باريس - أ ف ب - شهدت باريس بعد ظهر أول من أمس بحضور الرئيس جاك شيراك وولي العهد المغربي الامير سيدي محمد وشقيقته لالا مريم الافتتاح الرسمي لمعرض "المغرب، كنوز المملكة" ولمناسبة "زمن المغرب في فرنسا" الذي يستمر طوال العام 1999. وسيفتتح هذا المعرض الذي سيستمر حتى 18 تموز يوليو أمام الجمهور اعتباراً من صباح غد الخميس، في متحف "القصر الصغير". والمعرض يتضمن المسار التاريخي المتسلسل لكافة الحقبات التاريخية وينتهي بعدد من اللوحات التي تمثل نظرة الفنانين الاوروبيين في بداية القرن العشرين الى المغرب. وهو يضم حوالى 500 عمل فني قدمت أساساً من المتاحف المغربية وتعكس خصوصية المغرب في موقعه الجغرافي عند حدود التقاء المحيط الاطلسي بالبحر المتوسط. وتتناول الصالة الاولى من المعرض مرحلة ما قبل التاريخ والحفر في الصخر، بينما خصصت القاعة الثانية لفن الخزف والادوات وكذلك قطع الحلي الذهبية والفضية التي تشهد على الحضور الفينيقي والتأثير المتعاظم لقرطاجة في القرن السادس قبل الميلاد. وبعد ذلك تأتي قاعات خصصت لاستعراض المرحلة الموريتانية ثم الرومانية التي تمثلها مجموعة استثنائية من البرونز والرخام، تضم بين قطعها صورة لملك البربر جوبا الثاني. وخصصت صالة لعرض قطع تعود الى المرحلة الانتقالية من ظل السيطرة الرومانية الى الاسلام. وقد اعتبرها المنظمون مناسبة للتذكير بانفتاح المغرب على كافة الديانات، الاسلام والمسيحية واليهودية. وفي القاعة المخصصة لفن النقوش الاسلامية في المغرب، قطعة نقلت من جامع القرويين في فاس، أول مسجد تم تشييده في المغرب. كما يسمح العرض الجميل لعدد من قطع النقود باتباع التسلسل التاريخي للاسر الاسلامية التي توالت على الحكم في المغرب. وخصص قسم من المعرض لعرض صناعة الكتاب في الحضارة الاسلامية، تعرض فيه حوالى 30 مخطوطة تسمح بتسليط الضوء على عدد من كبار الوجوه الثقافية والفكرية مثل ابن رشد او الميموني. ويظهر تطور علم الفلك عند العرب من خلال عدد من الاسطرلابات الرائعة التي يعود تاريخها الى ما بين القرنين الحادي عشر والسابع عشر . وتظهر كرة ارضية صنعت في اسبانيا اشعاع الحضارة العربية هناك في تلك الحقبة. وخصصت قاعة كبيرة لتضم مختلف الاشكال والمواد المستخدمة في الهندسة المعمارية في المغرب والتي تم توارثها غالباً عن الاندلس، من تقنيات الفسيفساء الى الخزف والخشب المحفور والملون الذي تدخله احياناً عناصر من الرخام ومن النحاس او البرونز. وتلي هذه القاعة مساحة لعرض قطع من الخزف تم اختيارها من اكبر المراكز المنتجة في فاس وصافي، الى جانب مجموعة من الفخاريات تتميز بتقنية فنية عالية والابواب جلبت من جبال الاطلس. ويتضمن المعرض قاعة للحلي والاسلحة الدقيقة الصنع، تظهر التقنيات المختلفة والمتعددة التي استعملت في هذه الصناعة في المغرب وتسلط الضوء على مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية التي تعايشت في هذا البلد. كما يشمل المعرض عرضا يتعلق بصناعة النسيج بمختلف تقنياتها والتطريز في فاس ومكناس والرباط. اما القاعات الاخيرة فتعرض فيها اعمال فنانين اوروبيين.