ستعلن "شركة الخطوط الملكية المغربية" في وقت لاحق من العام المقبل مناقصة دولية لشراء تسع طائرات حديثة يبدو ان المنافسة ستكون محتدمة في شأنها بين المصنعين الاميركيين والاوروبيين نظرا الى حجم الصفقة التي تقترب من بليون دولار والتي تتضمن طائرات عريضة الجسم مخصصة للمسافات الطويلة. وسينحصر التنافس بين شركتي "بوينغ" الاميركية التي صنعت غالبية طائرات الاسطول المغربي منذ عام 1957 واتحاد صناعات "ايرباص" الاوروبية التي يطمح المغرب في ادخال بعض طائراته الى اسطول شركته الوطنية لاضفاء تنوع عليه. وتتكتم الشركة عن تفاصيل الصفقة المرتقبة تاركة كل الاحتمالات وارداً بانتظار الاعلان عنها وتلقي عروض المصنعين. وكان مسؤولون من شركة "بوينغ" في سياتل زاروا المغرب الشهر الماضي للتعرف على حاجات "الخطوط المغربية" مستقبلا ومشاريع التوسع الواردة في خطة الاستراتيجية التي اعدتها الشركة. ومن جهتها ابدت اطراف فرنسية ترحيباً بمشاريع "المغربية" ودشنت حملة علاقات عامة بمناسبة زيارة رئيس الشركة محمد حصاد لباريس أخيراً. ويعتقد المراقبون ان المنافسة ستكون شديدة بين الأوروبيين والاميركيين حول مشاريع "المغربية" نظراً الى قيمة الصفقة في زمن تقلصت فيه المبيعات، والى رغبة كل طرف في مغازلة الرباط التي عادت الى واجهة التجاذب الفرنسي - الاميركي وسعي كل جهة الى الاستفادة من المشاريع المختلفة التي ستقترحها الحكومة في الخطة الخمسية 1999 - 2003 والتي تقدر بعشرات بلايين الدولارات. وتسعى "بوينغ" الى الابقاء على تحالفها التقليدي مع "المغربية" التي كانت اقدم شركة في شمال افريقيا توقع معها عقود تزويد وصيانة وتدريب، كان آخرها مطلع التسعينات لتزويد الناقلة المغربية عشر طائرات نفاثة. اما باريس فتحرص على ان تكون حاضرة في مشاريع الصفقات التكنولوجية التي اقصيت منها في السنوات الاخيرة لحساب مجموعات اوروبية منافسة. ويعكس هذا التنافس تجاذباً اكبر حول ما اذا كانت شمال افريقيا منطقة نفوذ فرنسية - أوروبية خالصة او انها، في ظل العولمة، تنفتح اكثر فأكثر على حليفتها الاميركية التي تقترح عليها صيغة شراكة اقتصادية وتجارية تفضي الى منطقة حرة على غرار اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. وكان الاميركيون اعربوا عن خيبة من فشلهم في تحصيل صفقة بناء ميناء تجاري دولي في جنوبطنجة قيمته 400 مليون دولار فازت به مجموعة "بوينغ" الفرنسية على حساب "بيكتل" الاميركية التي كانت حتى آخر لحظة تملك حظوظا اوفر. ويتساءل الاميركيون ما اذا كانت الصفقة منحت لاعتبارات مالية وتقنية استخدام الديون ام لأسباب ثقافية على اعتبار ان الكوادر الفرنكوفونية داخل الادارات الحكومية والقطاع الخاص تميل الى باريس على حساب واشنطن. ويأتي برنامج توسيع "الخطوط المغربية" في وقت يراهن فيه المغرب على جذب نحو اربعة ملايين سائح اجنبي سنويا مطلع القرن المقبل. ويقول تقرير الخطة الخمسية لقطاع السياحة ان النقل الجوي الذي يساهم في نقل 66 في المئة من السياح الوافدين على المغرب سيكون عليه لعب دور اكبر في تحقيق اهداف الخطة عبر تعديل النظام المتعلق برحلات النقل العارض وبرمجة اقتناء تسع طائرات جديدة وتدعيم النقل الجوي باعتباره الوسيلة الأساسية لنقل السياح. وتبدو الأسواق الاوروبية والاميركية والعربية واعدة في هذا المجال اذ يسعى المغرب الى مضاعفة الوافدين عليه من هذه الاسواق التي ستعمل عليها الطائرات الجديدة. وكانت "المغربية" افتتحت خطوطا جديدة نحو القاهرة وغزة رصدت لها طائرات حديثة من طراز "737 - 800" المعدلة كما وسعت رحلاتها صوب الخليج العربي عبر طائرات "747". وأعلنت الشركة الاسبوع الماضي انها ستزيد رحلاتها الى فرنسا بنسبة 30 في المئة لمناسبة مهرجان "زمن المغرب" الذي يقام حالياً في عدد من المدن الفرنسية والذي يحضره ولي العهد الامير سيدي محمد شخصيا لتدشين باب منصور التاريخي، الذي كان بناه الملك مولاي اسماعيل في مكناس في القرن الثامن عشر، أثناء حكم الملك لويس الرابع عشر الذي كاد يصاهره.