سكوبيا، بون - "الحياة"، أ ف ب - زار الرئيس التركي سليمان ديميريل امس البانياومقدونيا وتفقد مخيمات اللاجئين هناك واجرى محادثات مع نظيريه الالباني رجب ميداني والمقدوني كيرو غليغوروف. واعرب ديميريل عن قناعته بنجاح عملية الاطلسي بهدف السماح للاجئين بالعودة الى منازلهم بدون اي مخاوف. وتناولت محادثات الرئيس التركي في تيرانا وسكوبيا تنسيق وصول المساعدات الانسانية التركية الى اللاجئين الالبان. وزار مخيمين للاجئين، الاول في بوياني شمال غربي مقدونيا ويديره الهلال الاحمر التركي والثاني في مجمع ستيينكوفيتش - برازدا قرب سكوبيا، أقامه الاطلسي. في غضون ذلك، دعا الرئيس الالباني في مقابلة مع صحيفة "در شبيغل" الالمانية الى اعداد "خطة شبيهة بخطة مارشال" لدول البلقان من أجل ان تساهم التنمية الاقتصادية في احلال "نظام جديد" في المنطقة ينهي "الاحقاد القومية". وقال: "اننا بحاجة الى نظام وفكر جديد في البلقان وقبل كل شيء، الى تنمية اقتصادية قوية. اننا بحاجة الى خطة تشبه خطة مارشال للقضاء على الاحقاد القومية وليعود مناخ طبيعي الى البلقان". وانتقد ميداني موقف الحكومة المقدونية التي قلصت عدد لاجئي كوسوفو الذين تسمح بدخولهم الى أراضيها وقال ان "موقف الحكومة المقدونية غير مفهوم فهو لا يساعد على التقدم. ومن الخطأ القول ان وجود عدد كبير من ألبان كوسوفو يهدد التوازن الأثني في مقدونيا". واضاف ان هؤلاء اللاجئين لن يبقوا في مقدونيا فهم "يريدون العودة الى بلادهم وإلا فإن التطهير الأثني الذي تقوم به بلغراد يكون حقق أهدافه". وفي مقابلة مع الصحيفة نفسها، اكد الرئيس المقدوني ان "التجربة اثبتت ان أياً من الالبان الذين أتوا الى مقدونيا لم يغادروا البلاد أبدا. وعلى الرغم من سوء أحوالنا الاقتصادية، الا ان العيش في بلادنا لا يزال أفضل مما هو عليه في كوسوفو أو البانيا". واعتبر ميداني انه يجب ان يظل اللاجئون قريبين قدر الامكان من كوسوفو وان على الاسرة الدولية ان تؤمن "مساعدة مالية او غذائية" الى الاسر الالبانية التي تستقبل لاجئين. واعلن ان البانيا لن "تنجر الى النزاع" في كوسوفو على الرغم من استفزازات الجانب الصربي. وقال: "الاربعاء الماضي مثلا، تسلل سبعة جنود صرب الى أراضينا وكان الجيش الصربي اطلق النار باتجاهنا قبلا لكننا لم نرد". واضاف: "هذه الحرب ليست نزاعا بين شعبين بل بين الوحشية والانسانية، بين الماضي والحاضر". وأبلغ مصدر مطلع في تيرانا "الحياة" أمس ان حوالى 200 ألف ألباني قدموا من كوسوفو لم يسجلوا أنفسهم لاجئين لدى منظمات الإغاثة لأنهم آثروا المكوث عند أقاربهم ومعارفهم. وأشار الى ان ملعباً رياضياً في تيرانا أصبح مخيماً للاجئين بعدما نصبت فيه 400 خيمة واسكن في كل منها بين 10 و15 شخصاً. وأوضح انه حتى يوم امس، تم تسجيل اسماء 52 ألف لاجئ لدى منظمات الاغاثة في تيرانا، فيما سجل حوالي 100 ألف آخرين في مخيمات في شمال البانيا وشرقها. المعابر وواصلت الحكومة المقدونية التشدد مع اللاجئين الراغبين في الدخول الى أراضيها عبر المعابر الحدودية ولم يصل سوى حوالى 350 شخصاً، بينما انتقل من كوسوفو الى البانيا اكثر من ألفي ألباني. وابلغ نازحون وصلوا مقدونيا "الحياة" ان القوات والميليشيات الصربية دخلت يوم السبت قريتهم في ضواحي مدينة اوراخوفاتس في غرب الاقليم وطلبت منهم اخلاء القرية خلال ساعة واحدة "لأن اقليم كوسوف لم يعد موطناً للالبان وعليكم الرحيل الى البانيا حيث بلدكم". اشاروا الى ان غالبية سكان القرية ذهبوا الى البانيا لأن السلطات الصربية اخذت منهم كل وثائقهم الشخصية، ومعلوم ان البانيا لا تطالب بأي وثائق على العكس من حرس الحدود المقدونيين الذين يصرون عليها للسماح باجتياز الحدود.