أوجبت الذروة الخطيرة التي بلغها السجال السياسي بين الحكم والحكومة في لبنان من جهة والمعارضة من جهة اخرى، انتقال الاتصالات الى دمشق التي أخذت تعتبر ان ما يدور بين الجانبين يضر مصلحة لبنان وسورية معاً. واجريت محادثات في العاصمة السورية تناولت التصعيد السياسي المتسارع في لبنان، بين نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام وكل من رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ومعهما مجتمعين. وكان بري التقى العقيد الركن بشار الأسد السبت الماضي، ولم تستبعد مصادر ان يزور رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري دمشق الخميس. وكان السجال أخذ يتصاعد منذ احال مجلس الوزراء اللبناني على النيابة العامة التمييزية تقريراً لديوان المحاسبة يحمل الحريري وثلاثة وزراء سابقين هم فؤاد السنيورة وباسم السبع وهاغوب دمرجيان المسؤولية عن مخالفات في صرف اموال صندوق البلديات، ورد المعارضون معتبرين ان اهداف التقرير سياسية لا فنية، فيما اكدت الحكومة بلسان رئيسها الدكتور سليم الحص انها احالت التقرير بما يتضمنه من مخالفات، ولم تحل اشخاصاً. وتوقعت مصادر سياسية ان يستمر السجال ويتخذ منحى تصاعدياً بعد اقرار مشروع قانون الموازنة. وبعد انضمام جنبلاط الى السجال مهاجماً سياسة الحكومة والعهد الأحد الماضي، رد عليه الحكم مساء اليوم نفسه بموقف على لسان "المحرر السياسي في الوكالة الوطنية للأنباء" التي درج عهد الرئيس العماد إميل لحود على اصدار بعض المواقف عبرها. وحمل الرد على اثارة جنبلاط دخول مجهول صومعة والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط، قبل أكثر من شهر والعبث بمحتوياتها منذراً بالاقتصاص من الذين قاموا بالعمل. ووصف الموقف الرسمي جنبلاط ب"اللص والمجرم". ورد جنبلاط في ندوة تلفزيونية بأنه سيقاضي الحكومة على الاتهامات ضده. ورد حزبه بإصدار بيان امس أفاد انه سلّم المدير العام للأمن العام اللواء جميل السيد، بواسطة عضو القيادة غازي العريضي اسم المعتدي على صومعة جنبلاط الأب في الشوف. وقالت مصادر جنبلاط انه اثار مع بري حين التقاه في دمشق اسلوب التخاطب مع النواب، سائلاً "هل موقف الوكالة الوطنية للأنباء هو موقف الحكومة والوزراء يوافقون عليه، وهل يحق للوكالة اصدار التهديدات بدلاً من الحوار واطلاق الاحكام التي هي من اختصاص القضاء"؟ وأجريت محادثات في العاصمة السورية الى مائدة غداء، بدعوة من خدام، على شرف بري، في حضور رئيسي مجلس الشعب السوري عبدالقادر قدورة والحكومة محمود الزعبي ومسؤولين سوريين آخرين وجنبلاط. وتلى الغداء لقاء بين خدام وبري وجنبلاط الذي امضى ليلته في دمشق ليواصل لقاءاته مع المسؤولين السوريين. فيما عاد بري مساء الى بيروت واجتمع الى الرئيس لحود لينقل اليه اجواء المحادثات. وكان لحود تلقى اتصالاً من الرئيس السوري حافظ الأسد هنأه خلاله بعيد الفصح.