لندن - "الحياة"، رويترز ، ا ف ب - مع بدء تنفيذ خفض انتاج دول "اوبك" ومنتجين من خارج المنظمة تجاوزت اسعار النفط الحاجز النفسي البالغ 15 دولاراً خام برنت للمرة الاولى منذ منتصف عام 1998. لكن سعر الخام ما لبث ان تراجع مع بدء التداول في بورصة النفط الدولية في لندن صباح امس الى 14.69 دولار للبرميل تسليم ايار مايو المقبل متأثراً بموجة جني الارباح قبل عطلة الفصح التي تبدأ اليوم وتستمر الى الثلثاء المقبل. وكان برميل برنت اقفل الاربعاء على 22،15 دولار في مقابل 14.81 دولار عند الفتح. واستفادت الاسعار من سعي المستثمرين الى استباق بدء تطبيق خفض الانتاج الدولي بنحو 1،2 مليون برميل يومياً الذي اتخذته الدول الاعضاء في "اوبك" وخارجها في 23 آذار مارس الماضي. وقال محللون "ان الاسعار ستواصل ارتفاعها بدرجة اكبر اذا التزمت الدول المنتجة قرار الخفوضات بنسب كبيرة". لكنهم لم يتوقعوا عودة سريعة الى زيادة حجم الانتاج خارج "اوبك" الى المستوى الذي سبق اجتماع فيينا. واضاف المحللون ان الشركات النفطية لن تتراجع عن الخفوضات الشديدة في الانفاق، في اي وقت قريباً، مما يعني ان سنة 1999 ستضيع من تخصيص استثمارات جديدة للبحث عن الطاقة. وقال مارتن فان موريك من مؤسسة "بتروديتا" في ابردين اسكتلندة "تخطط صناعة النفط لسعر يراوح بين 10 و12 دولاراً للبرميل ولن يعود المعروض من انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك الى ما كان عليه لان الشركات عانت كثيراً العام الماضي". وقال نورمان سميث من مؤسسة "سميث ري للاستشارات" في المملكة المتحدة: "ان الخفض سيبقى سارياً حتى الخريف على الاقل عندما تبدأ الشركات في وضع اللمسات الاخيرة على موازناتها الجديدة". وبدلاً من نمو متوقع قدره مليون برميل يومياً في المعروض السنوي للمنتجين غير الاعضاء في "اوبك" تشير التوقعات الى انخفاض المعروض بنحو 500 الف برميل يومياً منذ ان بدأت الشركات ضبط الانفاق منذ نحو 18 شهراً. وخفضت شركات النفط الانفاق السنة الجارية بنحو الخمس وهي تسعى الى تعويض الانخفاض التاريخي في الاسعار التي تراجعت بنسبة 40 في المئة. وتقلصت موازنات التنقيب والانتاج بنحو النصف. وفي حين ارتفعت الاسعار باكثر من خمسة دولارات للبرميل منذ تراجعها الى اقل من عشرة دولارات مع تحرك اعضاء رئيسيين في "اوبك" نحو تنفيذ اتفاق خفوضات الانتاج لن يؤدي ذلك الا الى حمل شركات النفط على زيادة ضغط النفقات. وقال المحلل في "بنك واربورغ" ديلون ريد: "نقدر ان ينخفض المعروض من انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك بنحو 400 الف برميل يومياً سنة 1999 بينما لو لم تتحسن الاسعار لكنا شهدنا انخفاضا يقترب من نحو مليون برميل يومياً". وفي حين ان اسعار النفط لا تزيد الا نحو دولار واحد على اسعار العام الماضي، التي بلغت في المتوسط 13.3 دولار للبرميل وهي اقل اسعار في عقدين، ستجعل الكلفة المرتفعة لحقول الدول غير الاعضاء في "اوبك" تكافح من اجل تحقيق ارباح. وسيقل الانتاج من المشاريع الراسخة لان ضبط النفقات يقلل اعمال التنقيب التي تسمح للشركات الحصول على مزيد من الانتاج. والنتائج المخيبة للامال في مناطق جديدة مثل بحر قزوين وكولومبيا ستعوق اكثر نمو الانتاج والتأخير الذي فرض الان على المشاريع الجديدة في مناطق النفط الصاعدة، مثل المناطق الواقعة امام سواحل غرب افريقيا، يعني ان انهيار الاسعار العام الماضي سيحد من المشاريع الجديدة حتى اوائل العقد المقبل.