عبر حوالى 7 آلاف و500 لاجئ الباني جديد الى مقدونيا خلال اليومين الماضيين لنقلهم الى دول اخرى، فيما لا يزال الاف النازحين في العراء قرب الحدود المقدونية والألبانية بسبب غلق نقاط العبور اليوغوسلافية. وفي غضون ذلك، تصاعد التوتر في مقدونيا بسبب العدد الكبير للنازحين في أراضيها وازدياد المخاوف من انتقال الحرب اليها. ودعا رئيس الجمهورية كيرو غليغوروف الى الاستعداد لفرض حال طوارئ في البلاد. وأفادت الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في مقدونيا باولا غديني ان "حوالى خمسة الاف من اللاجئين الذين عبروا الحدود الى مقدونيا، تم نقلهم الى مخيمات موقتة حتى يتم ترحيلهم الى دول اخرى، ويجري تأمين المأوى ايضاً للآخرين". واعربت الناطقة عن قلقها على ما يزيد عن سبعة آلاف من اللاجئين لايزالون في العراء في منطقة جبلية في الحدود بين يوغوسلافيا ومقدونيا، اضافة الى عشرة آلاف آخرين هم في طريقهم الى المنطقة الحدودية. وأوضحت الناطقة ان السلطات المقدونية منعت عمال الاغاثة من الوصول الى النازحين "لأن ذلك يتطلب عبور منطقة من الأراضي الصربية". وأعلنت الحكومة المقدونية امس انها "سجلت 131 ألفاً و700 لاجئ موجودين حالياً في المخيمات المقامة في مقدونيا اضافة الى حوالى 80 ألفاً و600 لاجئ ذهبوا عند معارفهم من دون تسجيل اسمائهم". وأشارت الى ان "32 ألفاً و409 لاجئين غادروا عبر الأراضي المقدونية الى دول اخرى". واعرب وزير الداخلية المقدوني بافلي ترايانوف عن قلق بلاده من وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين الألبان "في الوقت الذي كانت الجهات الدولية وعدت بنقل كل ما يزيد عن 30 ألف لاجئ الى خارج الأراضي المقدونية". وأشار في تصريحات نشرت امس في سكوبيا الى ان مخاوف مقدونيا لا تقتصر على وجود اللاجئين وانما "توفرت معلومات عن ان انفصاليي كوسوفو الألبان يخططون لتوسيع عملياتهم الى داخل الأراضي المقدونية". وأوضح ان هذه المعلومات تشير الى ان جيش تحرير كوسوفو "يدخل المنطقة الغربية من مقدونيا ضمن أراضي البانيا الكبرى التي يسعى الى تحقيقها". ومن جهة اخرى، أبلغ الرئيس المقدوني كيرو غيليغوروف الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان امس بأن مخاطر جدية تتعرض لها مقدونيا بسبب الوضع الراهن في يوغوسلافيا "ما يتطلب الاستعداد لإعلان حال الطوارئ في البلاد". وأكد غليغوروف موقف بلاده "بعدم السماح لحلف شمال الاطلسي باستخدام أراضيها وأجوائها في أي عمليات عسكرية ضد يوغوسلافيا". واشار الرئيس المقدوني في تصريحات نقلها تلفزيون سكوبيا امس الى "وجود مشاكل حكومية وشعبية مع قوات الحلف الاطلسي الموجودة في مقدونيا التي تحاول تجاوز الاتفاق معها حول عدم التدخل في كوسوفو، الا في حال ابرام اتفاق سلام توافق عليه حكومة بلغراد".