الناصرة اسرائيل - أ ب، أ ف ب - حمّل رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسة امس الحكومة الاسرائيلية مسؤولية الأزمة بين المسيحيين والمسلمين في الناصرة، مؤكداً ان "الحل الوحيد ان تتدخل الحكومة الاسرائيلية وتتخذ قراراً من دون التستر على أي طرف ومن دون أي محاباة". وكان الخلاف على مشروع بناء مسجد على أرض للوقف في الناصرة 60 ألف نسمة أدى الى وقوع مواجهات بين المسلمين والمسيحيين الاسبوع الماضي أدت الى اصابة 27 شخصاً. وتريد البلدية إقامة موقف للسيارات على قطعة الأرض تحضيراً لاحتفالات الألفية الثانية بميلاد السيد المسيح، لكن المسلمين يريدون بناء مسجد على الأرض التي يقولون انها مقام الولي شهاب الدين. واتهم جرايسة في حديث لوكالة "فرانس برس" امس مسؤولين اسرائيليين وأحزاباً اسرائيلية لم يسمها بتغذية الخلاف، وقال: "لقد وعدوا الاسرائيليون فئة متطرفة تتستر بستار الدين لمآرب سياسية بالوقوف معها خصوصاً في فترة حملة الانتخابات الاسرائيلية الحالية". وأضاف: "لو أرادت حكومة اسرائيل فض الخلاف، فإنها تستطع ذلك وإلا ماذا يعني وجود دولة من دون قانون وماذا يعني الاستيلاء على أرض حكومية من دون ان تتدخل الدولة على غير عادتها". واعرب جرايسة عن تخوفه من ان يؤدي التوتر الحالي وفي حال استمراره، الى التأثير على احتفالات الألفية الثانية، اذ يتوقع وصول مئات آلاف المسيحيين الى الناصرة حيث أمضى المسيح طفولته. وفي غضون ذلك، يقوم مسؤولون ونواب فلسطينيون بمحاولات لتهدئة الخواطر. وقال النائب المقدسي حاتم عبدالقادر انه أجرى برفقة مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية فيصل الحسيني اتصالات مع شخصيات اسلامية ومسيحية لحصر "المسألة بين لجنة الوقف والبلدية". وأضاف: "المهم في الأمر الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم السماح بزج الشارع وتصدير الخلاف الى الخارج". من جهة اخرى، قال جرايسة "انه سيعارض أي خطوة تتخذها الحكومة الاسرائيلية لمصادرة سلطات المجلس البلدي الذي يعاني شللاً بسبب التوتر بين المسلمين والمسيحيين في الناصرة". وكان وزير الداخلية الاسرائيلي الي سويسا باشر تحقيقاً امس في طريقة عمل المجلس البلدي بعد فشل اعضاء المجلس المنتخبين في تعزيز الائتلاف، خصوصاً ان الخلافات بين المسلمين والمسيحيين قد تفسد على اسرائيل خططها لتحويل الناصرة الى مدينة تستقطب الزوار المسيحيين خصوصاً بعدما أصبحت بيت لحم تحت حكم السلطة الفلسطينية. وجاء في بيان صادر عن مكتب سويسا: "لا نستطيع ان نسمح لمدينة الناصرة التي سيقصدها آلاف المسيحيين عام ألفين ألا تعمل بالطريقة التي يجب ان تعمل بها". ويخشى الجرايسة من ان تحل الحكومة الاسرائيلية المجلس البلدي وتعين اعضاءه. وقال انه سيرفض رئاسة مجلس معين وانه سيستقيل، وهي خطوة ستحرج اسرائيل. وأوضح: "سنناضل ضد ذلك، ولن نقبل بهذه الخطوة".