علقت مساء امس العقوبات المفروضة على ليبيا منذ نيسان ابريل 1992، بعدما تسلمت الأممالمتحدة الليبيين المشتبه في تورطهما في قضية لوكربي، عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة، ونقلتهما الى هولندا للمثول أمام محكمة اسكتلندية تنعقد استثنائياً في قاعدة أميركية سابقة في اوتريخت راجع ص5 و8. ووصل الليبيان الى هولندا بعد الظهر في طائرة خاصة نقلتهما من طرابلس برفقة المستشار القانوني للأمم المتحدة هانس كوريل. وكانا أكدا، قبل مغادرتهما ليبيا، انهما واثقان من براءتهما، وانهما وافقا على تسليم نفسيهما طوعاً. وفي حين رحّب الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير بالخطوة الليبية "الايجابية"، قال وزير خارجية بريطانيا روبن كوك ان بلاده ستطالب ليبيا بدفع تعويضات اذا دانت المحكمة المتهمَين. وزاد انه يعتبر طرابلس مسؤولة عن أفعال الرجلين اللذين يُزعم انهما عضوان في الاستخبارات الليبية. في روتردام، اعترضت فرقة من الشرطة العسكرية الهولندية الطائرة التابعة للأمم المتحدة والتي نقلت المقرحي وفحيمة، فور هبوطها على مدرج قاعدة فالكنبورغ العسكرية قرب لاهاي. وروى شاهد ان الطائرة التي هبطت الساعة الواحدة و45 دقيقة بتوقيت غرينيتش، اوقفت وسط المدرج وصعد اليها رجال من الشرطة العسكرية لينزلوا برفقة المشتبه فيهما. وأضاف انهما اقتيدا الى سيارة عسكرية. وأبلغت مصادر ديبلوماسية هولندية "الحياة" ان تسليم المقرحي وفحيمة تأجل 24 ساعة مما يعني انهما سيبقيان في عهدة القضاء الهولندي ولن يسلما الى القضاء الاسكتلندي حتى الانتهاء من هذه الاجراءات صباح اليوم. وقال الناطق باسم وزارة العدل الهولندية فيكتور هولتوس ان الرجلين مثلا بعد الظهر امام قاضي التحقيق في فالكنبورغ. وكان مندوبو الصحافة توجهوا، في عمل يعتقد انه لتحويل انظارهم، الى مطار روتردام المدني بعدما ابلغتهم السلطات الهولندية عقد مؤتمر صحافي لهانس كوريل في وقت كانت الطائرة تحط في مكان آخر. وقالت مصادر قانونية وثيقة الصلة بملف المحاكمة ان الاطراف الثلاثة، ليبيا وبريطانيا والولايات المتحدة، توصلت عبر الجهود الديبلوماسية الى اتفاق بعدم التطرق الى اسم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، او استهدافه من قبل الادعاء العام اثناء المحاكمات. وبدا افراد القوة الاسكتلندية صباح امس في كامل عدتهم الحربية اثناء حراستهم مداخل قاعدة سوستيربيرخ. وتجمع منذ الصباح عدد كبير من المواطنين الهولنديين الذين اختلطوا مع الصحافيين المرابطين منذ ثلاثة أيام امام مدخل القاعدة - السجن، بانتظار وصول المقرحي وفحيمة.