؤكد أنها لن تشكل عائقاً امام اندفاع المقاومين، وإنما ستكون حافزاً للنيل من هذا العدو وإرغامه على دفع ثمن جرائمه". ودعا قاووق "أهلنا في منطقة جزين ومختلف مناطقنا المحتلة الذين نعهد فيهم الحكمة الى مزيد من التسلح بالوعي لتفويت الفرصة على الاحتلال". من جهة ثانية، افاد مصدر امني في الجنوب ان القتيل اللحدي الذي سقط في تفجير العبوة الناسفة التي زرعتها المقاومة على طريق برعشيت الثلثاء الماضي اسمه نصري مسعود موراني من بلدة بنت جبيل. وأشار المصدر الى ان الهجوم اسفر عن اربعة جرحى هم: علي مصباح سعد من بنت جبيل ومحمود الجمال وميلاد خنافر ومحمود درويش وجميعهم من بلدة عيناتا. الحصار البحري في هذا الوقت، استمرت البحرية الاسرائيلية في حصارها المفروض على الشاطئ الجنوبي الممتد من رأس الصرفند وحتى منطقة أبو الأسود جنوب مدينة صور. وأطلقت الزوارق البحرية الاسرائيلية عند منتصف ليل اول من امس رشقات رشاشة على شاطئ صور مانعة الصيادين من الابحار. وأفادت نقابة صيادي الاسماك ان قواربهم لم تخرج الى عرض البحر نتيجة الاعتداء الذي تعرضت له اول من امس من زوارق العدو جنوب مدينة صور. ورصد الصيادون تحركات غير اعتيادية لزوارق المطاط الاسرائيلية السريعة ليل اول من امس شمال وجنوب شاطئ صور. وتحدث الصيادون عن ان سبب تحركات هذه الزوارق قيام المخابرات الاسرائيلية برصد الحركة في ميناء صيادي الاسماك في الناقورة ومراقبتها تخوفاً من فرار عناصر "جيش لحد" بواسطة مراكب الصيادين. وأفاد قادمون من المنطقة المحتلة انه نتيجة البلبلة السائدة في صفوف جيش لحد فإن القوات الاسرائيلية طعّمت عناصر الميليشيات بجنود اسرائيليين كي يتولوا التدقيق بالهويات والتصاريح الصادرة للمواطنين للدخول الى الشريط الحدودي والخروج منه. وكانت لجنة المراقبة، وبعد يومين على اجتماعها، حمّلت اسرائيل مسؤولية خرق التفاهم والإضرار بممتلكات المدنيين في عربصاليم والقليلة. فيما اعتبرت سقوط قذائف في سياق هجوم عسكري واسع ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية على الحدود، في منطقة غير مأهولة داخل اسرائيل خرقاً غير مقصود للتفاهم. ودعت كل الاطراف الى "مضاعفة جهودهم لخلق جو يزيد من فعالية عمل اللجنة". من جهة ثانية، شيّع الحزب الشيوعي اللبناني أحد عناصره سامي جرجي شحيب، الملقب ب"أليكسي"، الذي سقط في وادي الحجير في محاذاة الشريط المحتل بمشاركة الأمين العام للحزب فاروق دحروج وعدد من قيادييه. لجنة الشؤون الخارجية على صعيد آخر، استبعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية علي الخليل "أي عملية عسكرية إسرائيلية قبل الإنتخابات الإسرائيلية وبعدها". وأضاف، بعد انتهاء اجتماع اللجنة، امس في المجلس النيابي "ان اللجنة ناقشت الانعكاسات التي تترتب على الانتخابات الاسرائيلية في 17 أيار مايو الجاري او في أول حزيران يونيو المقبل، وعلى رغم ان الجنوب ورقة انتخابية اساسية في يد اسرائيل، والطروحات الانتخابية التي تهدف الى كسب المزيد من اصوات الناخبين يجب ألا نعلق الآمال الكبيرة على نتائجها لجهة تحريك عملية السلام بالسرعة المطلوبة او لجهة الانسحابات"، مشيراً الى "ان الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون ائتلافية". وأكد على "الثوابت الوطنية وعدم عودتنا الى طاولة المفاوضات إلا بإقرار الجانب الآخر بالإنسحاب من الجنوب والبقاع الغربي والجولان". وشدد على "تعميق الوحدة الوطنية ودعم المقاومة وصمود الجيش اللبناني وأهلنا في الجنوب وتلازم المسارين اللبناني والسوري وتعميق التعاون والتضامن العربي في مواجهة هذه الاخطار".