أنقرة ، أبوظبي، الجزائر، تونس - "الحياة"، رويترز ، أ ف ب - ابدت عواصم شرق اوسطية وهيئات اغاثة في المنطقة اهتماماً متزايداً بمأساة النازحين من كوسوفو. وأبدت تركيا استعدادها لإيواء 20 الفاً من هؤلاء فيما بدأت ابو ظبي بارسال اطنان من المساعدات الى النازحين. ونقلت وكالة انباء "الاناضول" عن رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد امس: "نحن مستعدون لإقامة مدينة خيام في اراضينا تؤوي 20 الفاً" من النازحين من كوسوفو. وقال أجاويد ان مقدونيا العاجزة عن مواكبة تدفق اللاجئين الى حدودها، رفضت عرضاً تركياً باقامة الخيام داخل اراضيها. وصرح بأن حكومته ستعقد اجتماعا لتختار مكانا مناسبا في غرب تركيا لاقامة مدينة الخيام. ورأى ان "الكل يجب ان يساهم لان تحرك حلف شمال الاطلسي بدأ كتحرك جماعي". واعلن اجاويد ان بلغاريا رفضت امس السماح لطائرتين تركيتين محملتين بالمساعدات الانسانية للاجئي كوسوفو في مقدونيا بالمرور في اجوائها. لكنه لم يوضح سبب هذا الرفض. وكانت الطائرات تنقل مساعدات انسانية اعلن عنها في وقت سابق الهلال الاحمر التركي. واعلنت هذه المنظمة الانسانية امس انها ارسلت 250 خيمة و2500 غطاء الى سكوبيا كما اعلنت عن ارسال 400 خيمة و2500 غطاء الى تيرانا في وقت قريب. المساعدات الخليجية وفي ابو ظبي، اعلن خليفة ناصر السويدي رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الاماراتية ان طائرة تحمل 38 طناً من المساعدات الانسانية مقدمة من الامارات الى لاجئي كوسوفو، اقلعت امس متجهة الى تيرانا. وقال السويدي ان "الطائرة تحمل مواد غذائية واغطية وخيماً" موضحاً ان الحمولة مقدمة من حكومة الامارات ومن بعض الاشخاص. واضاف ان جمعية الهلال الاحمر تنوي ارسال طائرة ثانية اليوم الاثنين محملة بالمساعدات الانسانية الآتية من تبرعات خاصة، كما ان من الممكن ان ترسل طائرة ثالثة غداً. ومن المقرر ان يتوجه وفد من الجمعية الى تيرانا للاشراف على توزيع المساعدات. واشار السويدي الى ان حملة جمع التبرعات العينية والمادية لصالح لاجئي كوسوفو التي بدأتها جمعية الهلال الاحمر الاماراتية الاربعاء الماضي، تشهد "تجاوباً جيداً" مضيفاً ان احد المتبرعين قدم بمفرده مبلغ نصف مليون درهم 136240 دولارا. وأرسلت السعودية ليل السبت - الاحد الى تيرانا طائرتين محملتين ب 120 طنا من الخيم واغطية ومواد غذائية. واطلقت رابطة العالم الاسلامي التي تتخذ من مكة مقرا لها الاربعاء الماضي حملة لجمع التبرعات لصالح لاجئي كوسوفو. وفي قطر اطلقت الجمعيات الخيرية حملة لجمع التبرعات. واعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان المساعدات الانسانية على اهميتها لا تكفي. ودعا "الدول العربية والاسلامية كلها الى ان تقف وقفة صريحة وواضحة لا في الدعم الانساني فحسب بل في كيفية حل هذه المأساة في شكل عاجل". وأعرب عن الامل في ان يصدر عن اجتماع مجموعة الاتصال المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي الاربعاء المقبل في جنيف "امر يدعم موقف الكوسوفيين". وفي القاهرة، اعلن برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية ارسال مساعدات انسانية بقيمة مئة الف دولار الى لاجئي كوسوفو. واعلن البرنامج الذي يرأسه الامير طلال بن عبدالعزيز، في بيان صدر في القاهرة، انه "قرر تخصيص مئة الف دولار لدعم جهود الاغاثة والمساعدات الانسانية الضرورية للاجئي كوسوفو، لا سيما النساء والاطفال والمسنين الذين يتعرضون لويلات العدوان الذي يمارسه الصرب ضدهم". وقال البيان ان المساعدات ستقدم من خلال المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر. ومعلوم ان برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية، مؤسسة غير حكومية