نيويورك، الخرطوم - أ ب، رويترز - دعت الأممالمتحدة متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق إلى قبول اقتراح الحكومة السودانية توسيع نطاق وقف النار الجزئي في جنوب البلاد ليصبح شاملاً لدى تجديده منتصف الشهر المقبل. ورحب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سيرغيو فييرا دوميلو بعرض الرئيس عمر البشير الاثنين وقف النار في جميع أنحاء الجنوب بهدف مساعدة منظمات الاغاثة في تنفيذ مهمتها الإنسانية في المنطقة وتقديم المساعدات إلى المتأثرين بالحرب. ويسري حالياً وقف جزئي لاطلاق النار في اقليم بحر الغزال الجنوبي تنتهي مدته يوم 15 من الشهر الجاري، ونشطت منظمات الاغاثة الدولية ودول عدة في دعوة الحكومة السودانية والمتمردين إلى وقف القتال وتمكين الهيئات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المتضررين من الحرب المستمرة منذ العام 1983. وأعرب الناطق الرسمي باسم الجيش الفريق محمد عثمان ياسين عن أمله باستجابة حركة التمرد لإعلان البشير وقفاً شاملاً لاطلاق النار في الجنوب. ودعا ياسين الحركة إلى "وقف العمليات والجلوس للتفاوض للتوصل إلى حل سلمي وتفويت الفرصة على أعداء السودان". وأكد التزام الجيش بالقرار، لكنه أوضح ان الجيش "قادر على الدفاع عن البلاد ورد أي اعتداء يستهدف الاستقرار والتنمية". وعلق الأمين العام ل"التجمع الوطني المعارض" مبارك المهدي على دعوة البشير. وأوضح في بيان ان "الحكومة غير صادقة في نياتها ... والسبب وراء الإعلان يكمن في الهزائم المتلاحقة التي تلقاها النظام في الأيام الماضية ورغبته في حرمان المعارضة من التحرك في فصل الخريف الذي يتعذر فيه تحرك قواته التي تعتمد على الآليات الثقيلة وأساليب الحرب التقليدية التي يعيقها فصل الأمطار الذي حل الآن في الجنوب". وأضاف ان الحكومة "تأمل أيضاً تجميد الجبهة الجنوبية حتى تتمكن من التركيز على الجبهتين الشرقية والغربية". واعتبر ان الاعلان "محاولة يائسة لكسب الوقت". من جهة أخرى، نفت قيادة الجيش السوداني صحة أنباء رددتها المعارضة عن اغلاق السلطات الطريق الاستراتيجي الذي يربط العاصمة السودانية بميناء بورتسودان. ونقلت الصحف السودانية عن ياسين تأكيده ان "الجيش يسيطر تماماً على الطريق. ومزاعم المتمردين انهم هاجموا الطريق أربع مرات الأسبوع الماضي أكاذيب". وقال ياسين إن القوات المسلحة "تؤمن الطريق البري تماماً" وان القادة العسكريين الميدانيين "اغلقوا الطرق الفرعية المؤدية إلى الطريق السريع خلال تلك الفترة لمنع تسلل عملاء ومأجورين من حدود اريتريا لسرقة متعلقات وسيارات المواطنين". وزاد ان الطريق "اغلق أخيراً لاجراء اصلاحات وأنه ليس مهدداً إذ تنطلق حركة السيارات عليه بشكل طبيعي". وتمر معظم تجارة السودان عبر الطريق الذي يبلغ طوله 1200 كيلومتراً ويقطع ولاية القضارف المركز الرئيسي لزراعة الذرة.