وُضعت القوات الأمنية العراقية في حال "إنذار شديد" استعداداً لإحياء مئات الآلاف من الشيعة غداً الثلثاء ذكرى عاشوراء، لا سيما في بغداد ومدينة كربلاء، تحسباً لهجمات قد ينفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتسعى السلطات التي ستنشر عشرات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والأمن، إلى منع تكرار الهجمات الدامية التي استهدفت الشيعة في الأعوام الماضية خلال مُحرّم وعاشوراء. وعلى رغم تشديد الإجراءات في الأيام الماضية، قتل 19 شخصاً على الأقل أمس الأحد، في تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا خيمتي عزاء في بغداد. وقال عقيد في الشرطة لوكالة "فرانس برس" إنه "بدءاً من مساء السبت، باتت الخطة الأمنية موضع تنفيذ، والقوات الأمنية في حالة إنذار شديد". وأشار إلى أن "القوات الأمنية أغلقت بعض الطرق في العاصمة، لا سيما في الأعظمية ذات الغالبية السنّية والكاظمية ذات الغالبية الشيعية (شمال)، في حين تنفذ إجراءات أمنية مشددة" في مدينة الصدر (شمال شرق). ووفق ضابط في وزارة الداخلية، تستخدم في إطار الخطة الأمنية المروحيات التي شوهدت تحلق بكثافة الاثنين في سماء بغداد. وأشار العقيد في الشرطة إلى أن تنفيذ "انتشار أمني كثيف من بغداد إلى كربلاء، لا سيما في اليوسفية والمحمودية" جنوببغداد. وفي كربلاء حيث يتواجد عشرات الآلاف من المؤمنين لزيارة مرقد الإمام الحسين، قال قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي للصحافيين إن "أكثر من 26 ألف عنصر من القوات الأمنية منتشرون داخل المدينة وعلى الطرق المؤدية إليها"، مشيراً إلى "استخدام الطيران المروحي (...) ومراقبة المناطق الصحراوية الغربية والبساتين المحيطة بكربلاء، لكي لا تستخدم لإطلاق النيران عن بعد". وقال مدير اعلام شرطة كربلاء العقيد احمد الحسناوي إن "نقاط التفتيش الموجودة عند مداخل كربلاء تستخدم سيارات مجهزة بأجهزة لكشف المتفجرات، اضافة الى الكلاب البوليسية". وتشمل الخطة، مشاركة "1500 شرطية مهمتهن تفتيش النساء". وغالباً ما تعرض الشيعة لهجمات دامية خلال مُحرم وذكرى عاشوراء. وقتل العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء. وفي حين تبقى غالبية هذه الهجمات من دون تبنٍ رسمي، يعتقد أن معظمها، لا سيما الانتحارية منها، يقف خلفها عناصر متطرفون من تنظيم "الدولة الاسلامية".