مقرها الرياض ولها مكاتب في عدة عواصم عربية ولا سيما القاهرة. ويقوم البرنامج الذي تأسس في 1981 بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة للتنمية بتنفيذ مشاريع تنموية في البلدان النامية. وفي المنامة، أعرب مجلس الوزراء البحريني في الجلسة الاسبوعية الاعتيادية التي عقدها أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، عن بالغ ألمه لما يتعرض له الأبرياء في اقليم كوسوفو من انتهاكات انسانية خطيرة وتطهير عرقي وتهجير وترحيل قسري للمواطنين. وقرر المجلس مساهمة منه في الجهود المبذولة في هذا المجال تقديم مساعدة انسانية عاجلة للمهجرين. كما دعا المجلس في هذا الصدد الدول الاسلامية والمجتمع الدولي الى اتخاذ موقف من أجل انقاذ شعب كوسوفو المسلم لما يتعرض له من أوضاع انسانية خطيرة والعمل على عودة اللاجئين والمهجرين الى ديارهم وإعادة الاستقرار للمنطقة. ودانت الكويت امس "الأعمال الإجرامية" التي ترتكبها القوات الصربية في كوسوفو. وأمر أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح بإرسال معونات ومواد اغاثة بصورة عاجلة الى اللاجئين الألبان. ووجه مجلس الوزراء في اجتماعه الاسبوعي امس نداء الى الجمعيات والمؤسسات الانسانية والخيرية في الكويت وخارجها، للمبادرة في تفعيل دورها الايجابي وتقديم كل عون لمواجهة الواقع المأسوي الأليم الذي يعيشه ألبان كوسوفو. وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل ان المجلس "عبر عن بالغ الاستياء والقلق إزاء ما يجري في اقليم كوسوفو من مآس انسانية تتمثل بالقتل والتشريد والتهجير القسري الذي يتعرض له الأبرياء" وانه "اذ يدين هذه الاعمال الاجرامية التي ترتكبها القوات الصربية وما تمثله من انتهاكات للمواثيق الدولية يؤكد وقوف دولة الكويت الى جانب شعب كوسوفو المسلم ويطالب المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الجادة لوقف عمليات الإبادة والتطهير العرقي". مصر وقررت مصر إغلاق بعثتها الديبلوماسية في بلغراد، بشكل موقت، الى حين تجاوز الظروف الأمنية الحالية، بسبب الحرب في البلقان. وقال مساعد وزير الخارجية السفير سمير اليزل إن "أعضاء السفارة المصرية والسفير هاني خلاف غادروا بلغراد في طريق عودتهم للقاهرة عبر بودابست، تنفيذاً لقرار وزير الخارجية عمرو موسى مساء أول من أمس". الجزائر وعبّرت الجزائر عن انشغالها العميق للتطورات الخطيرة التي تعرفها أزمة كوسوفو. وقررت إرسال مساعدة انسانية لسكان الاقليم الذين يعانون من هذه المأساة. وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية ان "الحكومة الجزائرية التي تتابع بانشغال كبير التدهور الخطير للوضع في يوغوسلافيا، تعبر من جديد عن انشغالها العميق لمواصلة العمليات العسكرية التي تشنها منظمة الحلف الأطلسي وتدين سياسة التصفية العرقية التي تقوم بها قوات الأمن الصربية ضد سكان كوسوفو". وأضاف الناطق ان "هذه السياسة أدت الى مأساة انسانية لا مثيل لها في القارة الأوروبية ومست مئات الآلاف من الأشخاص، كما أصبحت تهدد استقرار منطقة البلقان ككل". تونس ودانت تونس امس ما وصفته ب"تعنت حكومة يوغوسلافيا" وحضت بلغراد على وقف عملياتها ضد المدنيين في كوسوفو. وقالت الخارجية التونسية في بيان ان تونس تستنكر عمليات التطهير العرقي والقمع والترحيل الجماعي لمواطني كوسوفو العزل، وتطلب وقف هذه الاعمال البربرية التي لم تستطع ضربات حلف شمال الاطلسي وقفها. واضافت ان تونس تحض الحكومة اليوغوسلافية على وضع نهاية سريعة لهذه الاعمال والقبول بحل سلمي وعادل واحترام الحقوق المشروعة لسكان كوسوفو في العيش بسلام. واعرب البيان عن استعداد تونس لمساندة اي مبادرة تهدف الى وضع حد للمحنة الانسانية في كوسوفو والدول المجاورة.