اصيب 27 شخصا خلال اشتباكات بين مسيحيين ومسلمين في الناصرة شمال اسرائيل في اعقاب قداس منتصف ليل السبت - الاحد. وتواصلت الاشتباكات امس مما ادى الى اغلاق الطريق الرئيسية، فيما أعرب بطريرك القدس لطائفة اللاتين ميشيل صباح عن قلقه من التوتر القائم. يذكر ان التوتر على اشده منذ اشهر بين المسيحيين والمسلمين في الناصرة، المدينة العربية الرئيسية في اسرائيل، وكذلك في بيت لحم حيث يحج المسيحيون. وكانت وقعت صدامات عدة العام الماضي في الناصرة لخلاف على قطعة ارض قرب كنيسة البشارة التي يطالب بها المسلمون لبناء مسجد فوقها بينما تريد البلدية تحويلها موقفاً لسيارات الحجاج في اطار الاستعدادات لاحتفالات الالفية الثالثة لمولد السيد المسيح. وفي هذه الاجواء، دعا البطريرك صباح في عظة الفصح امس في كنيسة القيامة، المسيحيين الى التحلي ب"الثقة والحزم" خصوصا في مدينة بيت لحم الضفة الغربية وفي الناصرة والجليل شمال اسرائيل. وقال صباح الذي يعتبر اكبر مسؤول ديني للكاثوليك في الاراضى المقدسة: "توجد حاليا في بيت لحم صعوبات في التعايش بين المسيحيين والمسلمين، يتسبب فيها طرف، لكن الغالبية ما زالت وفية للتقاليد الطويلة من الاخوة وحسن الوفاق. والشيء نفسه في الناصرة". واضاف ان "طريقتنا في التعامل مع الجميع تتمثل في احترام كل من نعيش معهم سواء كانوا مسيحيين او مسلمين او يهودا. الا اننا نرفض كل تعد او تجاهل لكرامتنا وكياننا كمسيحيين، واثقين في انفسنا ومتمسكين بايماننا وبادائنا لواجبنا تجاه شعبنا وارضنا وكل قريب مسلم او يهودي او مسيحي". ويشكل المسيحيون في الاراضي المقدسة ومعظمهم من الروم الارثوذكس نحو 3 في المئة من الشعب الفلسطيني وما بين 7 الى 8 في المئة من العرب الاسرائيليين. ومنذ عقود يهاجر الكثير منهم. وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية في اسرائيل محمد زيدان في اعقاب اجتماع ل"لجنة المتابعة العليا" استمر 3 ساعات انه تقرر اصدار بيان لاستنكار الاعتداء الذي تعرض له الابرياء في المدينة وتشكيل لجنة مصغرة لحل الخلاف القائم فيها. ونقل عن اللجنة ادانتها "التصرف الطائش الذي قام به بعض الشبان غير المتعقلين في المدينة". وأكد رئيس البلدية رامز جرايسة الذي اجتمع مع رؤساء مجالس محلية عربية، رئيس اللجنة القطرية للرؤساء العرب ان البلدية "ستكون اول المدافعين والمطالبين باعادة ارض المدرسة الى اصحابها الشرعيين اذا ما تبين انها ارض وقف اسلامي"، مشيرا الى ان المشكلة ليست مع البلدية بل مع الحكومة الاسرائيلية التي "تتحمل مسؤولية الحل والقرار". وحمل جرايسة الحكومة الاسرائىلية المسؤولية الكاملة لما يحدث، مشيرا الى انها "تواصل سياسة المماطلة لضرب البلد". وقال النائب في الكنيست البرلمان الاسرائيلية عزمي بشارة الذي يتحدر من الناصرة ان "ايدي مشبوهة تحيك مؤامرة على وحدة ابناء الشعب الواحد على شكل افتعال فتنة طائفية". واشار الى المساعي الحثيثة التي تبذل "لتفويت الفرصة على المتآمرين الذين يعتدون على المارة من الابرياء بحجة انتمائهم لهذه الطائفة او تلك على مرأى الشرطة الاسرائىلية ومسمعها، مما يضع علامة استفهام كبيرة جدا على دورها الشرطة في التآمر على وحدة ابناء شعبنا وللفت انظارهم الى مسألة اخرى غير القدس". واكد ان ما يجري في الناصرة هو محاولة مبيتة لاظهار الصراع القومي بين العرب المواطنين الاصليين وبين المعتدي الذي انتهك المقدسات كافة، وكأنه صراع طائفي. وأشار بشارة الى الاقوال التي نسبت الى وزير السياحة و"نائب رئيس الوزراء للشؤون العربية" في حكومة بنيامين نتانياهو موشيه كتساب التي رددها امام شخصية قيادية عربية في الداخل ومفادها ان "حل القضية ليس منوطاً بالحكومة الاسرائيلية وانما هنالك معارضة من العالم المسيحي خاصة الفاتيكان ومن سفارات اجنبية في البلاد". ونسبت احدى الصحف العربية الصادرة داخل الخط الاخضر الى مسؤول في وزارة الداخلية الاسرائيلية قوله لممثلي "لجنة الدفاع عن أرض شهاب الدين: "اذهبوا وتفاهموا مع المسيحيين لأنهم هم الذين يعارضون اقامة المسجد". وأكدت مصادر عربية ل"الحياة" ان رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الاسرائيلي عامي ايلون ووزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ارينز ونائب نتانياهو الوزير موشيه كتساب قاموا خلال الاسبوعين الاخيرين بزيارة خيمة الاعتصام في الأرض المذكورة في الوقت الذي امتنعوا فيه عن زيارة مقر البلدية. وقالت المصادر ذاتها ان تجربة الانتخابات السابقة في اسرائيل في العام 1996 وأكدت دور صوت الناخب العربي الحاسم في مسألة انتخاب رئيس الحكومة الاسرائيلية حيث خسر مرشح حزب العمل في حينه لهذا المنصب شيمون بيريز الانتخابات بفارق اقل من 30 الف صوت اغلبهم من الاصوات العربية التي فضلت عدم التصويت له عقب مجزرة قانا في الجنوب اللبناني خلال عملية "عناقيد الغضب". ومن شأن "إلهاء العرب عن المعركة الانتخابية بخلافات جانبية ان يقلل من عدد الناخبين في الوسط العربي داخل اسرائيل".