اتهم وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف واشنطن بانتهاك الاتفاق الذي عقدته مع موسكو في العاصمة الفنلندية هيلسنكي والذي تم بموجبه نشر الوحدات الروسية في كوسوفو وتنظيم علاقتها مع قيادة حلف شمال الاطلسي في الاقليم. وهدد سيرغييف في تصريح نشرته صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس، باعادة النظر في شأن مشاركة روسيا في قوة حفظ السلام في كوسوفو "اذا ظل الدور الذي تقوم به هذه القوة بعيداً عن ضمان امن كل سكان الاقليم وأخفق مجلس الأمن في اتخاذ اجراءات عاجلة ضد كل الذين لا يتقيدون بالتزاماتهم في شأن تنفيذ قراره 1244 الذي يضمن سيادة يوغوسلافيا على كوسوفو". وانتقد بشدة "استمرار احتفاظ عناصر ما يسمى بجيش تحرير كوسوفو بكميات كبيرة من الاسلحة، في الوقت الذي لا تتخذ اي اجراءات دولية ضد القائمين بالقتل والنهب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والتمادي في اعمال التطهير العرقي ضد السكان الصرب". وأكد انه لا بد من دخول القوات الروسية الى مدينة اوراخوفاتس. وأشار الى انه ابلغ ذلك الى كل من وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ وقائد قوات حفظ السلام الجنرال الألماني كلاوس راينهارد اثناء اجتماعه معهما في كوسوفو. وقال: "وجدت تجاوباً منهما في ضرورة تطبيق كل بنود اتفاق هيلسنكي ووضع حد لمحاولة السكان الألبان منع تنفيذ بند الاتفاق الخاص بانتشار الجنود الروس في اوراخوفاتس". وحسب مصادر صحفية "بوليتيكا" فان الوزير الروسي تجنب الالتقاء مع القائد الأعلى لقوات الحلف الاطلسي في أوروبا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك "على رغم ان الاخير تعمد المجيء الى كوسوفو اثناء وجود سيرغييف وتزامنت زيارتهما لاحدى القواعد المشتركة بين الجنود الاميركيين والروس في وقت واحد". ووصف سيرغييف علاقات بلاده مع الحلف الاطلسي بأنها "بدأت تدخل مرحلة برود جديدة". ومن جانبه اعتبر كلارك عدم لقائه مع سيرغييف بأنه "بسبب عدم وجود تخطيط مسبق في شأنه". الا ان "بوليتيكا" نسبت الى مراقبين ان الوزير الروسي "اراد ان يلتقي بالجنرال راينهارد باعتباره القائد الميداني ويتحمل المسؤولية المباشرة لما يحدث عسكرياً في كوسوفو، اضافة الى المسؤولية المعنوية لبلاده، ما جعله يتناول الأمور ايضاً مع وزير الدفاع الألماني شاربينغ".