حرص الرئيس الجديد لمجموعة "أونا" مراد شريف على طمأنة المساهمين والمستثمرين الاجانب على ان التغيير الذي حدث على رأس المجموعة لن يؤثر في استراتيجية العمل المعتمدة، ووصفه بأنه "تغيير هادئ في اطار الاستمرارية" من شأنه تحقيق الاهداف المرسومة، وتعزيز نشاط المجموعة وفروعها، وتقوية مجالات الاستثمار والتنمية الاقتصادية للمغرب. وقال السيد شريف في تصريحاته الى "الحياة" خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فؤاد الفيلالي الرئيس السابق عقده مساء اول من امس "ان مهمتي تكمن في ضمان تطوير المجموعة واستمراريتها المؤسساتية وديمومتها باعتبارها اكبر مجموعة اقتصادية في القطاع الخاص في المغرب قائمة على القيمة المهنية والشفافية والولاء". وقال "ان وضع اونا اليوم يؤهلها لتلعب دورها كاملاً في تعزيز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع بقية الشركاء". ولم يستبعد القيام بجولة لاحقاً لاطلاع المساهمين العرب على مشاريع المجموعة وبحث مجالات الاستثمار المشتركة. وكشف ل"الحياة" انه سيعتمد على فؤاد الفيلالي في هذه المهمة بفعل العلاقات الكبيرة المتميزة التي نسجها على امتداد فترة رئاسته التي دامت 14 سنة. وأثنى في الوقت ذاته على حيوية وعمل الفيلالي خلال فترة رئاسته وقال انه ادخل ثقافة جديدة الى "اونا" قائمة على المؤسساتية والشفافية ما جعل المجموعة المغربية تحظى اليوم بتقدير ومكانة دوليتين. وزاد: "لذلك سأعتمد عليه خلال المرحلة الانتقالية للتعرف على بعض التفاصيل والأمور وسنواصل العمل في اطار الاستمرارية وديمومة المؤسسة لمصلحة المساهمين ومستقبل المغرب". وقال مراد شريف، الذي يشغل في الوقت ذاته مدير عام مجموعة "المكتب الشريف للفوسفاط"، انه سيركز على النشاطات الاستراتيجية للمجموعة في قطاعات الصناعة الغذائية والتوزيع والمعادن والتأمينات. وأضاف: "ستطور اونا هذه المهن بالاعتماد على الكفاءات المغربية ولن يكون هناك تغيير". ولم يستبعد شريف الذي عمل في المجموعة 20 سنة ان يحظى قطاع المعادن بحصة أوفر من الاهتمام نظراً الى حصته الكبيرة داخل اجمالي النشاط واعتماده التكنولوجيا المتطورة، وتنمية مشاريع جديدة منها منجم أقار. وتساهم المعادن بنحو ربع النشاط المقدر للعام الماضي والبالغ 16 بليون درهم. وكان رئيس المجموعة الجديد وراء انجاز مشروع كماسة المعدني جنوبمراكش عام 1992 وهو احد اكبر المناجم وقدرت استثمارات المجموعة في المنجم بنحو 200 مليون دولار. ومن جهته قال السيد فؤاد الفيلالي ل"الحياة" انه ينوي زيارة الخليج العربي لاحقاً لطمأنة المساهمين والاعراب عن الامتنان وتأكيد استمرارية خطة عمل المجموعة واستراتيجيتها المعتمدة. وبالنسبة الى صناديق الاستثمار الاقليمية مثل "مينا فوند"، قال الفيلالي ان لها مجالس ادارة وقوانين وتعمل في شكل طبيعي "وسأشرح للمستثمرين انه لم يتغير شيء وان الدور المباشر الذي كنت اقوم به كان لتنمية قدوم الاستثمارات نحو المغرب وحماية مصالح المجموعة وتعزيز الشراكة العربية - العربية". وأعرب عن الأسف لعدم استكمال تجربة القناة الثانية "دوزيم" التي انشأها عام 1989 وكلفت المجموعة خسائر بقيمة 50 مليون دولار وقال انها "افضل تجربة شخصية وبغض النظر عن فشلها المالي فان دوزيم غيرت وجه المغرب وأنا فخور بذلك. وكشف ان رجل الاعلام الاسترالي الأصل الذي يحمل جواز سفر اميركياً روبرت مردوخ عرض عليه استثماراً مشتركاً في لندن لكنه فضل انشاء قناة ثانية في الدار البيضاء على رغم المخاطر المالية في مرحلة لم تكن فيها المؤشرات الدولية واضحة المعالم. وقال: "ربما لا يعلم المشاهدون ان الفيلم الأول الذي بثته القناة عند افتتاحها في 4 آذار مارس 1989 الجوهرة الخضراء حصلنا عليه من مردوخ". يذكر ان "أونا"، اكبر مجموعة اقتصادية في المغرب كانت انشئت عام 1919 تحت اسم "امنيوم شمال افريقيا" من قبل مجموعات مالية فرنسية على رأسها "باريبا". واهتمت في بدايتها اساساً بنشاطات النقل والمعادن. وشهدت المجموعة على امتداد العقود الاخيرة تطوراً كبيراً في نشاطها بعد استعادة سيطرة رأس المال المغربي وتوسيع النشاط الى قطاعات اخرى. وكانت "أونا" فتحت رأس مالها امام الجمهور المغربي عام 1994 باكتتاب قيمته 1.6 بليون درهم. وتملك العائلة المالكة نحو 20 في المئة من رأس المال عبر شركة "سيجر".