قدم رئيس حزب التجمع من اجل الجمهورية الديغولي فيليب سيغان استقالته من منصبه بسبب خلاف مع اوساط الرئيس الفرنسي جاك شيراك مؤسس الحزب. قدّم رئيس حزب "التجمع من أجل الجمهورية" الفرنسي فيليب سيغان استقالته من منصبه في فورة جديدة من فورات الغضب المعروفة عنه. وتخلى بذلك عن رئاسة اللائحة الموحدة التي شكلها مع حزب "الديموقراطية الليبرالية" بزعامة آلان مادلان، للانتخابات الأوروبية المقبلة. وقال سيغان في رسالة الاستقالة التي كتبها بخط يده أمس الخميس ان "استقالتي من منصبي وسحب ترشيحي" للانتخابات الأوروبية "يسريان على الفور". وأضاف مبرراً خطوته: "لاحظت أني أفتقر اليوم للأدوات الضرورية للقيام بنشاطي وأني أتحرك في وسط لا يشكل الوفاء والوضوح والشفافية، ميزته الرئيسية". ولم يقدم سيغان في رسالته تفاصيل اضافية. لكن أوساطاً أشارت الى أنه قرر قلب الطاولة، رغم دقة الظرف الناجمة عن اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية في 12 و13 حزيران يونيو المقبل، لأنه ضاق ذرعاً بمواقف الوزير السابق برنار بونس الذي يرأس مجموعة أصدقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ومن خلال بونس يبدو أن سيغان ضاق ذرعاً بشيراك نفسه الذي كان عينه رئيساً للتجمع عام 1995، خلفاً لرئيس الوزراء السابق آلان جوبيه. وجاء ذلك من دون قناعة فعلية من شيراك بضرورة وجود سيغان في هذا المنصب وانما نتيجة افتقاره لأي خيار آخر. وأشارت أوساط سيغان الى تصريح لبونس قال فيه ان الاقتراع في الانتخابات الأوروبية لمصلحة لائحة سيغان - مادلان أو لمصلحة اللائحة التي شكلها وزير الخارجية السابق شارل باسكوا والنائب فيليب دوفيلييه اللذين قررا التمايز عن التجمع، يعبّر عن الرغبة نفسها في الانتماء الى التشكيلة الرئاسية. ورأت المصادر نفسها ان من الطبيعي ان يتساءل رئيس التجمع عن دواعي وجوده في هذا المنصب في ظل مثل هذه التصريحات. في غضون ذلك، نقلت أوساط شيراك عنه انه "فوجئ بالقرار الذي اتخذه سيغان" وأنه "في ضوء التقدير والصداقة اللذين يكنّهما له، عبّر عن حزنه وأسفه لهذا القرار". ومن المرتقب أن تعقد قيادة حزب التجمع، اجتماعاً سريعاً لها لتقويم الموقف الناجم عن استقالة سيغان التي جاءت في وقت لم يتمكن اليمين الفرنسي بعد من تجاوز الانقسامات الحادة في صفوفه التي برزت عقب هزيمته الفادحة في الانتخابات الاشتراعية عام 1997. أما سيغان البالغ من العمر 56 عاماً والمولود في تونس فسيكتفي بمقعده البرلماني نائباً عن منطقة لي - فوج، بعدما حال التنافر الشخصي بينه وبين شيراك والذي تعذر عليهما تجاوزه، دون تمكينه من إتمام مهمة ترميم الصف اليميني.