موسكو - رويترز - عندما نشرت انباء ارسال موسكو سفينة استطلاع واحدة إلى البحر المتوسط لمراقبة الازمة في كوسوفو، شكك متحدث باسم البحرية الروسية، في ما إذا كان هناك وقود كاف لارسالها. وحذر قائد قوات الاطلسي الجنرال ويسلي كلارك روسيا من تدخل سفنها التي ارسلتها الى البحر الادرياتيكي من التدخل في الحرب. ويرمز هذا التصريح إلى ضعف الامكانات الحقيقية للقوات المسلحة الروسية التي ينقصها التمويل من أجل التأثير في مجريات الاحداث في البلقان. لكن بغض النظر عن بعض الخطوات الديبلوماسية الانتقامية وتدريبات عسكرية تم التخطيط لها، من قبل، فإن التصريحات الشديدة اللهجة لم تدعم بأفعال، أقله بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعني انه ليس هناك ما يكفي من أموال للانفاق على الجيش. غير ان الرئيس الروسي بوريس يلتسن الذي وصف قراره بشن حرب بين 1994 و1996 على اقليم الشيشان الروسي بأنه أكبر خطأ ارتكبه. قال الثلثاء الماضي إن روسيا لن "تتورط في صراع عسكري". وأضاف ان معظم الروس مشغولون بالاقتصاد. ويرى بعض المحللين السياسيين ان قرار ارسال السفينة هو أول خطأ كبير في تعامل روسيا مع هذه القضية. وقال الكسندر كوريتسكي الكاتب في صحيفة "سيفودنيا" إن هذه الخطوة تعني تبدد "آخر الشكوك" في سبب مرافقة وزير الدفاع وقادة الاستخبارات رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف في مهمه السلام الفاشلة في بلغراد هذا الاسبوع. وكتب يقول: "حتى المبتدئ في الديبلوماسية يدرك ان هناك حاجة إلى تشكيل مختلف قليلاً لاجراء محادثات بشأن السلام والهدنة". وحذر القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك أمس الجمعة من تدخل القوة البحرية التي تستعد روسيا لارسالها الى البحر الادرياتيكي في العمليات العسكرية التي تنفذها قوات حلف شمال الاطلسي ضد يوغوسلافيا، مشيراً الى أن على الحلف اتخاذ قرار في شأن التدخل العسكري البري. وصرح كلارك في مقابلة مع محطة "ان تي في" التركية بثتها أمس ان "المشكلة، قبل كل شيء، مشكلة ديبلوماسية بين الأطلسي وروسيا لكن يجب ان لا يتدخلوا بأي شكل في عملياتنا". وغادرت سفينة الاستطلاع الروسية "ليمان" أمس مرفأ سيباستوبول الاوكراني على البحر الاسود قبل ان تتجه الى البحر الادرياتيكي لمراقبة تصعيد حدة التوتر في كوسوفو. يشار الى ان هذه السفينة هي الاولى من ضمن قوة بحرية مؤلفة من سبع سفن حربية اعلنت روسيا عن استعدادها لارسالها الى المنطقة. وتسمح تركيالروسيا بمرور سفنها عبر مضيقي الدردنيل والبوسفور وفقا لمعاهدة "مونترو" حول المضيقات. الا ان رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد اعرب عن قلقه من أن تؤدي هذه المبادرة الروسية الى زيادة الهجمات الصربية على كوسوفو. واشار كلارك في مقابلته مع محطة التلفزيون التركية الى ان السبيل الوحيد لارغام القوات الصربية على وضع حد للقمع الذي تمارسه ضد المواطنين في كوسوفو هو القضاء على قدرتها العسكرية.