استهدفت عمليات حلف شمال الأطلسي مواقع متنوعة في أنحاء صربيا ليل أول من أمس فيما شاهد صحافيون محليون وأجانب الدمار الذي ألحقته القنابل والصواريخ المعتدية بالسكان المدنيين. وفي غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية يوغوسلافية انها تملك مفاجآت لإثارة ضجة عارمة عند شعوب الدول المشتركة في العدوان، في حين بدأ سكان بلغراد يكيفون حياتهم حسب متطلبات الأوضاع الراهنة المفروضة عليهم. وأفاد مصدر حكومي مطلع ل"الحياة" ان الحكومة الاتحادية أناطت جميع الاتصالات المتعلقة بالزعيم السياسي الالباني ابراهيم روغوفا بنائب رئيسها نيكولا شائينوفيتش. وأوضح المصدر ان شائينوفيتش وهو رئيس وزراء سابق لحكومة صربيا، بحث مع روغوفا مسألة طلبه السفر الى مقدونيا "واتفقا على أن يلتقي في بريشتينا من يشاء من المسؤولين الأجانب باستثناء الدول المشتركة في العدوان على يوغوسلافيا وان تؤجل مسألة سفره لبعض الوقت بسبب الظروف الراهنة غير المناسبة لذلك". وأضاف المصدر ان شائينوفيتش أكد لروغوفا انه فور توقف الضربات، "سيتم تشكيل لجنة من سكان كوسوفو من الأعراق كافة تكون مهمتها إعادة النازحين الى ديارهم واتخاذ اجراءات لإعادة الاستقرار الى الاقليم". والتقى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش أمس بحضور شائينوفيتش السفير اليوناني في بلغراد بانايوتيس فينيزوبولوس. وذكر التلفزيون انه "جرى بحث المساعي المبذولة لانهاء الضربات العدوانية الأطلسية وتحقيق تسوية سلمية في اقليم كوسوفو". وتوقع مراقبون في بلغراد ان يقابل السفير اليوناني الزعيم الالباني روغوفا وأن يزور وفد يوناني رفيع المستوى بلغراد وبريشتينا قريباً "لمهمة متداولة في صفوف دول الحلف الأطلسي". وصادفت أمس الذكرى 58 للقصف الذي قامت به طائرات النازيين الألمان على بلغراد ومدن يوغوسلافية أخرى 6/4/1941 أثناء الحرب العالمية الثانية. وطافت تظاهرات صاخبة الأماكن التي استهدفها القصف النازي في بلغراد ووضعوا الورود الحمراء فيها "احتراماً لأولئك المواطنين الذين كانوا ضحايا الهمجية النازية والذين يصمدون الآن أمام وحشية كلينتون". ورفع المتظاهرون شعارات "اندحر هتلر... وانتصرت بلغراد... وسينتصر الصرب يا كلينتون"، وتجمع المشتركون في هذه التظاهرات بعد الظهر في ساحة ريبوبليكا ميدان الجمهورية حيث حضروا المهرجان الموسيقي اليومي في المكان ذاته. وبدا ان بلغراد تكيفت في التعامل مع الضربات الجوية، اذ خلال النهار حيث تتوقف عادة الغارات فإن الشوارع تكتظ بالمارة والمتسوقين كما تزدحم الحدائق بالناس. ولكنه ما ان تسمع أصوات صفارات الانذار في المساء حتى تخلو المناطق المكشوفة في المدينة ويهرج السكان الى الملاجيء. ومن جهة أخرى، أشارت البيانات الرسمية والصور التي عرضها تلفزيون بلغراد أمس الى أن الطائرات الأطلسية قصفت ليل أول من أمس "بصورة وحشية مصفاة للنفط في شرق مدينة نوفيساد شمال صربيا وحدثت انفجارات قرب القاعدة العسكرية في مدينة نيش وسطها وحرائق في مدينة الكيسيناتس جنوبها. وأشارت البيانات الى أن "خمسة أشخاص قتلوا وأكثر من 30 أصيبوا بجروح بسبب هذه الغارات الغاشمة". ونظمت وزارة الاعلام اليوغوسلافية رحلة للصحافيين المحليين والأجانب الى مدينتي الكيسيناتس 230 كم جنوب بلغراد وفرانيي 350 كم جنوب بلغراد الذين "اطلعوا على الدمار الذي أحدثته الصواريخ الأطلسية الهوجاء في بيوت السكان المدنيين". وأصاب صاروخ في مدينة فرانيي مدرسة بصورة مباشرة في حين دمّر في الكيسيناتس مركز طبي مدني. وبدا للاعلاميين ان الضربات على المدينتين كانت تستهدف مبان للجيش والشرطة فاخطأتها واصابت منازل السكان القريبة منها. وأكد مصدر عسكري يوغوسلافي ل "الحياة" ان القوات المسلحة تخبئ مفاجآت "تهز شعوب دول الحلف الأطلسي الذين تخفي حكوماتها الخسائر التي أصابت الحلف نتيجة الهمجية الوحشية للادارة الأميركية". وأشار المصدر الى ان "ما لا يقل عن عشرة طيارين أسروا اضافة الى عدد مماثل قتلوا وأن أفلام فيديو تحتوي على تفاصيل سقوط الطائرات التي تم جمع حطامها ووضعه في أماكن لحين الحاجة". وأوضح ان القيادتين السياسية والعسكرية "درستا الوقت المناسب لاعلان هذه المفاجآت بحيث لا يتمكن الاعلام الغربي من استغلالها لأغراض مواصلة العدوان". وأشار الى أن الاعلان اقتصر على طائرة الشبح لأهميتها "باعتبارها لا تقهر وكانت الأولى من طراز هذه الطائرة الذي حطمته الصواريخ في الحروب".