خيّمت مضاعفات الأزمة السياسية في روسيا على الأزمة في كوسوفو، فيما واجه المستشار الألماني غيرهارد شرودر في بكين أمس موقفاً متصلباً حيال اعتبار وقف غارات حلف الاطلسي على يوغوسلافيا شرطاً اساسياً لتعاون الصين في جهود تسوية أزمة كوسوفو، في الأممالمتحدة. وترافق هذا التصلب مع استقبال رسمي وشعبي عارم في بكين لرماد ضحايا القصف الذي تعرضت له السفارة الصينية في بلغراد، والجرحى الذين اصيبوا في الحادث راجع ص8. وأعرب الأمين العام لحلف الاطلسي خافيير سولانا عن أمله بألا تغيّر الديبلوماسية الروسية سياستها في اطار العمل لايجاد تسوية ديبلوماسية في كوسوفو، إثر تهديد الرئيس الروسي بوريس يلتسن بوقف مبادراته في هذا الاتجاه اذا لم تلقَ اهتماماً كافياً من الغرب. وتابع المسؤولون في ادارة الرئيس بيل كلينتون امس باهتمام واسع المستجدات في موسكو بعدما أقال يلتسن رئيس وزرائه يفغيني بريماكوف والحكومة، وتأثير ذلك في الجهود الدولية المبذولة للتوصل الى حل ديبلوماسي لأزمة كوسوفو. وراوحت التحركات الديبلوماسية مكانها بعد عودة المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين من بكين حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين تناولت الوضع في البلقان، وإثر تصريحات له تُظهر نوعاً من التوافق في الموقفين الروسي والصيني لجهة ضرورة وقف العمليات الجوية الاطلسية قبل الجلوس الى طاولة المفاوضات. ويتوقع ان يشهد اليوم محادثات مهمة في موسكو، وان يعود نائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت من فنلندا الى العاصمة الروسية للاجتماع الى تشيرنوميردين وغيره من كبار المسؤولين الروس، وسط انباء عن افكار روسية جديدة ستعرض على المسؤول الاميركي. وكان تالبوت اكد ثبات موقف حلف الاطلسي لجهة التمسك بالشروط الخمسة لوقف الحملة الجوية على يوغوسلافيا، في حين نقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم الكرملين ان روسيا قد توقف تعاونها مع الجهود الديبلوماسية اذا لم تؤخذ في الاعتبار اقتراحاتها ووساطتها لانهاء النزاع في كوسوفو. لكن الأمين العام للحلف اعلن ان "العملية الديبلوماسية ستستمر" لايجاد حل اياً تكن نتائج التغيير الحكومي في موسكو. ووسط جمود التحركات الديبلوماسية كثفت القوات الاطلسية حملتها الجوية على يوغوسلافيا، وأعلن الحلف شن غارات مكثفة ليل أول من امس اكثر من 600 طلعة جوية وتدمير خمس طائرات يوغوسلافية من طراز "ميغ - 21"، في حين كشفت مصادر الحلف ان طائرات "اباتشي" المتمركزة في البانيا وطائرات "اي - 10" المتخصصة بتدمير الدبابات والمدفعية وتجمعات الجنود، والمتمركزة في قاعدة افيانو في ايطاليا باتت مستعدة لبدء الهجمات على القوات اليوغوسلافية. واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ان اقالة بريماكوف مسألة داخلية روسية، وان التطورات في موسكو لن تؤثر سلباً في الجهود الديبلوماسية الحالية لتسوية الأزمة في كوسوفو. وأقرّ بأن الفجوات بين الموقفين الاميركي والروسي في شأن الحل المطلوب للأزمة لا تزال واسعة، خصوصاً حول كيفية تشكيل القوة الدولية والجدول الزمني وكيفية التأكد من انسحاب القوات الصربية من كوسوفو. وزاد: "لم نحقق بعد انجازاً ولا نتوقعه قريباً".