اكدت مصادر عراقية موثوق بها ان السلطات العراقية بدأت تطبيق "خطة أمنية محكمة" في مناطق عدة من العاصمة بغداد وغالبية مدن وسط العراقوجنوبه تحسباً لحدوث "مواجهات عنيفة" في العاشر من محرم ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء وهو ما يعتبره الآلاف من شباب الشيعة العراقيين "يوماً لاستذكار الفداء والتضحية" بحسب رجل دين شيعي عراقي مقيم في عمان. وذكرت المصادر ذاتها ان الخطة التي بدأ بتطبيقها منذ الجمعة الماضي تقضي بتوزيع مجموعات من "فدائيي صدام" وقوات الأمن الخاص، والطوارئ في أنحاء من بغداد والمناطق المحيطة بها ومنها الثورة مدينة صدام والشعلة، وبغداد الجديدة والكاظمية والبياع. وأشارت الى ان هذه الاجراءات رافقها "رفع لدرجة التأهب" بين قوات شرطة الأمن والمخابرات وعناصر حزب البعث الحاكم واعتبار يوم العاشر من محرم يوم الاثنين، "موعداً لتنفيذ أقصى درجات الحزم مع التجمعات قرب الجوامع والحسينيات". واكدت ان قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها تلقت "أوامر رئاسية" تنص على توجيه "نداء أمام كل تجمع يقضي بأن يتفرق المجتمعون على أثره وفي حال عدم تطبيقهم ذلك تطلق عليهم النار على الفور". وقالت المصادر السابقة ان السلطات الأمنية والحزبية في بغداد والمحافظات في وسط وجنوبالعراق منعت المواطنين العراقيين من "ممارسة الطقوس الدينية" التي يظهرها الشيعة عادة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم لتصل الى اكثرها "حماسة" في العاشر منه وفيها يقصد مئات الآلاف من العراقيين مدينة كربلاء حيث يدفن الحسين. وأضافت ان السلطات العراقية تخشى تطور المواجهات لتأخذ "شكلاً واسعاً ومن مدينة الى اخرى" فوزعت المدرعات والدبابات في مداخل مدن: كربلاء والنجف والناصرية ذي قار والعمارة ميسان والديوانية القادسية والكوت واسط والسماوة المثنى. وألمحت الى ان الهجمات المتزايدة على مقرات الحزب والدوائر الأمنية جعلت نسبة كبيرة من "البعثيين وأفراد الأمن والمخابرات" تترك الواجبات المكلفة بها، مما وسع دائرة الشك عند القيادات الأمنية الرئيسية التي يقودها قصي نجل الرئيس صدام حسين، وهو ما فتح المجال "لإشراك مجموعات كبيرة من عناصر جماعة مجاهدي خلق الايرانية"، وهو الدور ذاته الذي لعبته الجماعة بمساهمتها قمع الانتفاضة الشعبية التي شهدها شمال وجنوبالعراق عقب حرب الخليج الثانية 1991. وذكرت المصادر ان اتساع عمليات المواجهة بين القوات والاجهزة الأمنية العراقية وانتقالها ما بين بغداد والمحافظات البعيدة كالبصرة، "شتت" قدرتها على الرد السريع، ولفتت الى ان بعض عمليات المواجهة جاءت من مناطق لم تتوقعها الاجهزة الحكومية كالتي شهدها قضاء أبو الخصيب جنوبالبصرة ذي الغالبية السنية. الى ذلك، اكدت المصادر السابقة ان "لا طابع طائفياً" لعمليات المواجهة. وقالت: ان متظاهرين غاضبين من ابناء الاعظمية السنية هاجموا مقر مديرية الأمن في المنطقة وقتلوا ضابطاً كبيراً فيه. كما تعرض مقر حزب البعث في حي القاهرة القريب من الاعظمية الى هجوم مسلح أوقع عدداً من الاصابات بين حراس المقر وعناصره.