يفتتح مهرجان "كان" دورته الثانية والخمسين هذا اليوم 12 من أيار مايو وتتحول أنظار الأوساط السينمائية في فرنسا وفي العالم اليه. الروس يتطلعون الى افتتاح مبهر لأن أحد أهم أفلامهم في السنوات الأخيرة اختير للافتتاح وهو فيلم نيكيتا ميخالكوف "حلاّق سيبيريا" الذي يشبه، بالحكم على ما شوهد منه في عرض آخر، فيلم "د. زيفاغو" من دون مشاهد الثلج، الفيلم كبير الحجم ويعود بقصته الى نهاية القرن الماضي ويغازل عهد القياصرة قدر المستطاع. ولأن "حلاّق سيبيريا" الذي ستعرضه الصالات الفرنسية بعد يومين من افتتاحه في كان ليس في المسابقة فقد اختير فيلم روسي آخر بهدف تحقيق نجاح روسي في المهرجان. وأي نجاح حالي قد يفيد الدور المفقود للسياسة والاعلام الروسيين في أحداث عالم اليوم. الفيلم الثاني "مولوش" للمخرج الكسندر زوخوروف وهو دراما عاطفية ربطت هتلر بايفا براون في مطلع الأربعينات. أما فرنسا فتنظر الى الدورة كاثبات سينما ضد سينما أخرى. سينما المؤلف ضد سينما القصة. سينما أوروبا ضد سينما هوليوود. سينما الفن ضد سينما التجارة. ومعلوم ان الأضداد تتلازم وتتعايش مع الآخر. اذا لم يكن بسبب السوق التجارية الكبيرة وصفقات البيع والشراء التي تتم في كل عام، فبسبب ما تحققه الأفلام المعروضة في المسابقة من هالة اعلامية توفر ملايين الدولارات في خانة الاعلانات. "الحياة جميلة"، الذي نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى في العام الماضي شاهده في فرنسا 932786 مشاهداً. وجمع حتى الآن نحو 200 مليون دولار من صالات العالم. الفيلم الفرنسي "حياة الأحلام لدى الملائكة" الذي حاز جائزة أفضل تمثيل نسائي لبطلتيه ناتاشا رينييه وايلودي بوشيز، شاهده 351 ألف مشاهد فرنسي ويعرض الآن بنجاح في بعض المدن الاميركية. أما العرب فينظرون الى "كان" من وجهات نظر مختلفة هي التعويض الطبيعي عن الضعف المستمر في ايجاد المساحة الدائمة في المهرجان. ينظرون من زاوية دخول يوسف شاهين التظاهرة السينمائية العالمية مجدداً وينظرون ايضاً من زاوية أخرى وهي عدم دخوله المسابقة في الوقت ذاته. تلفزيونات عربية عديدة تحط وتنتقل ثم تمضي "الى كان يا ما كان".